رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حينما غنى المصريون بلادى بلادى فى شرم الشيخ



أستكمل الجزء الثانى من مقالى على التحذيرات الأمريكية التى جاء فيها الرد من الشعب المصرى بأن له مواصفات خاصة، فرغم خطورة المرحلة فإنه شعب جبار يصعب التكهن بقوته أو بمدى صلابته إلا عندما يتعرض للخطر، لقد رد الشعب المصرى على التحذيرات الأمريكية لرعاياها فى مصر بالحذر من التجمعات يومى ٩ و١١ أكتوبر بالمزيد من التماسك والاستياء من الموقف الأمريكى الذى يواصل إثارة القلق والبلبلة لإضعاف الدولة المصرية وهز الاستقرار والخَوف، ورأينا ذلك الرد أيضاً فى ممارسة كل طقوس الحياة اليومية العادية، بلا تغيير لكل المجتمع ورأينا حركة استياء من أمريكا ودورها على مواقع التواصل الاجتماعى.

أما الرد الثانى فجاء فى مشهد مؤثر ودراماتيكى أمام العالم حينما حان موعد السلام الجمهورى فى افتتاح احتفالات مصر فى شرم الشيخ بمرور١٥٠ عاماً على إنشاء البرلمان المصرى، ووقف الحاضرون من الضيوف من رؤساء البرلمانات ومن البرلمانيين ومن الضيوف من مختلف أنحاء العالم ووسطهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإذا بلحظات صمت دون أن يتم بث السلام الجمهورى، وفى لحظات بدأ الحاضرون يغنون السلام الجمهورى بلادى بلادى، غنى الكل لمصر البلد والوطن الغالى، إننا شعب جبار له قدرات هائلة تتجلى وقت الخطر، ووقت الحاجه أيضًا.

وأيًا كان السبب وراء هذا الخطأ فلابد من محاسبة المسئولين عنها لأن الحزم لابد أن يحل إذا كان الخطأ متعمداً.

فإذا ما كان متعمدا لإحراج الرئيس أمام العالم وأمام الفضائيات وأمام الضيوف فى هذا المحفل الدولى المهم على أرض مدينة السلام، فإنه لابد من حساب عسير ومعلن عنه فى وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وفى الصحف المصرية، وإذا كان خطأ غير مقصود، وهذا احتمال فى تقديرى مستبعد، فإنه لابد أيضًا أن يتم معاقبة المخطئين ومحاسبة المسيئين لهذا الحدث العالمى الذى يتطلع إليه العالم وإلى نتائجه المرتقبة، خاصة أنه تجمع عربى أفريقى كبير وحشد ينظر له بعين الاعتبار، وإلى ما سيسفر عنه من نتائج ومن مناقشات ومن يقظة أفريقية، وتفاهم أفريقى وتعاون أفريقى عربى قادم ووشيك لا محالة، أى قوة تحالفات جديدة تتنامى وتتصاعد فى العالم، وتكتل جديد لابد أنه سيؤثر فى موازين القوى العالمية.

إن التراخى فى محاسبة الأخطاء الفادحة إن لم تأخذ اهتمامًا ومحاسبة معلنة للشعب، ستتزايد وستتحول إلى ظاهرة تثير القلاقل وتشجع على الفوضى فى وقت نطالب فيه بالعمل والإنتاج والتماسك لمصلحة الوطن ولدحر الأخطار والمؤامرات المستمرة ضد مصر وأمنها القومى وشعبها الجبار.

إننا الآن نواجه تحديات هائلة ومستمرة ومتلاحقة، تهدف إلى تعكير مناخ الاستثمار والأمان والتقدم الاقتصادى والسلام الاجتماعى، إنها تحديات لن تتوقف لأن هدفها الواضح هو زعزعة الثقة بالدولة المصرية وبقيادتها، وأعتقد أننا فى مقابل هذه التحديات علينا جميعًا إعمال العقل والسعى نحو استكمال خطوات التنمية والتحديث والإصلاح، وإطلاع العالم على إرادة الشعب المصرى المصمم على التقدم وعدم العوده للخلف.. إن المطلوب الآن أن نقوى من تواصلنا مع العالم لشرح وجهة النظر المصرية على كل المستويات، وأن تقوم هيئة الاستعلامات بدور أكبر، وأن نتواصل مع الإعلام الخارجى الذى يقف معظمه ضد وجهة النظر المصرية حتى الآن.

لدينا قصور شديد فى مختلف المجالات نعم، لكن لدينا أيضًا قوة بشرية هائلة يمكن أن تتحول إلى قوة هائلة للإنتاج والعمل، ولابد أن يكون احتفال شرم الشيخ رسالة إلى العالم بأن مصر فى طريق التقدم نحو الغد، حتى لو كان الغد يحمل لنا أصعب التحديات، فلا عودة للوراء...