في أول حوار لصحيفة فلسطينية.. ليبرمان يتحدث عن 25 يناير ويسخر من "الربيع العربي": المسلمون يقتلون أنفسهم والاحتلال لا يشغلهم.. لن نحارب جيراننا.. وأعطينا سيناء لمصر.. ونحن الدولة الديمقراطية الوحيدة

في أول حوار تجريه صحيفة فلسطينية مع مسئول رفيع داخل الكيان الصهيوني، أجرت صحيفة "القدس" الفلسطينية، مقابلة مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، أبدى خلاله وجهة نظره بفلسفته الصهيونية المعهودة تجاه العديد من القضايا داخل منطقة الشرق الأوسط، مثل ثورات الربيع العربي، والانتخابات الرئاسية الفلسطينية وموقفه تجاه حركة "حماس" الفلسطينية.

- أعطينا سيناء لمصر
وقال ليبرمان، خلال الحوار الذي نشر اليوم الاثنين، إن الاحتلال الإسرائيلي لا ينوي شن حرب مع أي بلد داخل المنطقة، زاعمًا: "ليس ليدنا نوايا بالحرب ضد جيراننا في قطاع غزة وسوريا ولبنان والضفة الغربية، فنحن أعطينا سيناء إلى مصر، ووقعنا اتفاقية سلام مع الأردن، وانسحبنا من الخطوط الدولية مع لبنان، فليس لدينا أي مطالب.. نحن نرى أننا ناجحين، والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".

وتابع: "لكن إذا فرضت علينا حركة (حماس) الحرب فستكون الأخيرة بالنسبة لهم وسندمرهم بالكامل"، مؤكدًا: "حماس أخذت مئات الملايين من السلطة وتستثمرها في السلاح، استثمروا نصف مليار دولار على البنية التحتية العسكرية.. ولن نجري حوار معها، لن نستطيع إجراء حوار مع شخص كل يوم يصرح بأنه يكرهك ويريد تدمرك ومحوك".
- العرب يقتلون أنفسهم

وتحدث أفيجدور عن الأوضاع داخل المنطقة العربية، والحروب الدائرة في سوريا والعراق ولبنان، قائلًا: " ترون ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا، وتعلمون أنه في الماضي كان من السهل تحريض الحشود العربية ضد إسرائيل، ولومها بسبب كل المشاكل التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لكن اليوم من الواضح أن الوضع تغير في العالم العربي، وما يسمى بالربيع أو الشتاء العربي، قلب الأوضاع داخل المنطقة، فنحن لم يكن لنا علاقة بها.. الآن 99% من جميع الضحايا وسفك الدماء يتم بين المسلمين أنفسهم وليس مع الإسرائيليين".

- البؤس والفساد سبب ثورات الربيع العربي

وقال: "السبب الرئيسي لثورة (الميدان) - ثورة 25 يناير - في مصر والربيع العربي، ليس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو الاحتلال الإسرائيلي أو الصهيونية، لكن الفقر والبؤس وتعبهم من الفساد ومن حياتهم اليومية الصعبة".

- القيادة الفلسطينية القادمة ستفضل الشراكة معنا

وعن الانتخابات الرئيسية الفلسطينية، قال ليبرمان إن الرئيس الفلسطيني، لن يفوز بفترة رئاسية ثانية، مؤكدًا: "أبو مازن سوف يهزم في الانتخابات دون شك، أنا لا أقول أسماء مرشحين.. ولكن العرب يعتقدون أن هناك ما يكفي من الأشخاص المنطقيين في السلطة الوطنية ممن يفهمون الأوضاع، ويعرفون أنه حال الاختيار بين حماس وإسرائيل، فيعتقدون أن الشراكة معنا أفضل لهم".

- أبو مازن لا يقدر على اتخاذ قرار

وحول تعطيل سلطات الاحتلال الصهيوني لأي مفاوضات يتم إجراؤها مع الجانب الفلسطيني من أجل إنهاء الاستيطان، وشن العمليات العدائية والإرهابية ضد الفلسطينيين، زعم ليبرمان: "التطرف داخل القدس لا يعطل المفاوضات، ولكن تعطيله يكمن في رفض عباس التوقيع على اتفاق الوضع النهائي، هذا الاتفاق يحتاج إلى شخص آخر وقادر على اتخاذ قرار صعب بالنسبة للعالم العربي والفلسطينيين وحتى القدس".
وأضاف: "اتفاق الوضع النهائي أشبه بالهزة الأرضية.. ويشكل صفحة جديدة في علاقاتنا مع العالم العربي والشرق الأوسط، ولكن أبو مازن ليس لديهم القدرة على تسويق البضاعة، وليس نحن من عطلناه بالعمليات العسكرية.. ومعظم الفلسطينيين مشكلتهم الفساد الذي يعانوه من سلطاتهم وليس الاحتلال".
وقال ليبرمان: "هناك 100 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيل والمستوطنات وأكثر من 20 ألف رجل أعمال معهم تصريحات تنقل داخل الاحتلال.

- دولة قانون
وحول انتهاكاتهم للقوانين الدولية ضد الفلسطينيين بدعوى أن من يتم إلقاء القبض عليهم يكونوا عناصر تابعة لـ"حماس"، زعم ليبرمان: "نحن دولة تحترم القانون، أخر عملية إرهابية نفذها عنصر تابع لحماس، ألقينا القبض عليه وعند عدم تواجد أدلة كافية بين أيدينا أطلقنا سراحه، ولكنه عاود وأطلق النار مجددا على مقر الشرطة"، في محاولة لإثبات مزاعم الاحتلال بعدم انتهاك حقوق الفلسطينيين.
وزعم ليبرمان أن الاحتلال الصهيوني يساوي بين المستوطنين والفلسطينيين، قائلًا: "يعتقد المستوطنون أن وضع الفلسطينيون أفضل.. وكذلك يعتقد الفلسطينيون أن وضع المستوطنين أفضل، وهذا دليل على تحقيق المساواة بين الجانبين".