رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جمال مبارك رئيسًا لمصر".. حملة لدعم نجل الرئيس الأسبق في انتخابات 2018.. معصوم مرزوق: "مش بعيد عودة المخلوع نفسه".. وشوقي السيد: "ترشحه مستحيل"

جريدة الدستور

"التوريث".. ذلك الحلم الذي ظل يراود جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أياما عدة، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير لتحول حلمه إلى كابوسًا، بتنحي مبارك عن كرسي الحكم والقبض عليهم، ولكن بعد 4 سنوات من القبض على جمال، حصل نجل المخلوع على إخلاء سبيل، وأصبح حرًا طليقًا، يحاول استعادة حلمه مرة أخرى.

وبعد الحكم النهائي الذي أصدرته محكمة النقض برفض الطعن المقدم من النيابة العامة على قرار محكمة الجنايات الصادر في 12 أكتوبر 2015، بإخلاء سبيل نجلي مبارك، على ذمة قضية "القصور الرئاسية"، وأيدت إخلاء سبيل جمال وعلاء، ظهر بريق أمل أمام جمال مبارك، على الرغم من تورطه في قضية أخرى وهي "التلاعب بالبورصة"، والتي حكمت جنايات القاهرة، بتأجيل نظرها حتى 15 يناير القادم.

وفي ظل الظهور المتكرر لنجل الرئيس الأسبق، توقع البعض عودته إلى الحياة السياسية، وبالفعل جاءت مطالب جديدة بدعمه للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2018.

"جمال مبارك رئيسًا لمصر"
ودشن أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صفحة بعنوان "جمال مبارك رئيسًا لمصر"، دعا فيها إلى دعم ترشح جمال مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2018، ووصل عدد المعجبين بالصفحة إلى 53.863 .

وكتب "أدمن الصفحة"، قبل أن تصاب بالذهول من الدعوى لترشح جمال مبارك لرئاسة مصر في الانتخابات الرئاسية القادمة، عليك أن تعود إلى الوراء بعض السنين، لقد قامت ثورة 25 يناير ضد تجاوزات الشرطة في الأساس، وما أن انضمت جماعة الإخوان تحولت الدعوات لإسقاط الرئيس، طمعًا من الإخوان في السلطة، وبالفعل تنحى الرئيس لكي يجنب مصر مصير الدماء، وانعقدت الانتخابات الرئاسية التي أتت بمحمد مرسي، وأثبت فشله هو وجماعته، وثارت الجماهير وتدخلت القوات المسلحة وانتهى الأمر بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي لحكم مصر.

وتابع، "قبل ثورة 25 يناير كانت تعاني مصر من الفساد الإداري بالفعل، وكانت طموحات جمال مبارك في أغلب خطاباته محاربة فساد المحليات، ونحن الآن نعاني من الفساد وانهيار الاقتصاد وسيطرة الغير أكفاء على وزارات وهيئات الدولة، ومجلس النواب يعاني من سيطرة الأغلبية الغير ناضجة، ولا يعي دوره باتخاذ قرارات للصالح العام، وبالأرقام فإن النظام الأسبق أفضل اقتصاديًا وسياسيًا، خاصة في قضية سد النهضة التي سنعاني منها في القريب بسبب غياب الحنكة عند متخذي القرار".

وأضاف، "نحن لا ندعو لتحسين صورة النظام الأسبق أثناء حكم الرئيس مبارك، وكل نظام له سلبياته وإيجابياته، ولكن ترشح جمال مبارك يجعلك أن تقبل أو ترفض، وليس لنا علاقة بقريب أو بعيد منه، ولكن قررنا أن ندعم ترشحه، وله الحق في الترشح كأي مواطن مصري لاقتناعنا بأنه رجل دولة".

وأشار في منشور أخر إلى أن عدد مؤيدي ترشح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية 2018 وصل إلى 47 ألف مؤيد، في وقت قياسي، وقال "ناس مفكرة إننا بنهزر أو أشخاص بتهيج الرأي العام، إحنا شباب مش بيدعي لمظاهرات أو تخريب، إحنا بندعي إن جمال مبارك يترشح للرئاسة، في اللي ينضم واللي يرفض، وأي اتهامات لينا غلط".

"ظهور متكرر"
وغادر جمال مبارك وشقيقه علاء سجن طرة في يناير 2015، بعد أربعة أعوام من الحبس، تنفيذًا لقرار محكمة الجنايات بإخلاء سبيلهما، في أخر قضية كانا محبوسان على ذمتها، وهي الاستيلاء على أموال الموازنة العامة لرئاسة الجمهورية، والمعروفة باسم قضية "قصور الرئاسة".

