"شيطان الإخوان الخبيث".. حركة "حسم" شبح يطادر رجال الدولة.. خرجت من عباءة "دعم الشرعية".. اغتالت 4 شخصيات في أقل من عام.. وفشلت في تصفية "علي جمعة"
المناخ الذي تلا فض اعتصام رابعة والنهضة خلال عام 2013، من فوضى واضطراب في المشهد الأمني، كان مناسبًا لظهور الكثير من الجماعات الإرهابية، التي عاثت في الأرض فسادًا وحققت نجاحات متتالية خلال الفترة الأخيرة، كان من بينها حركة "حسم" التي صعدت وتيرتها سريعًا.
في ثلاثة أعوام هم عمر تلك الجماعة، لا تحدث عملية إرهابية سواء تمت بنجاح أو شابها الفشل إلا وتتبانها تلك الحركة، حتى أنها قادت في عام 2016 الذي لم ينته بعد نحو 5 عمليات إرهابية، جيمعها استهدف رجال الدولة.
"النشأة"
نشأت "حسم" في جو ملبد بغيوم الإرهاب، ونغمات عالية من التطرف، تتبع جماعة الإخوان، وضمت في بدايتها بعض الشباب التابعين الي الحركات التابعة بدورها للجماعة، أبرزها تحالف "دعم الشرعية".
عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يتوسطها شعار "نحن قدر الله النافذ إليكم" انتشر اسم حركة "حسم" كالنار في الهشيم، استخدمتها بعد ذلك في إطلاق البيانات الرسمية، وتبني العمليات الإرهابية، التي بررتها بإنها تحمي ثورة الإخوان القادمة هو ما كشف عنه وجود شعار آخر بعنوان: "بسواعدنا نحمى ثورتنا".
"المنهج"
في البداية زعمت حركة "حسم" بأول بيان لها الذي حددت فيه إيدلوجيتها، بإنها حركة ثورية شبابية تضم مختلف التيارات السياسية الشبابية بالسويس، تهدف إلى استعادة ما يسمى روح ثورة يناير، وترحب بانضمام مختلف الأطياف السياسية وتدعو للثورة في 25 يناير 2014.
ورغم تبنيها للكثير من العمليات الإرهابية، إلا أنها زعمت في بيانها أيضًا أنها سلمية، ولن تتبع مسار العنف أو التخطيط للعمليات الإرهابية، وسريعًا ما انهارت مزاعمها على صخرة رغبة الثأر والانتقام من الخصوم السياسية، بتخصصها في استهداف الشخصيات العامة.
كما أن منهجها يعتمد على استراتيجية "الذئاب المنفردة" في عملياتها الإرهابية، بتدريب أشخاص على القيام بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، وهي هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى.
"عمليات إرهابية"
آخر ظهور لتلك الحركة الإرهابية كان وقت محاولة اغتيال المستشار عبدالعزيز زكريا مساعد النائب العام، في التجمع الخامس، حيث نشرت الحركة صور استهداف موكبه وخطة التنفيذ من خلال سيارة مفخخة، وأعلنت مسئوليتها عن محاولة اغتياله.
خلال العام الحالي استطاعت الحركة تنفيذ 5 عمليات نوعية متقنة، اتبعت فيها نفس الأسلوب والنهج، الذي تسعى من خلال إلى تصفية واستهداف المسؤولين بمختلف انتماءاتهم سواء كانوا عسكريين أو قضاة أو رجال دين أو شخصيات عامة، كان آخرها مساعد النائب العام بالأمس.
لكن أولى العمليات التي تبنتها الحركة هي حادث قتل رئيس مباحث طامية بالفيوم الرائد محمود عبدالحميد وإصابة مرافقيه، خلال 16 يوليو الماضي، ، بعدما استهدفهم مجهولون ملثمون كانوا يستقلون دراجة بخارية، وأطلقوا عليهم وابلًا من الأعيرة النارية، قتلوا 4 من مساعديه.
وعقب الحادث، أعلنت الحركة مسؤوليتها عنه، بدعوى الانتقام من رجال الشرطة وفقًا للبيان الذي نشرته بعد ذلك، مهددة: "نعاهد الله ونعاهد الشعب المصري العظيم ألا نلقي السلاح عن كواهلنا".
وحين تعرض الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق لمحاولة اغتيال بقيام مجهولين بإطلاق الرصاص عليه وإصابة حراسه الشخصي، نشرت الحركة صورة لمحاولة اغتياله، يظهر فيها مسلحون أمام المسجد.
وأكدت وقتها أن عملية الاغتيال كانت تستهدف المفتي السابق وطاقم حراسته، إلا أن ظهور مدنيين في المشهد، واتجاهه الدكتور نحو المسجد لمنع عملية الاغتيال سبب فشل العملية.
وفي سبتمبر الماضي، وقع انفجار استهدف نادي شرطة دمياط، بعدما تم زرع متفجرات وعبوات ناسفة في أماكن تم اختيارها بدقة فائقة، وتم تفجيرها أثناء محاولة فرقة المتفجرات التابعة للداخلية تفكيكها، ما أدى إلى إصابة ستة أفراد على رأسهم العقيد معتز سلامة رئيس إدارة المفرقعات، وقتل أمين الشرطة محمد إبراهيم، وأصيب أربعة شرطيين آخرين، وتبنت الحركة هذا التفجير أيضًا.
وفي نفس الشهر، قتل أمين شرطة بقسم شرطة أول أكتوبرعقب إطلاق مسلحين الرصاص عليه أثناء عودته من عمله لمنزله، وأعلنت "حسم" مسوؤليتها عن الحادث متوعدة بمزيد من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة.