رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عضو لجنة مكافحة الفساد بالأزهر "للدستور".. الأبحاث والدراسات التي تقدم في المؤتمرات مصيرها الأدراج ولا يستفاد منها

جريدة الدستور

بعض الدعاة ينفرون من الاسلام والله لم يخلقنا ليعذبنا في الدنيا و الأخرة.
بين رجال الدين قوم يقولون ما لا يفعلون، ولديهم ازدواجية في التفكير.
الثقافة الذكورية متغلغلة في عقل الرجل المصري علي وجه العموم والرجل الازهري علي وجه الخصوص.
النبي قال حديث "النساء ناقصات عقل و دين" علي سبيل المزاح ..وبعض المتشددين يفسره علي غير محتواه.
مناهج الازهر تحتاج الي صياغه جديدة والتراث الاسلامي به بعض الشواذ.
لا توجد ثوابت في الفكر الانساني وما نتلقاه من التراث لابد ان يخضع للنقد والتحليل.



قضايا المرأة كثيرة و متشعبه، تقام لها المؤتمرات و الندوات هنا و هناك، من قبل مؤسسات دينيه و اخري من المجتمع المدني، الا ان الشاهد يري ان المحصلة من خلف هذه الندوات تكاد تكون منعدمه، وذلك لكون المحاضر يخاطب فئه واحدة في حين المعنيون بالاساس بهذه الندوات بعيدون تماما عن المشهد.
وهذا ما أكدت عليه الدكتوره عزيزة الصيفي استاذ البلاغة و النقد بكلية الدرسات الاسلامية والعربية بنات القاهرة - بجامعة الازهر- و عضو المركز الاسلامي الدولي- وعضو اتحاد الكتاب - وعضو في لجنتي البيئة و مكافحة الفساد بالازهر ومع نص الحوار :


هل تكفي المؤتمرات لمعالجة قضايا المراة المصرية ؟
بالطبع لا، المؤتمرات ما هي إلا صورة و مرآة ، نعكس بها قضايا المرأة في المجتمع، لكن الحقيقة علي أرض الواقع تكون مختلفة، هذه المؤتمرات و الابحاث توضع في الادراج ولا يؤخذ بها علي ارض الواقع .
فانا اعتبر هذه المؤتمرات عبارة عن لقاء مجموعة من المثقفين يتحدث بعضهم الي بعض وفقط، لكن هذا الفكر الذي يعقد في المؤتمرات يجب ان يتواجد في الشارع ويذهب الي اصحاب الحق المعنيون بهذه الدراسات والابحاث ويستمعون الي هذا الكلام.
بخلاف مثلا القوافل الدعوية التي نقوم بها، حيث نذهب للمراة في عقر دارها و نتحدث اليها و ننقل اليها الفكر المعتدل الوسطي الذي امرنا الله به" وكذلك جعلناكم امة وسطا"،فالمجتمع يحتاج لنقل وسطية الاسلام و الفكر المعتدل اليه .

هل من الممكن ان نقول يوجد بعد عن فكر الوسطية في الشارع المصري؟
استطيع أن اقول ، هناك كثير من المفاهيم المغلوطة، وهو مأساة العالم الاسلامي هذه الايام ، الذي وصل بنا الي الفكر المتشدد و حالة الارهاب التي تعيشها معظم الدول العربية و الاسلامية.
كونك تدعو الناس الي الاسلام لا يحملك هذا علي إرهابهم ، ولا يكن حديثك دوما عن العذاب و النار، كأن الله خلقنا ليقتص منا و يعذبنا في الدنيا و الاخرة، الله الرحمن الرحيم و من صفاته الرحمه، وفي الحديث القدسي " لا أمَل من الغفران حتي يمل عبدي من الإستغفار" ، فالإسلام أعظم و أرحب من هذه المفاهيم المغلوطه.
وما يقال في المؤتمرات يجب أن ينقل الي ارض الواقع، ونذهب للناس في اماكنهم، وأنا اكون سعيدة عندما اعطي ندوة دعوية او توعوية واجد الحاضرين من النساء و الأطفال و الرجال في تفاعل معي، فالجميع متعطش للعلم و المعرفة ويحتاج لمن يتحدث اليه ويوضح له الفكر السليم و المعتدل.

