رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات مصر الحضارية


أزمات مصر منذ زمن طويل نمت من: غياب الوعى الحضارى وغياب التحصين الثقافى وغياب الإنسان القدوة وعدم تحديد مواطن الخلل والتقصير؟ والعجز عن تعامل القيم؟ وأزمة الفك وكأن الله عز وجل خلق العقول لنعطلها؟ وفقدان جادة الصواب وعدم التبصروالتحرك بالتدين الشكلى وعدم قبول الاختلاف والتنوع والاجتهاد وغياب مسار الاتجاه والهدف لذلك الخطاب القرآنىبين ربط التقوى بفعالية الحركة ..

قال تعالى: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض» الأعراف 96 .. والخطاب القرآنى بين الربط بين الإيمان والصبر الإيجابى وبين تجاوز المحن .. وقال تعالى: «ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» البقرة 155.

والمجتمع يكمن يمرض .. مثل الإنسان فيتعطل عن القيام بواجباته وشئونه والمرض حينما يتفاقم ينتهى بالموت .. والمرض لمصر هل حالة عابرة؟ ولماذا تخلفنا عن ركب صنع التقدم؟ وفى السياسة والثقافة والاقتصاد والتعليم والصحة والزراعة والصناعة؟ وأين الخطط والبرامج التى تتحرك نحو المستقبل؟ ولماذا تبدلت العلاقات بين الناس وضاعت رؤى التراحم والمودة والتآلف إلى قلوب شتى ليفتك بعضهم البعض؟ وابتعدنا عن اكتشاف سنن الكون؟

قال تعالى: «ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا * إنا مكنا له فى الأرض وآتيناه من كل شىء سببا* فأتبع سببا» الكهف 85:83 ولننظر كمثال لاختراع التليفزيون كمثال نجده احتاج نحو 12 عاماً ما بين 1934:1922 ..وبدأ الإرسال التليفزيونى المصرى بعد الاختراع بـ 26 عاماً ..أى العام 1960 بالتليفزيون النصر «ورحم الله والدى وكان أول من اشترى تليفزيونا فى مربعنا السكنى وكنت طفلا صغيرا وأتذكر حفاوة والدتى بجيرانها لمشاهدة البرامج التليفزيونية ..وحينما كبرت أعواما كانت لى صحبة أخرى ممن فى سنى لمشاهدة مباريات الكرة ويحضرون بدءا من برنامج «نور على نور» للراحل أحمد فراج» ومع التليفزيون تعايشنا مع الأسود والأبيض ..ثم الملون ..والفيديو ..ثم اليوم الشاشة ..والتساؤل ما معنى ذلك؟ الجواب: إن العالم يتقدم .. ومثال آخر كانت لمصر شركة النصر للسيارات ..ولم تكن كوريا أو الهند تنتج «رفرف» سيارة .. وننظر اليوم للمنتج الكورى والصينى للسيارات فى كل أنحاء مصر وبلاش نقول اليابان أو ألمانيا وخرجتا من الحرب العالمية الثانية مطحونتين لا حول لهما ولا قوة، أين هم اليومونحن وكأن العقل المصرى لا يملك القلب السليم والعقل المتفتح والبصيرة النافذة ..ونحن نعيش بالشطحات ..ولننظر للمعادلة القرآنية البناءة .

قال تعالى: «فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا» طه 124:123. وتلك سنة ربانية تحكم حياة البشر؟