"لعنة مبارك ومرسي تطارد الإعلاميين".. "المعزول" يطيح بمذيعة ماسبيرو بعد وصفه بالرئيس.. وتحية "جورج" للمخلوع تحيله للمصير المجهول.. و"موسى" يتعدى الخطوط الحمراء
يبدو أن أسماء الرؤساء السابقين باتت أشبه باللعنة التي تطارد الإعلاميين على كل منبر، فتطيح بالبعض منهم، وتفتح نيران الغضب والهجوم على البعض الآخر، لاسيما إذا لم يلحقها الإعلامي بكلمات "المعزول والمخلوع"، وما يزيد الأمر سوءًا إذا ما وصفه بـ"السيد الرئيس"، ليكون بذلك قد كتب نهايته بيديه.
"منى شكر"
كلمات قصيرة، تخللتها جملة "السيد الرئيس"، وصفت بها مذيعة التلفزيون المصري "منى شكر" الرئيس الأسبق محمد مرسي، كانت كفيلة للإطاحة بها من منصبها وإحالتها للتحقيق، رغم مناداتها أمس السبت أن الأمر غير مقصود ومجرد زلة لسان.
حين قرأت "شكر" نشرة أخبار الساعة الخامسة، التي تضمنت تفاصيل محاكمة مرسي" في أحداث قصر الاتحادية، وقعت في خطأ غير مقصود وقتما تلت النشرة قائلة: "تم الحكم على السيد الرئيس بالسجن 20 عامًا"، إلا أنها تداركت الموقف في آخر النشرة، قامت بالتعديل قائلة: "الرئيس المعزول محمد مرسي".
ورغم تأكيد المذيعة، أن الأمر لا يتخطي سوى زلة لسان، بسبب اعتيادها على ذكر كلمة السيد لتسبق الحديث عن منصب الرئيس، وأنها بعد اكتشافها الوقوع في الخطأ فضلت الاستمرار في استكمال الخبر وتصحيح الوضع بذكر كلمة المعزول في نهايته بدلًا التوقف، إلا أن قطاع الأخبار أوقفها عن العمل وأحالها للتحقيق.
ووجهت للمذيعة اتهامات العمل بدون مهنية، ومخالفة "الإسكربيت" المكتوب على الهواء، وتم رفع مذكرة من "طارق عجمي" مسئول متابعة الهواء بالتليفزيون، يطلب إحالتها للتحقيق أمام الشؤون القانونية للوقوف عن أسباب مخالفتها للنص المكتوب.
"جورج رشاد"
وما يؤكد أن ذكر أسامي الرؤساء السابقين لعنة، هو أن الواقعة لم تكن الأولى، فقد سبق وأطاحت بمذيع ماسبيرو "جورج رشاد"، الذي لم يصف مبارك" بالرئيس فقط، ولكن وجه إليه التحية على الهواء مباشرة، بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر الـ43.
وقال "رشاد" موجهًا تحيه للجيمع: "تحية تقدير وامتنان للرئيس الراحل جمال عبدالناصر قائد حرب الاستنزاف، وتحية تقدير واحترام للرئيس أنور السادات صاحب قرار العبور ورجل الحرب والسلام، وتحية تقدير وحب وامتنان وإجلال للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قائد الضربة الجوية".
وعلى الفور، قرر خالد مهني رئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون، إيقافه عن العمل لمدة حلقتين من برنامج "صباح الخير"، وإحالته للتحقيق، بدعوى خروجه عن النص في حلقة، بعد رفع مذكرة إلى رئيس الإذاعة والتلفزيون "صفاء حجازي".
لكن إدارة "ماسبيرو" عادت وأكدت أن وقفه ليس للإشادة بالرئيس مبارك، ولكن بسبب هجومه على ثورة 25 يناير، بزعم أن التلفزيون لكل المصريين، ولا يوجه أي تجرح لفئة ما مهما كان توجهها مختلفًا عن العوام، ولازال الإعلامي يواجه مصيرًا مجهولًا بسبب عدم عودته حتى الآن.
