رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حقوق الإنسان" عصا جديدة لإجبار روسيا على وقف الحرب بسوريا.. 80 منظمة يدعون لطرد بلد "الدب الروسي" من المجلس التابع للأمم المتحدة.. "الكرملين" يرد.. وخبراء: واشنطن تختلق "الحجج"

جريدة الدستور

"ينبغي طرد روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" مطالبات جديدة في إطار تصعيد الأزمات بين الولايات المتحدة الأمريكية و بلد الدب الروسي بشأن الحرب داخل الأراضي السورية، إذ رأت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والإغاثة أن موسكو ترتكب جرائم حرب داخل دمشق، وتنتهك حقوق الإنسان، وهو ما يستوجب محاكمتها دوليًا.

محاولات طرد

دعت أكثر من 80 منظمة لحقوق الإنسان والإغاثة، والدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى إخراج روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة بسبب الغارات الجوية التي تشنها فوق الأراضي السورية.

وطالبت المنظمات الدول الأعضاء في المجلس بطرح أسئلة جدية حول دور روسيا في مدينة "حلب" وسبل تنفيذها العمليات عسكرية التي استهدفت مدنيين، وهو الأمر الذي يجعل موسكو غير أهل لأن تكون عضواً في مؤسسة لحقوق الإنسان.

وجاءت تلك الدعوات قبل تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر له يوم الجمعة المقبل، على انتخاب أعضاء في مجلس حقوق الإنسان لمدة ثلاثة أعوام تبدأ دورتها مطلع العام 2017.

ووقعت المنظمات الحقوقية ومن بينها "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية، ومنظمة "كير انترناشونال" التي تضم اكثر من 12 دولة، و"ريفيوجيز انترناشونال" على الدعوة التي تم إطلاقها لطرد روسيا من مجلس حقوق الإنسان قبل الانتخابات على 14 مقعداً في المجلس الذي يضم 47 بلدًا.

وتتنافس روسيا والمجر وكرواتيا على مقعدين يمثلان مجموعة أوروبا الشرقية في المجلس المكلف بمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، كما أنه من المرجح فوز الصين والسعودية بمقعدين نظرا لأن مجموعة دول إقليمهما قدمت أربع دول لأربعة مقاعد، والبلدان الآخران هما العراق واليابان.

وكذلك تتنافس كل من البرازيل وكوبا وجواتيمالا على مقعدي أمريكا اللاتينية، بينما من المرجح أن تفوز كل من مصر ورواندا وجنوب أفريقيا وتونس بمقاعد أفريقيا كما تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا إلى انتخابهما لمقعدين.

وطلب مجلس حقوق الإنسان الأمريكي، الأسبوع الماضي، من لجنة التحقيق في الحرب السورية بفتح تحقيق خاص في الانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها موسكو في حلب.

وردًا على هذه الدعوات، قال "الكرملين"، اليوم،: "لكان سعيدا أكثر لو أن الحقوقيين، الذين دعوا مؤخرا إلى إبعاد روسيا من المجلس الأممي لحقوق الإنسان، كانوا أكثر حزما في إدانة جرائم الإرهابيين في سوريا".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف،: "بصراحة لكنا معجبين أكثر لو عملت هذه المنظمات بنشاط أكثر على خلفية تلك الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون في سوريا على مدى سنوات، فعمل هذه المنظمات كان مقنعا أكثر لو أنها كانت حازمة على ذات المستوى في إدانة أنشطة هؤلاء الإرهابيين ودعم من يحاربهم".

وتباينت أراء الخبراء حول دور أمريكا في إخراج روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع لها، إذ رأى أحدهم أن واشنطن تتخذ من انتهاك موسكو لحقوق الإنسان حجة لإخراجها، بينما قال أخر إن الولايات المتحدة ليس له يدًا في ذلك.

-حقوق الإنسان حجة

قال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة هي من دفعها للإطاحة بروسيا خارج مجلس حقوق الإنسان، مضيفًا: "السياسة الخارجية هي من تسلط الضوء على الدول داخل منظمة حقوق الإنسان، وليست مراعاة حقوق الإنسان بالفعل".

وأشار صادق إلى أنه هناك دولًا معينة مثل دول الخليج ستبقي داخل المجلس وذلك فقط لعلاقتها الجيدة بالأمريكان، بينما ستخرج روسيا من المجلس بسبب سوء علاقتها مع أمريكا، وذلك لأن حقوق الإنسان هي أكبر أداة يمكن أن تستخدمها الولايات المتحدة أمام العالم.

وأكد صادق أن انتهاك روسيا لحقوق الإنسان، مجرد "حجة" تستغلها واشنطن لإخراج موسكو من مجلس حقوق الإنسان، بينما السبب الحقيقي هو سوء العلاقات بينهم.

"ورقة ضغط"

وقالت نهي بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن مجلس حقوق الإنسان تم إنشائه عام 2005 وهو أحد دعائم أمريكا لإصلاح حقوق الإنسان، والطلب بإخراج روسيا من المجلس يكون بسبب عدم احترامها لحقوق الإنسان، وسياستها العسكرية في سوريا.

وأضافت بكر، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المؤسسات الحقوقية تستخدم عن طريق طلبها هذا "ورقة ضغط" على روسيا لكي توقف سياستها في سوريا، مستبعدةً أن تكون واشنطن وراء ذلك ولكنها دعوة من المجتمع المدني الدولي ضد موسكو.