ومنذ إخلاء سبيلهما ويظهر جمال بين الحين والأخر ليثير علامات استفهام عن إمكانية عودته للحياة السياسية مرة أخرى، وكان أول ظهور له في عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في مسجد عمر مكرم لتقديم واجب العزاء، في إبريل 2015.

وفي ديمسبر 2015، انتشرت صورًا له خلال حضوره الاحتفال الخاص بأحد المعارض الطلابية بالمدرسة البريطانية الدولية، التي تدرس بها ابنته الصغيرة "فريدة"، وظهر جمال في الصور أثناء تصوير ابنته خلال مشاركتها في المعرض بكاميرته الخاصة، كما حرص المشاركون في الحفل على التقاط الصور التذكارية معه.

وظهر جمال مع أسرته في منطقة الأهرامات، بصحبة زوجته خديجة الجمال، وابنتهما فريدة، وفوجئ ضباط شرطة السياحة بوجوده دون حراسة، وليس بصحبته سوى شخص واحد، وتم تداول صور أخرى لجمال مبارك وزوجته خديجة الجمال وابنته فريدة أثناء تناول الغذاء بأحد المطاعم.

وفي يونيو الماضي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لسوزان مبارك، ونجلها جمال في حفل بدار الأوبرا المصرية للعازفين الأطفال، وقيل أن سبب حضورهم هو حفل المدارس التي كانت تعزف فيه فريدة نجلة جمال مبارك.

وفي يوليه الماضي، ظهر جمال في حفلة ساهرة بـ"degrees 6"، في قرية هاسيندا بالساحل الشمالي، وتفاجأ الحاضرين بظهوره خلال السهرة، التي شارك فيها عدد من نجوم المجتمع والفنانين، واهتم بعض الشباب بالتقاط الصور معه.

وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو وصور لـ"جمال وعلاء" مبارك في عيد الأضحى الماضي، في مجمع كافيهات "أركان" في "الشيخ زايد"، احتفالًا بعيد الأضحى، وتدافع المواطنون من أجل التقاط صور معهما.

وحضر جمال وعلاء عزاء الفنان الراحل محمود عبد العزيز منذ أسبوع، في مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر، لتقديم العزاء.

وترددت أنباء أول أمس بشأن تسجيل حلقة مع جمال مبارك، على فضائية "المحور"، في حوار مع مقدم برنامج "90 دقيقة" تامر عبد المنعم، لكن نفى "عبد المنعم"، صحة هذا الكلام، وقال في بيان إعلامي، إن هذا الأمر أزعجه كثيرًا وخاصة أنه لم يفكر مطلقًا في طرح هذه الفكرة، وإن من يرددون هذه الشائعات لديهم رغبة في اختلاق المشاكل وترديد شائعات ليس لها أساس من الصحة، لافتًا إلى أن نجاح البرنامج جعل البعض يأمل في وضع العراقيل أمام هذا النجاح، باختلاق وترويج أكاذيب من هذا النوع.

وقد اعتبر البدري فرغلي، النائب البرلماني الأسبق، في تصريحات تليفزيونية سابقة، أن ظهور جمال مبارك بكثرة في الفترة الأخيرة ورائه حلم، حيث كان يحلم نجل مبارك منذ عام 2000 أن يصبح الوريث القادم لوالده في حكم مصر، قبل أن تطيح ثورة يناير بحلمه، وأن حلم جمال الذين كان يراوده عاد مرة أخرة، نتيجة فشل في أداء الحكومة.

"عودة مبارك نفسه"
وعلق السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية السابق والقيادى بحزب التيار الشعبي، على دعوات ترشح جمال مبارك للرئاسة قائلًا "إن في ظل الأوضاع القائمة من الممكن توقع حدوث أي شيء، ليس ترشح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية القادمة فقط، ولكن عودة مبارك نفسه للحكم، لان هناك سيطرة كاملة من ممثلي النظام القديم على أغلب وسائل الإعلام، ومفاصل الدولة الرئيسية، فليس بعيدًا توقع عودة مبارك نفسه إلى الحكم في ظل هذه الأوضاع".

وتابع "مرزوق"، في تصريحات لـ"الدستور"، أما من الناحية الدستورية والقانونية، فيعد جمال مبارك غير لائق للتنافس أو القبول قانونيًا على أي مقعد أو خدمة عامة، إلا إذا قام النظام برد اعتباره بشكل قاطع من خلال العفو عنه من العقوبات التي وقعت عليه.

"لا يمكنه الترشح"
وأوضح الدكتور شوقي السيد، الفقيه الدستوري، أن جمال مبارك حصل على حكم في جناية من العقوبات التبعية، لعقوبة أصلية للحكم، وليس من حقه الترشح للانتخابات، ولا للأحزاب السياسية.

وأضاف "السيد"، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه لا يمكن أن يمارس أي من الحقوق السياسية، لأن الحكم في جناية من العقوبات التبعية.