وهل الدعاة مؤهلون لذلك؟
البعض من الدعاة للاسف ، يقول ما لايفعلون، واذكر أنني كنت في أحد المؤتمرات فصعد احد الاشخاص إلي المنصة و تحدث فيما يقرب من الساعه عن تكريم الإسلام للمرأة و أخذ يصول و يجول في حديثه وبحثه المقدم، وعقب نزوله من المنصة ،قلت له : انصفتنا يا دكتور، إلا انني صعقت برده، فبعد هذا الذي قاله علي المنصة في حق النساء يقول لي "الست ملهاش غير بيتها وعيالها "، فقلت له وكلامك الذي قلته علي المنصه ، فقال لي : قال هذا كلام منابر و منصات فقط ، فكتبت عدها مقالا نشرت في مجلتي عقيدتي والرواق عن الذين يقولون ما لا يفعلون.

برأيك ما سبب هذه الازدواجية لدي بعض الاشخاص؟
السبب يرجع إلي الثقافة الذكورية،التي ما زالت متغلغلة و متفشية في الإنسان الازهري، وكما قال الكاتب الصحفي ابراهيم عيسي "البلد دي متربيه تربيه سلفية ".

هل يمكننا القول بأن الأزهر ورجاله بعيدون عن الواقع المصري والإلتحام بالشارع- في حين نجد التيارات الأسلامية أكثر التحاما و تفاعلا مع الشارع منهم ؟
الأزهر، ربما لا يعلن عن نفسه لكن أنا من خلال احتكاكي بالأزهر، اعلم جيدا الدور الهام الذي يقوم به، لك ان تتخيل كل شهر تخرج قافلة من الأزهر و من جامعتة ألي شتي محافظات الجمهورية ، تعقد محاضرات و ندوات في كل مكان، أيضا مرصد الازهر الذي يقوم بالرد علي كل الاقاويل المغلوطه التي تساق ضد الدين الاسلامي في كل مكان، و هناك نشاط كبير لكل لجان الازهر مثل البيئة و مكافحة الفساد وغيرها.

اذا أين تكمن المشكلة؟
برأيي مشكلة الأزهر تنحصر في أن البعض ممن تتعمق لديهم فكرة التشدد ويكونون من رجال الازهر وليدهم اسلوب فظ وقاسي ويمع بين التحذير و الترهيب ،وهم يسيئون اليه للاسف و يعيقون مسيرة تقدمه.

