رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يقتل القتيل ويمشي في جنازته".. بشار الأسد ينفي مأساة "عمران": صورته مزورة.. وتصريحات زوجته تكشف كذبه

جريدة الدستور

"إيلان كردي" و"عمران دقنيش" والكثير، أطفال خلدوا وجع سوريا في أذهان العالم العربي والأجنبي، صورتان أوصلا الحال الذي وصلت إليه سوريا إلى الجميع، وتحولت الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لتحمل ملامحهما.
وعلى الرغم من الواقع الأليم الذي تجسد في صور هذين الطفلين وأطفال غيرهما، والتي تعبر عن حجم المآساة التي يتجرعها أطفال سوريا، ينفي الرئيس السوري بشار الأسد كل هذه المشاهد، ولكن جاءت تصريحات زوجته لتكذب ما أدعاه الأسد.

"إيلان كردي"
إيلان كردي، طفل لم يتجاوز الـ3 سنوات، لم يعلم شيئًا عن الحياة بعد، وجد نفسه في بلد يحيطها الخراب، أخذه والداه هاربين من الموت، لكن الموت لحق به في وسط البحر، أثناء هروبه مع والديه إلى جزيرة كوس اليونانية، وعاندهم القدر ليذيقهم مرارة الموت بانقلاب قاربهم، ففارق إيلان الحياة غرقًا، وتقاذفته الأمواج إلى أحد الشواطئ التركية.
وحصلت صورة الطفل الصغير الذي لم يعرف معنى الحياة بعد بملابسه التي تحمل اللونين الأزرق والأحمر على تعاطف الشعوب جميعها، واجتاحت موجة من الغضب والحزن العالم، بعد انتشار صورة الطفل وهو ملقيًا على وجه.

"عمران دقنيش"
وجاء الطفل "عمران دقنيش"، ليزلزل العالم من جديد، ذلك الطفل االذي لم يتجاوز الـ5 سنوات، فقد انتشر فيديو لـ"عمران"، وشخص يحمله إلى سيارة الإسعاف في حين تتسارع الأصوات للبحث عن ناجين وسط الأنقاض، عقب قصف منزله في مدينة حلب السورية.
وانتشرت صورة للطفل وهو في حالة إعياء شديدة بعد أن غطى وجهه الدماء، وظهر جالسًا على كرسي سيارة الإسعاف بعد إنقاذه من غارات جوية في ليلة دامية على حلب، وكانت ملامح الطفل تغطيها الذعر والتعجب في آن واحد، وهزت صورته مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لم يهتز لها الحكام.

"صورة عمران مزورة"
على الرغم من تلك المآسي التي تعيشها سوريا، وصور الأطفال التي أوجعت قلوب الجميع، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد نفى كل هذه المشاهد، وأدعى أنها "مزورة"، ففي حوار له مع قناة SRF1 السويسرية، فاجئ المذيع الرئيس السوري الأسد بسؤال إن كان يمكنه أن يريه صورة، فوافق الأسد، فأخرج المذيع من جيب سترته صورة الطفل عمران، قائلًا "هذا الصبي الصغير أصبح رمزًا للحرب، اعتقد أنكم تعرفون هذه الصورة، اسمه عمران وهو في الخامسة من عمره، إنه مغطى بالدماء وخائف ومصدوم، هل لديكم أي شيء تقولونه للطفل وأسرته".
وقال "الأسد"، "هذه الصورة بالتحديد مزورة، ولم تكن أي من هذه الحوادث حقيقية، ويمكن التلاعب بالصور، وهذه الصورة تم التلاعب بها، وإنه سيرسل لصحفي التليفزيون السويسري الذي قام بالمقابلة صورًا لإثبات زعمه".

"زوجة الأسد"
وفي الوقت الذي نفى فيه بشار الأسد صورة الطفل الصغير، كانت زوجته أسماء الأسد تكشف في تصريحات لقناة "روسيا اليوم" كذب الأسد، فقد وصفت خلال تصريحاتها ما حدث للطفل عمران بـ"المآساة"، وقالت أسماء الأسد، "جميع هؤلاء الأطفال أبرياء، في الواقع فأن الغرب يقسم أطفالنا في هذا الصراع طبقًا للمعتقدات السياسية لأبنائهم، كان إيلان طفلًا سوريًا، بصرف النظر عما يعتقده والداه، وكذلك عمران، وكذلك الأطفال الأبرياء الأخرون في مذبحة قرية الزارة.
وأضافت، "الأطفال جميعهم أطفال أبرياء وجميعهم يشكلون خسارة لسوريا، بصرف النظر عن الجانب الذي ندعمه في هذا الصراع، وأنا كسورية فأني أحزن شخصيًا لخسارة كل طفل سواء كان إيلان أو عمران أو العديد من الأطفال الأخرين الذين لم تصل أسماؤهم غلى عناوين الأخبار في الغرب".