رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغباء السياسى


أمسكت القلم لأكتب مقالى اليوم.. وأخذت أبحث عن فكرة، عن موضوع، عن وضع، عن موقف يبعث لى ولكم الأمل فلم أجد!! فكل الأفكار تتطاير وتتبخر أمام حالة الفساد التى تسيطر وتتوغل فى مفاصل الدولة!! فكل الموضوعات أجدها تتركز حول مشاكل، مصاعب، فساد المحيط بالدولة !!حتى الوضع العربى الذى نعيشه أصابه نوع من التخبط، الضعف، الوهن، و«الغباء السياسى» تلك المقولة الشهيرة للرئيس الزعيم بطل الحرب والسلام «السادات» لابد أن يحاسبوا بتهمة الغباء السياسى»!! الله يرحمك يا سادات... لوكنت عايش الآن ياترى كم شخصية كنت ستحاكمها بهذه التهمة؟.. فعلاً نحن محاطون بكثير من الشخصيات السياسية التى لابد أن تحاسب بتهمة الغباء السياسى سواء على المستوى المصرى أوالعربى!! السياسى المتلون الذى يتلون بكل الألوان ولا يعى ولا يستوعب أنه مكشوف للشعب وللدولة وإنه «كارت محروق» أليس غباء سياسيًا!!! النائب الحرباء الذى وعد ناخبيه بتعيين أبنائهم و....و.....ثم اختفى ولم يعد يراه أحد لأنه يعمل على مصالحه الخاصة من تعيين أبنائه.... ومن زيادة أرصدة البنوك على حساب الشعب... ويعتقدون أن الشعب ينسى وسيعودون الكره مرة أخرى عند قرب إجراء الانتخابات... أليس هذا غباء سياسى؟!!! السياسى أو الحزبى أو الكاتب السياسى الذى يشعر بتضخم الذات وبإدمانه للسلطة والاستعلاء على الناس وعدم قدرته على تقدير الأمور تقديرا حكيما ويعمل على تضخيم ذاته بدلا من الاقتراب من الشعب لحل مشاكله...أليس هذا غباء سياسيًا؟!!. أليست الساحة العربية ممتلئة الآن بكثير من الشخصيات التى ساعدت أعداء بلادها وأوطاننا ليكونوا خنجرًا فى ظهر الأمة العربية..والآن.. تواجه بلادها خطر التقسيم والسيطرة على مفاصل الدولة وتفككيها وبدلا من أن يتحدوا مع أشقائهم يبتعدوا عنهم ولا يحتمى بهم ضد العدوالمشترك ويضعفوا من أنفسهم ليكونوا فريسة سهلة لهم بيد الأعداء...أليس هذا غباء سياسى؟! السياسى ورجل الدولة الذى يخطئ فى قراءة المشهد....وينفصل عن الواقع....ويكرر نفس الأخطاء... لا يستطيع أن يميز جيدا بين ما ينفعه وما يضره....يختار أسوأ وكلاء وزراء أومساعدين له أومستشارين...يتعامل مع أسوأ أنواع السياسيين وأفسدهم.... أليس هذا غباء سياسيًا؟ !راجع واقرا التاريخ...ستتأكد أن الغباء السياسى قد ضيع بلاد وأسقط إمبراطوريات...وأطاح برؤساء وبمسئولين ليس فى مصر وفى العالم العربى فقط بل فى العالم..!! السياسى والوزير أوالمسئول أحادى الرؤية،فلا يحسن استخدم الخيارات المتاحة بصورة أفضل.. يستخدم نفس الآليات... افتقاد القدرة للإنصات لوجهة نظر معارضة أومغايرة له.. لا يقرأ التاريخ ولا يتعلم من أخطاء من سبقوه، يسير على النهج القديم من العناد والمكابرة وتعظيم « الأنا» لن يجد إلا الندم...أليس هذا غباء سياسيًا!!! اللهم ارحمنا من الغباء السياسى وارزقنا برجال دولة لأن مصر فى مرحلة إعادة البناء ليست بحاجة إلا للذكاء، الرؤية الثاقبة، الحكيمة، القوة، القرار القاطع، المواقف الثابتة دون تراجع حتى تظهر قوة الدولة...اللهم... أنقذنا من الأغبياء.. الذين يدهشوننا من فرط الغباء ونكاد لا نصدق إنه سياسى من فرط الغباء !!!.اللهم.. قنا من جميع أنواع الغباء وبخاصة من مرض «الغباء السياسى».. آمين يا رب العالمين.

موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله