رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صقور الإخوان في ورطة"..تصفية قائد الجناح المسلح يعمق النزعة الثأرية لشباب الجماعة.. ومراقبون: الخطاب التصعيدي أعاد جبهة عزت للمربع صفر.. وتصاعد وتيرة العمليات الإرهابية متوقع

جريدة الدستور

ضربة قاصمة تلقاها تنظيم الإخوان المتصدع بين جبهتين أحدهما تمثل صقور الجماعه والأخري التيار الشبابي المسلح، إثر مقتل واحدًا من أبرز قيادتها الإخواني محمد كمال، مسئول التنظيم المسلح، في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.

وقالت الداخلية المصرية في بيان لها إنه "حال مداهمة القوات الأمنية لإحدى الشقق السكنيه الكائنة بمنطقة البساتين جنوبي القاهرة، فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها من داخله ما دفع القوات للتعامل مع مصدرها".

فمحمد كمال البالغ من العمر 61 عامًا بتقسيم الزهراء بمحافظة أسيوط والطبيب البشري الذي تحول بعد 30 يونيو إلى قائد التمرد على جبهة المحافظين داخل جماعة الإخوان المسلمين، تولى عام 2013 مسئولية الإدارة العليا للتنظيم ويعد المسئول الأول عن تأسيس الجناح المسلح للتنظيم ولجانه النوعية بالبلاد والقائم على إدارة وتخطيط وتدبير عملياته العدائية التي إضطلت عناصره بها خلال الفترة الماضية بتكليف من قيادات التنظيم بالخارج وكان على رأسها اغتيال النائب العام السابق هشام بركات.

فى مايو الماضى أظهرت الخلافات بين قيادات الإخوان خاصة جبهتى محمد كمال ومحمد وهدان ومحمود عزت حقيقة عمل هذه اللجان حيث اعترف محمود غزلان في مقال له، أن محمد وهدان ومحمد كمال عمدا إلى إنشاء التنظيم الخاص من جديد والهجوم على مؤسسات الدولة والتورط في قتل العديد من جنود وضباط الشرطة بل وتسهيل انضمام شباب الإخوان لتنظيمات إرهابية خارجية والتدريب والعودة من جديد للانضمام للإخوان وتشكيل خلايا إرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية، كما أكد عبدالرحمن البر القيادى الإخوان أيضا أن سبب الخلافات بين قيادات الإخوان أن محمد وهدان ومحمد كمال أعادا تشكيل اللجان النوعية وهو سبب الخلاف داخل الإخوان.

تصفية قائد الجناح المسلح للجماعه فتح الباب أمام التكهنات حول مصير الصراع الدائر داخل أروقة الجماعه بين الصقور الذي تمثلة جبهة الإخوان بقيادة محمود عزت والشباب ويمثلها الجناح العسكري بقيادة محمد وهدان ومحمد كمال المقتول مؤخرًا.

سامح عيد، الباحث في الشأن الإسلامي، ذهب إلي التأكيد أن تصفية القيادي محمد كمال يصب في صالح جبهة القيادي الإخواني محمود عزت، بما يجعل الفرصة سانحة امامها لإستعادة نفوذها وسيطرتها علي شباب الجماعه في محافظات شمال الصعيد، والتي كانت تقع في دائرة نفوذ القيادي المقتول أخيرًا.

وأضاف عيد، في تصريحات صحفية، أن حجم نفوذ جبهة محمد كمال علي أعضاء الجماعه في مواجهة جبهة محمود عزت محدود للغاية ولا يتعدي ال10% فقط من أعضاء الجماعه، والتي سيؤول جميعها لصالح القيادة التاريخية للجماعه، مشددًا علي أن المهمه باتت محدده أمام الأجهزة الأمنية للعمل علي استهداف قيادة الجبهة التاريخية للحد من تأثيرها علي أعضاء الإخوان.

وأشار عيد إلي أن جبهة محمد كمال تورطت في العديد من أعمال تخريبية من تفجير أعمدة الكهرباء وتعطيل المرافق العامة، دون القتل، مشككًا في رواية وزارة الداخلية بشأن تورطه القيادي المقتول في واقعة إغتيال النائب العام السابق، لاسيما وان أسمه لم يرد من قبل في تحقيقات القضية، ولم يطرح سوي مع الإعلان عن القبض عليه ثم مقتله.

بينما توقع هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، صعود أسهم التيار المسلح داخل جماعه الإخوان، بما يقوي جبهة العنف بين الشباب التي تمانع أي خيار بعيد عن العمل المسلح، انطلاقًا من إيمانهم بعدم جدوي الحلول السياسية مع النظام الحالي، الذي يتجه إلي التصفية الجسدية لقيادتهم.

وأوضح أن الضربة الأمنية جاءت في توقيت تصاعد خلاله نفوذ التي الجبهة المسلحة داخل الجماعه،في ضوءمحاولاتها إغتيال رموز الدولة مثل المفتي السابق علي جمعه، ومن بعده النائب العام المساعد، من قبل خلايا محسوبة علي الجماعه مثل حركة حسم.

وأضاف النجار، أن الخطاب التصعيدي غير المسبوق من قبل بعض التيارات الإخوانية يناقض ويعيق الجهود المبذوله من جانب الجبهة التاريخية بقيادة محمود عزت، ومساعيتها للسيطرة علي القيادة وإجراء انتخابات وإعادة هيكلة مؤسسات الجماعه كما يؤثر سلبًا علي جهود التنظيم الدولي لتحسين صورة الجماعه لدي الغرب.