رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرقام صادمة في ماراثون البيت الأبيض.. "كلينتون" أسد المناظرات.. وفضائح "ترامب" تطيح بشعبيته.. "فلوريدا" بيضة ذهب لصالح "الجمهوريين".. وإسرائيل تفضل المرشحة الديموقراطية

جريدة الدستور

أيام قليلة تفصل العالم عن اللحظة الحاسمة التي تنطلق معها أشرس انتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة بين مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، ونظيرها الجمهوري دونالد ترامب، والتي بدأ غمارها أوائل العام الجاري وتنقضي مدتها في 8 نوفمبر المقبل.

ومع قرب خط النهاية لسباق البيت الأبيض، تتناثر الاستطلاعات وتتناحر الاستفتاءات حول الفائز بعرش الولايات المتحدة، وسط توقعات صادمة من الجمهوريين بفوز الحمار الديموقراطي على حساب الفيل الجمهوري، وهو ما كشفت عنه نتائج آخر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في الفترة من 20 إلى 24 أكتوبر الجاري، والذي أظهر أن 41 % من الجمهوريين يتوقعون فوز كلينتون، مقارنة مع 40% توقعوا فوز ترامب.

وجاءت النتائج الأخيرة، لتعكس تراجع ثقة الجمهوريين في مرشحهم منذ الشهر الماضي، إذ توقع 58% من الجمهوريين فوز دونالد ترامب، مقابل 23% توقعوا فوز كلينتون، بينما أظهر أحدث استطلاع رأي أن 49% من أنصار ترامب توقعوا فوزه، وذلك انخفاضًا عن 67% في بداية الشهر.

"حصاد الولايات"

وعلى الرغم من اختلاف الاستطلاعات في احتمالية فوز أي من المرشحين، إلا أن الولايات الأمريكة شهدت فروقًا فيما بينها في دعم كل من كلينتون وترامب، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يتقدم على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، بنقطتين في ولاية فلوريدا.

وتعتبر فلوريدا ولاية حاسمة لأي استحقاق رئاسي، إذ تملك 29 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، وبحسب نتائج استطلاع "بلومبيرج"، وفقًا لراديو "سوا" الأمريكي، حظي ترامب بتأييد 45% مقابل 43% لمنافسته كلينتون.

وفي استطلاع آخر نهاية الأسبوع الماضي، أظهرت استطلاعات الرأي تقدّم "هيلاري كلينتون"، أمام منافسها "دونالد ترامب"، في ولايات داعمة للجمهوريين، قبل أقل من 3 أسابيع من موعد الانتخابات.

وبحسب نتائج استطلاع مشترك أجرته شركتا "أتلانتا جورنال" و"كونستتيوشن"، فإن كلينتون حصلت على 44% من الأصوات في ولاية "جورجيا" الأمريكية التي كان الجمهوريون يتصدرون فيها بجميع الانتخابات الرئاسية منذ عام 1996، فيما حصل المرشح الجمهوري ترامب في الاستطلاع ذاته على 42% من الأصوات.

وأظهر استطلاع آخر أجرته شركة "أريزونا ريبابليك" مع جامعة "أريزونا" الحكومية، تقدّم كلينتون في ولاية "أريزونا" الداعمة للحزب الجمهوري، بحصولها على 43% من أصوات المشاركين، مقابل 38% لترامب.

ومن جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة "كريستوفر نيوبورت" في ولاية "فيرجينيا" الأمريكية (تدعم الديمقراطيين) تقدّم كلينتون على منافسها بفارق 12% بعد حصولها على 45% من الأصوات، مقابل 33% لترامب.

ووفقًا لنتائج استطلاع أجراه موقع "ريل كلير بوليتيكس"، أحد أهم المواقع الأمريكية المتخصصة بالتحليلات السياسية، فإن كلينتون حصلت على 48.5% من الأصوات في عموم الولايات المتحدة، في حين حصل ترامب على 42.2% منها.

"تأثير الفضائح"

ولعبت فضائح "ترامب" دورًا رئيسيًا في تغيير بوصلة الاستطلاعات لصالح كلينتون، حيث أجري استطلاع فى وقت يصارع فيه المرشح الجهورى اتهامات من نساء بأنه تحرش بهن، وأظهر الاستطلاع الذي أجري في الفترة من 7 إلى 13 أكتوبر الجاري، أن 44% من الناخبين المحتملين يؤيدون كلينتون بينما يؤيد 37% ترامب.

وانخفضت شعبية المرشح الجمهوري بعد أن اتهمته نساء عدة في وقت سابق من هذا الشهر بالاعتداء الجنسي عليهن أو التصرف معهن بصورة غير لائقة في الماضي، كما أثار ضجة بتصريحه أنه لن يقبل بنتيجة الانتخابات، التي ستجري في الثامن من نوفمبر إلا في حالة فوزه فيها.