"عايدة سعودي"
وفي عام 2014، تم وقف الإعلامية "عايدة سعودي" بالتلفزيون المصري، والإذاعية على "راديو هيتس"، بسبب تعليقها على حكم البراءة الخاص بـ"مبارك" في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"قضية القرن" المتهم فيها بقتل المتظاهرين.
وانتقدت وقتها "سعودي" حكم البراءة وهاجمت القضاء، وتلقت إتصال من إدارة الإذاعة بعد الحلقة، تطلب منها عدم الحضور إلى القناة لانتهاء مدة إعارتها من اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وأنها موقوفة عن العمل ومحالة للتحقيق.
إلا أن إيقافها آثار موجه غضب تجاه اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ودافع عنها الإعلامي "تامر أمين" مؤكدًا أنها لم تخطئ في التعبير عن رأيها الشخصي تجاه براءة "مبارك"، وأن بيان انتهاء إعارتها هو دليل اتهام للاتحاد والقناة.
"الإذاعة الخارجية"
وخلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وقعت الإذاعة المصرية في خطأ فادح، راح ضيحتها مذيع الإذاعة الخارجية، أثناء أداء المعزول لصلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد عمرو بن العاص، ووصف وقتها المذيع هتافات المصلين المؤيدة له بأنها "هتافات مؤيدة للرئيس محمد حسني مبارك".
إلا أنه تدارك خطاؤه سريعًا وأكد أنها هتفافات مؤيدة للرئيس محمد مرسي، وكرر التصحيح عدة مرات، ورغم ذلك تم إيقافه وإحالته للتحقيق، وأصدرت الإذاعة وقتها بيانًا أكدت فيه أن ما حدث زلة لسان غير مقصودة، بسبب اعتياده على ذكر اسم "مبارك" ثلاثون عامًا.
"أحمد موسى"
ومن الإطاحة إلى لعنات الهجوم والغضب، التي أصابت إعلاميون الفضائيات الخاصة، الذين تحدثوا عن الرؤساء السابقين بدون خطوط حمراء، كان على رأسهم الإعلامي أحمد موسى، الذي تربع على عرش استفزاز المصريين في أكثر من مرة.
كانت البداية، مع سماح الإعلامي للمخلوع "مبارك" باجراء مداخلة هاتفية في برنامجه "على مسؤوليتي" يوم 29 نوفمبر عام 2014، عقب الحكم ببراءته من تهمة قتل المتظاهرين في قضية القرن، ليصفه بالرئيس ويبارك له، قائلًا: "مبروك البراءة يا سيادة الرئيس".
الأمر آثار عاصفة من الانتقاد ضده على مواقف التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، وتم تدشين هاشتاج "أوقفوا موسى"، طالب فيه النشطاء بوقف برنامجه، بعدما تخطى الخطوط الحمراء، ووصف مبارك بالرئيس، إلا أن قناة "صدى البلد" لم تستجب.
ولم يهدأ الإعلامي إلى ذلك الحد، بل تعمد في كل المناسبات وصف اسم "مبارك" بالرئيس، فسبق وهنئة بعيد الأضحى قائلًا: "كل سنة وحضرتك طيب يا ريس أنت والأسرة الكريمة، وعيد سعيد عليكم، واللي يزعل يتفلق".
"سيد علي"
ومن إعلاميين الفضائيات الخاصة الذين لا يختشون من وصف مبارك بالرئيس، الإعلامي "سيد علي"، الذي وصفه في إحدى المرات بالمقاتل، قائلًا: "أوجه التحية للرئيس المقاتل مبارك، اختلفوا معه، ما شئتم ولكن يغفر له كل شيء عمله في الدنيا نظير دوره في حرب أكتوبر".
"عزمي مجاهد"
واعتاد نفس الشيء، الإعلامي "عزمي مجاهد"، الذي دومًا ما يوجه إليه التحية إلى مبارك خلال ذكرى حرب أكتوبر قائلًا: "صاحب الضربة الجوية التي أبهرت العالم، ومن ينكر ذلك يزور التاريخ، مبارك رئيس وقائد ولازم نقوله شكرًا على ما قدمته في الحرب والرئاسة".