ذكرت أن بعض المنتمين للازهر بهم طابع متشدد – في الوقت الذي نري فيه قطاع ايضا متساهل في فتاويه- وكلاهما يسئ للازهر – فكيف يمكننا التعامل مع هاذين الصنفين؟
الازهرلا يمكن ان يضيع، المشكله أننا في مجتمع بشري، والله خلقنا علي نقيضين، الخير و الشر، والاتفاق والاختلاف، ولي ان اذكر هنا موقفا، كنت في دورة تجديد الخطاب الديني من عدة اشهر، كنا 30 فردا، كلنا لم نتفق علي رأي واحد ، بيننا متشدد و متساهل و معتدل، ومهمتنا نشر الاعتدال و ليس من مهمتنا رفض المخالف او رفض المتساهل .
هناك من يعتقد في عبارة معينه او حديث معين و يضع فكره و تصوره بناءا علي هذا الامر، فمثلا في حديث الرسول عن النساء انهن ناقصات عقل و دين، الشيخ الشعرواي قال كلاما طيبا فيه، ووجه نظري في الحديث ان الرسول قال الحديث علي سبيل المزاح ، وليس علي سبيل الحقيقه و كثير من الفقهاء يقول منتهي الكمال للمرأة، ان تكون سبب في بقاء البشريه وهي وظيفه زائدة علي وظيفتها عن الرجال، بجوار كونها تعمل و تفكر ايضا تحمل و تلد ، وربنا خلقها بهذا المكون هو كمال و ليس نقص ابدا.
لدينا بعض المتشددون يقولون عن المرأة هي ناقصه عقل فعلا ، وقد سمعت ياسر برهامي يقول المراة لا عقل ولا فكر لها، و هذا امر صعب، المراة منها الطبيبه التي تتفوق علي الرجل والمهندسة وغير ذلك وبعض اساتذة علماء السلف كانوا من النساء.
ودائما كانت زوجات و امهات الامراء اديبات و شاعرات و عالمات بالطب و الفك و الرياضة، واذكر هنا سيدة اسمها مريم كانت تجيد صناعة ساعة "الاسطرلاب" حتي سميت بمريم "الاسطرلابيه" لانها اشتهرت بصناعتها ، نماذج عديدة للمراة و حسن تصرفها مثل شجرة الدر لم تجعل شعب مصر يشعر بوفاة الملك الصالح حتي انتهت الحرب ، والملكه بلقيس ذكر قصتها في القران وتصرفها مع نبي الله سيلمان يدلعلي صبرها و حنكتها السياسية، قومها قالوا لها نحن اشد قوة و باسا، لكنها تروت وتعاملت بحكمه ووصف عرشها بانه عرش عظيم، والخلاصة، الي يوم يبعثون يوجد متشددون و مفرطون و معتدلون.

هناك دعاوي بتنقيح مناهج الازهر- بدعوي احتوائها علي افكار متشددة ؟
كان من سنتين مناهج الازهربها الكثير من الافكار المغلوطه منها تحقير اهل الكتاب و الذمة و المراة و احاديث ليس لها سند بها تشدد واضح ، الازهر عقدلجنة لاعادة صياغة هذه المناهج، ولكن للاسف ما زالت مناهج الازهر تحتاج الي صياغه جديدة، والمتشدد يعتقد اعتقاد اكيدا ان ما يقوله صواب و يعتقد اعتقادا جازما فيما ياخذ من علم ، ونحن نعلم ان تراثنا فيه بعض الشواذ و بعض التاريخ المغلوط التي احيانا تتناقض مع الكتاب و السنه الصحيحة و هؤلاء الناس كتبوا هذا الكلام .
نحن لا نريد ان نهدم تراثنا مثل ما كان يريد اسلام البحيري و هذا خطا، الناس كتبوا التراث بفكرهم وثقافتهم و عاداتهم و تقاليدهم
ونقل لنا ما قالوه، لكن هناك ثوابت في الدين لا ننحاز عنها مثل القران و السنه ، وفيما عدي ذلك من اقوال من اجتهادات وافكارللمفكرين ناخذ منها ما يناسب العصر ، ايام الرسول وفي حياته كان يقول امرا و ينسخه بعد فتره و يقول امرا اخر، اذا لا توجد ثوابت في الفكر الانساني، يوجد تغير بتغير العصر و الاشخاص و المجتمع و العادات و التقاليد.
واذكر انني حضرت مؤتمرا و كان معي رجل سلفي و احضر بعض الرويات الشاذه والتي منها تحريم ضرب الطماطم في الخلاط بحجة تغير خلق الله، فسالته لما تاكل القمح بعد طحنه اليس في ذلك تغير لخلق الله، وسالته وسالت الحضورلو ان الرسول وجد في هذا العصر هل يلبس الخف و يترك الحذاء
هل يركب الناقة و يترك السيارة، هل يترك الطائرة لانها من الالة والاله حسب قولهم من الشيطان، لكن للاسف كل كلمة في التراث مصدقه لديهم طالما قالها فلان عن فلان.
ايضا من ضمن المسائل التي اثاروها ، مسالة لا تصح صلاة الرجل اذا مر امامه كلب او كافر او امراة ، مع ان النبي كان يصلي و عائشة نائمة امامه، وللاسف يوجد تشدد لدي بعض المنتسبين للدين.