رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شخصيات عامة في مرمى الاغتيال".. من تصفية النائب العام إلى "رجائي" الثغرات الأمنية عرض مستمر.. وخبراء: منظومة التأمين فاشلة .. و"خط السير" كلمة السر

جريدة الدستور

"حسم"، "لواء الثورة"، "المقاومة الشعبية"، جميعها مسميات تضم تحت لواءها عناصر إرهابية بعضها نجح في تصفية شخصيات عامة، والآخر اكتفى بمجرد محاولات فاشلة انتزع من خلالها الأضواء، وبين هذا وذلك يظل الكثيرين في قوائم الجماعات الإرهابية ينتظرهم مصيرًا غامضًا.

بالأمس أطلت حركة لواء الثورة الإرهابية على الرأي العام المصري بواحدة من أكثر عملياتها جرمًا ودموية استهدفت من خلال عدد من عناصر قائدًا عسكريًا كبيرًا في الجيش المصري أثناء خروجه من منزله بمدينة العبور.

وقام منفذو العملية في الساعات الأولي من صباح امس السبت بإطلاق الرصاص علي العميد عادل رجائي قائد فرقة مشاة بالجيش أثناء خروجه من منزله، متجهاً إلى سيارته الميرى للذهاب إلى العمل، فأردوه قتيلًا.

ولم تمض بضع دقائق، حتي أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "لواء الثورة" يرجح انها تابعة لجماعه الإخوان على تويتر مسؤوليتها عن اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي، وكانت قد بثت فيديو في شهر أغسطس الماضي يظهر استهدافهم لكمين العجيزي بمحافظة المنوفية والذي أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الشرطة وإصابة أربعة آخرين بينهم مدنيان.

وتأتي تلك الحادثة بعد نحو شهر فقط من محاولة إغتيال فاشلة تبنتها حركة تطلق علي نفسها حسم، استهدفت النائب العام المساعد المصري زكريا عبدالعزيز، مستخدمه سيارة مفخخة استهدفت موكبه بالقرب من منزله في حي الياسمين بالتجمع الأول في القاهرة الجديدة.

وأسفر الحادث عن إصابة اثنين من مرافقي النائب العام المساعد، وأحد عمال نقل الوجبات السريعة "ديليفري"، تصادف مروره مع لحظة الانفجار.

وجاء في موقع "حسم" أن "فرقة التفجيرات المركزية" في الحركة تمكنت من استهداف موكب النائب العام المساعد بسيارة مفخخة بالقرب من منزله في منطقة التجمع وسط حراسة مشددة بعد تخطي الكمائن ونقاط التفتيش المكثفة من القوات الأمنية.

وتوعدت الحركة باستهداف "العسكر وأعوانهم من القضاة والإعلاميين وميليشيات الداخلية"، انتقاما من الحكم على المئات بالإعدام والسجن المؤبد، في إشارة إلى المحاكمات التي يجريها القضاء المصري بحق جماعة الإخوان.

وفي ثالث محاولة إغتيال وقعت خلال العام الجاري، تعرض مفتي مصر السابق علي جمعة الجمعة لمحاولة مطلع أغسطس الماضي إلي عملية إغتيال فاشلة في مدينة 6 أكتوبر، أثناء توجهه لإلقاء الخطبة بمسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، لكن أفراد الحراسة تمكنوا من إدخال الشيخ إلى المسجد دون أن يصيبه مكروه.

حركة تسمى "سواعد مصر - حسم"، مسؤوليتها عن محاولة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، اليوم الجمعة، بمدينة 6 أكتوبر، موضحه أن عملية الإستهداف تمت من خلال كمين تم إعداده له ولطاقمه، ما أسفر عن إصابة حارسه الشخصي.

في الشهر نفسه تعرضت دورية أمنية في مدينة حلوان لهجوم إرهابي أودى بحياة أفرادها، بعد أن اعترضت طريقها سيارة تحمل ملثمين قاموا بإطلاق النار علي عناصر الدورية ما أسفرعن مقتل 8 عناصر من الشرطة في الكمين الذي استمر إطلاق النار فيه عدة دقائق.

اما الحادث الأبرز فكان استهداف موكب النائب العام المستشار هشام بركات في يونيو قبل الماضي بعد أن تعرض لانفجار بسيارة مفخخة في حي النزهة بمصر الجديدة، بعد خروجه من منزله بدقائق معدودة، اثناء توجهه إلي مقر عمله.

وتوفي النائب العام فور دخوله إلي إحدي المستشفيات القريبة إثر اصابته بتهتك في الرئة والكبد ونزيف داخلي حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه.

وأمام تصاعد العمليات الإرهابية، ثمة عامل مشترك بينهم جميعًا كان بمثابة خيط أعتادت العناصر المتطرفة ان تمسك بطرفه بغية تحقيق مخططاتها الإرهابية بتصفية خصومها واحدًا تلو الآخر، ألا وهو خط السير الذي بات معتاد إلي حد سمح لتلك العناصر برصد موكب الشخصية المستهدفة، بحسب خبراء.

إزاء ذلك، يقول العميد محمود السيد قطري، الخبير الأمني، إن إغتيال العميد عادل رجائي لم يكن بداية للإغتيالات، ولكنه تكملة للقائمة التى بدأتها الجماعات الإرهابية منذ فترة، لافتًا إلى أن الجماعات الإرهابية تستهدف الشخصيات الهامة صاحبة التأثير فى المجتمع المصري.

ويشير قطري، في تصريح لـ"الدستور"، إلي أن هناك فشل ذريع في الإجراءات المعتادة والتكتيكية لحماية الشخصيات العامة من قبل أجهزة الأمن، إضافة إلي وجود خلل كبير في أجهزة جمع المعلومات التي تمكن تلك الأجهزة من الكشف عن مخططات الإرهابيين قبل تنفيذها، ما يؤكد حالة النقص الشديد في حماية الأمن العام في المجتمع المصري.

ويوضح أن معظم عمليات الإغتيال السابقة بداية من النائب العام هشام بركات ومرورًا بمحاولة أغتيال النائب العام المساعد وضباط أمن الدولة وضباط الجيش كانت بسبب عدم تأمين خط السير لتلك الشخصيات رغم أهميتها وما تتعرض له من أخطار.

ويشدد علي ضرورة الإعتماد علي منظومة أمن وقائي تمنع الجريمة قبل وقوعها، من خلال عسكري درج متطور يشترك في تأمين خط سير الشخصية العامة فيما يتعلق برصد زرع اي عبوات متفجرة في الطريق او تربص أحد العناصر المشبه بها.

اما اللواء حسن الزيات، الخبير العسكري، أكد أن عملية إغتيال العميد عادل رجائي لا تخرج عن كونها عمل إجرامي ليست وراءه أي ذات صلة بطبيعة عمله السابق في سيناء، وانما الهدف من وراءها إصابة الدولة بإهتزاز من الداخل وإفزاع الرأي العام.

وأضاف الزيات، في تصريحات خاصة، أن مسألة تأمين الشخصيات العام ذات نفس القدر من الأهمية كالعميد عادل رجائي يقع علي عاتقهم مهمه إضافية إلي جانب مسئولية الأجهزة الأمنية في حماية أنفسهم وحباط مخططات الإرهاب من خلال تغيير نمط حياتهم بإستمرار، مثل تغيير موعد خروجه من المنزل وكذلك خط سيره من وإلي عمله.