رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جدل نقابة الإعلاميين


دخل مشروع نقابة الإعلاميين مرحلة المناقشة فى أروقة البرلمان وذلك للمرة الأولى منذ أن طالب الإعلاميون المصريون بإنشاء نقابة تعبر عنهم منذ أكثر من أربعين عاماً، وطبيعى أن الموضوع يستحوذ على اهتمام الجميع ولأنه يثير العديد من التساؤلات المرتبطة بطبيعة مهنة «الإعلام» التى أصبحت اليوم مهنة من لا مهنة لهم ولابد أن يتفق الجميع حتى ترى هذه النقابة النور وأحذر الدخول فى جدل بيزنطى يرجع بالمناقشات إلى المربع صفر وهناك علاقة طردية بين فكرة انقاذ الاعلام المصرى من حالة الانفلات و الفوضى التى يعانى منها ووجود نقابة مهنية للإعلاميين، بعبارة أخرى لابد ان يتم إقران الدعوة للخروج من أزمة الإعلام بالإسراع فى إنشاء نقابة مهنية للإعلاميين تحمى المهنة بالدرجة الأولى من الدخلاء عليها وتصون النقابة حقوق الإعلامى فى التعبير والإبداع ثم تضبط الأداء و«تفلتر» الأجواء التى أصبحت ضبابية لدرجة أن البعض لا يميز بين مصلحة الأمة ومصالحه الشخصية ولهذا أجد أن واحدة من أهم المشكلات -من وجهة نظرى- هى وجود تعريف واضح شامل جامع مانع لكلمة «إعلامى» فكل صانع وناقل للرسالة الإعلامية الموجهة للمتلقى هو إعلامى.

إذن يمكن القول إن الإعلامى هو كل من يعمل فى وسيط إعلامى مقروء مسموع مرئى إلكترونى وبالتالى نقابة للإعلاميين لابد أن تشمل كل هذه الفئات التى لها علاقة بعملية الاتصال الجماهيرى بما فيها الصحفيون المنتمون أصلا لنقابة الصحفيين ويدافعون عن نقابتهم ويمنعون من دونهم بدخولها أو الانضمام لها وهذا حقهم ولهذا نحن نصبح أمام مشكلة تنظيمية وقانونية، لأن كلمة إعلامى على النحو المتقدم تعطى الحق للجميع للانضمام لنقابة تحمل اسمهم وهو أمر قد يخرج عن حدود السيطرة على أرض الواقع خاصة أن كل الفئات أو معظمها التى تقول إنها تعمل فى مجال الإعلام لها نقابتها مثل الصحفيين والسينمائيين والتشكيليين والممثلين والموسيقيين والمهندسين.

إذن لا نستطيع حصر الإعلامى فى الوسائط المرئية والمسموعة فقط وبشكل غير محدد ويصبح من الضرورى إعادة التفكير فى سؤال مع من سوف تتعامل هذه النقابة؟

أتصور إذا كان المقصود الصحافة الإذاعية والتليفزيونية إذن لابد أن يتغير اسم النقابة إلى ما يدل على هؤلاء المنتمين لها لأن اسم النقابة يعبر عن طبيعتها وفى حالة فتح عضوية النقابة على إطلاقها لايمكن التحكم فى الأعداد التى سوف تنضم لها، ولهذا أقترح تغيير اسم نقابة الإعلاميين إلى نقابة الصحافة المرئية والمسموعة حتى تصبح محددة بكل من يعمل بالاذاعة والتليفزيون فى وظيفة إعلامية «عام/خاص» ويصبح لدينا نقابة للصحفيين وثانية للإعلام الإلكترونى وثالثة للصحافة المرئية والمسموعة وربما تكون هناك نقابة رابعة وخامسة لأن الزملاء فى هيئة الاستعلامات وإدارات الإعلام بالوزارات والمحافظات وأساتذة الإعلام الأكاديميين يصبح من حقهم أيضا الانضمام للنقابة!! وسوف يتطلب الأمر تشكيل اتحاد النقابات الإعلامية على غرار اتحاد النقابات الفنية وإلا سندخل فى متاهة ولن يخرج قانون النقابة إلى النور!!