وبحسب استطلاع شبكة "إيه بي سي" يوم الأحد الماضي، تتفوق كلينتون بحصولها على نسبة 50% مقابل 38% لترامب، بينما احتفظ ترامب بتفوق صغير بنسبة 47% مقابل 43% بين الأمريكيين البيض، وتعتبر أصوات البيض مهمة لفوز المرشحين الجمهوريين، بينما يفضل الناخبون غير البيض المرشحين الديموقراطيين.

وبين النساء، تتفوق كلينتون بنسبة 55% مقابل 35% لترامب، وضاعفت تفوقها إلى 32 نقطة بين النساء البيض خريجات الجامعات، وهي الفئة التي تنتقد بشدة رد ترامب على الادعاءات بتصرفه غير اللائق مع النساء، كذلك أظهر الاستطلاع تفوق كلينتون لأول مرة بين الرجال بحصولها على 44% مقابل 41%، رغم أن هذا التفوق هو ضمن هامش الخطأ في الاستطلاعات.

"المناظرات"

وعلى رأس المتغيرات الفاصلة في حصاد المرشحين الرئاسين، عكست المناظرات التلفزيونية تباينات فارقة بين داعمي الحمار الديموقراطي والفيل الجمهوري، حيث أفاد استطلاع رأي أجرته شبكة "سي أن أن" مع منظمة "أو أر سي" أن كلينتون فازت بالمناظرة الأولى في سبتمبر الماضي، بنسبة 62% مقابل 27% لمنافسها ترامب.

أما المناظرة الثانية آوائل أكتوبر الجاري، تمكنت هلاري كلينتون من تسجيل فوز آخر بعد انتصارها بالمناظرة الأولى، وبحسب استطلاعات CNN للناخبين الذين شاهدوا المناظرة، رأى 57% من المقترعين أن كلينتون كانت الأفضل، في حين رأى 34% أن ترامب حقق نتيجة أفضل من كلينتون.

وفي آخر مناظرة تلفزيونية يوم 19من أكتوبر الجاري، كشفت الاستطلاعات أن الديمقراطية كلينتون تقدمت على منافسها الجمهوري في المناظرة الأخيرة، إذ اعتبر 52% من المستطلعين أن كلينتون أحرزت فوزًا، فيما فضل 39% ترامب.

وفي المقابل، أظهرت نتائج استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن تايمز" أن ترامب تغلب على منافسته بنسبة 73% مقابل 21%، بينما أعطى 80.54% من المشاركين في استطلاع آخر، أجراه موقع "دردج ريبورت" الإخباري، أصواتهم للمرشح الجمهوري مقابل 19.46% أعربوا عن دعمهم لكلينتون.

"توقعات عالمية"

وفي خارج المحيط الأمريكي، تحلق توقعات العالم بفوز المرشحة الديموقراطية في سباق البيت الأبيض، إذ نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية استطلاع رأي أُجري على 20 ألف شخص من أنحاء شتى يوضح تفضيل دول العالم لهلاري كلينتون من أجل قيادة الولايات المتحدة أكثر من المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فيما تفردت روسيا باعتبارها الدولة الوحيدة التي فضلت دونالد ترامب بفارق 21 نقطة على غريمته هناك.

وفي فرنسا، أظهر استطلاع رأي أجراه معهد "أودوكسا" ونشرته صحيفة "لوباريزيان"، أن 64% من الفرنسيين يهتمون بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، من بينهم 86% يرغبون في فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، و11% فقط يرغبون في فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بينما لم يعلن 3% عن رأيهم.

ووفقًا لاستطلاع آخر أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فإن ٤٣٪ من الإسرائيليين يفضلون كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، مقارنة مع ٣٤٪ يريدون ترامب، ولكن ٣٨٪ يقولون إن ترامب سيكون الأفضل لإسرائيل، مقابل ٣٣٪ يقولون إن كلينتون ستكون الأفضل.

"تكلفة الانتخابات"

وترتقب الولايات المتحدة، أضخم تكلفة انتخابية في تاريخ البيت الأبيض، حيث توقع تقرير أمريكي أن تصل تكلفة الانتخابات الحالية في الولايات المتحدة حوالى 6.6 مليار دولار،لافتًا إلى أن المرشحين الرئاسيين أنفقوا حتى الآن أكثر من 1.3 مليار دولار مقارنة بـ 913 مليون فى انتخابات 2012 عند هذه المرحلة.

ووفقا لأرقام مركز السياسات الاستجابية الأمريكي، التي نشرتها مجلة نيوزويك، فإن المرشحين والأحزاب والجماعات الخارجية ربما تنفق جميعها ما يصل إلى إلى 6.6 مليار دولار بحلول يوم الانتخاب في الثامن من نوفمبر المقبل، وهو ما يزيد بحوالى 86.5 مليون دولار عن الانتخابات الرئاسية الماضية، بعد حسابات التضخم.

وذكر تقرير مركز السياسات الاستجابة، أن ترامب كان متراخيًا في ملء خزائن حملته، كما أنه جلب واحدًا من أقل المبالغ في الحملات الانتخابية منذ عام 2000، وحتى 30 سبتمبر الماضي بمبلغ 169 مليون دولار.