رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصناعات الحرفية فى مهب الريح...حملات "عقدة الخواجة" لم تفلح في الترويج للمنتجات

جريدة الدستور

تشجيع الصناعة المحلية، هو السبيل للخروج من المأزق الاقتصادى الحالي، مئات المبادرات انطلقت من أجل إزالة الغبار عن أسماء المنتجات المصرية ، لكن المسألة تبدو أكبر من مجرد دعوة للشراء.

فجوة حقيقية بين المواطن والمنتج المصري، كلاهما يبحث عن الآخر دون نتيجة، يشهد على ذلك سوق الفسطاط رغم إنشائه منذ ما يقارب الـ15 عاماً، يظل مجهولاً لدى شريحة واسعة من الشعب، فهي تعكس ألوان من الفنون التراثية والمعاصرة، ما يحاكى مثيلاتها فى خان الخليلى وبعض الأماكن السياحية المشهورة، وعلي الرغم أنه يضم فنانين اختارتهم وزارة السياحة بعد أن اطّلعت على سيرهم الذاتية، ومفاضلة بين المتقدمين لكنها لا تجد من يقدرها.

شكلت الفسطاط والتي شيدت بالقرب من حصن بابليون مركزا رئيسيا للتجارة البحرية الخارجية، لوقوعها علي النيل في موقع متوسط بين الوجهين البحري والقبلي.

أصبحت ميناء للتجارة القادمة من الصين والهند واليمن وأوروبا، و المركز الرئيسي لحركة النقل المائي، وقد وصفها الرحالة بن سعيد، الذي زار الفسطاط، قال "لئن قلت إنني لم ابصر علي نهر ما أبصرته علي ذلك الساحل فإني أقول حقا".

كانت ترسو المراكب الواصلة إليها والمحملة بأصناف الغلات المختلفة، حيث أنه لم يهتز بشدة عقب المجاعة والشدة، التي حدثت في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، و مركز تصنيع الأسطول الذي استخدمه صلاح الدين في البحر المتوسط لمحاربة الصلييبين، كما كان لها أيضاً دوراً حيوياً في بناء المراكب البحرية في عصر المماليك.

دوام الحال من المحُال
هذا يعبر عن منطقة الفسطاط فعلي الرغم من كونها منطقة تجارية من الدرجة الاولي ولها شهرتها بالخارج وذلك بدون دعاية كما هو الأن، أصبحت اليوم فى طي النسيان، تستعرض الدستور حال الفسطاط حاليا.

عندما تتجول في المكان الذي يبعدك خطوات عن مسجد عمرو بن العاص وكنيسة ماري جرجس، حيث لا تزال الصناعات اليدوية بهذا الشكل من الاتقان والجودة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر .

ورش، بازارات، مشغولات، ملابس، التحف التي تستطيع منافسة أجود المنتجات العالمية بل وتتفوق عليها،هذا ما ستجده داخل سوق الفسطاط ، بعد ان تم تنفيذه على مسطح حوالى 3000م من دور واحد بهدف وضع السياحة الحرفية وسياحة التسوق فى نطاق التنمية المستهدفة، وإضافة منتج سياحى جديد يربط النسيج العمرانى للمجتمع المحيط بالمنطقة التى تحتوى على جزء من أقدم المزارات للأديان الثلاثه وإحياء المضمون التراثى و المعنوى للحرف اليدوية والتقليدية من خلال تجمع الفنانين و المصممين و الحرفيين فى موقع واحد يتسم بالذوق والتناسق ويصل للمستهلك المصرى و الاجنبى فى منظومة سياحية لإتمام الحلقة الاقتصادية.

وعلي الرغم من كفاءة السوق وعما يحتويه، إلا أنه لا يعرف أحد سبب التراجع الذى تشهده السوق يوماً بعد آخر، وهو ما يؤثر سلباً عليها، فهل تنجح الحملات الدعائية لـ "عقدة الخواجة" والتي انتشرت في الأونة الأخيرة وذلك لتعزيز المنتج المصري والتشجيع علي شرائه بدلا من المنتجات الأخرى؟ .