رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شيطان الإخوان الخبيث".. حركة "حسم" شبح يطادر رجال الدولة.. خرجت من عباءة "دعم الشرعية".. ‏اغتالت 4 شخصيات في أقل من عام.. وفشلت في تصفية "علي جمعة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

المناخ الذي تلا فض اعتصام رابعة والنهضة خلال عام 2013، من فوضى واضطراب في المشهد ‏الأمني، كان مناسبًا لظهور الكثير من الجماعات الإرهابية، التي عاثت في الأرض فسادًا وحققت نجاحات ‏متتالية خلال الفترة الأخيرة، كان من بينها حركة "حسم" التي صعدت وتيرتها سريعًا.‏

في ثلاثة أعوام هم عمر تلك الجماعة، لا تحدث عملية إرهابية سواء تمت بنجاح أو شابها الفشل إلا ‏وتتبانها تلك الحركة، حتى أنها قادت في عام 2016 الذي لم ينته بعد نحو 5 عمليات إرهابية، جيمعها استهدف رجال الدولة.‏

‏"النشأة"‏
نشأت "حسم" في جو ملبد بغيوم الإرهاب، ونغمات عالية من التطرف، تتبع جماعة الإخوان، وضمت في بدايتها بعض الشباب التابعين الي الحركات التابعة ‏بدورها للجماعة، أبرزها تحالف "دعم الشرعية".‏

عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يتوسطها شعار "نحن قدر الله النافذ إليكم" انتشر ‏اسم حركة "حسم" كالنار في الهشيم، استخدمتها بعد ذلك في إطلاق البيانات الرسمية، وتبني العمليات ‏الإرهابية، التي بررتها بإنها تحمي ثورة الإخوان القادمة هو ما كشف عنه وجود شعار آخر بعنوان: ‏‏"بسواعدنا نحمى ثورتنا".‏

‏"المنهج"‏
في البداية زعمت حركة "حسم" بأول بيان لها الذي حددت فيه إيدلوجيتها، بإنها حركة ثورية شبابية تضم ‏مختلف التيارات السياسية الشبابية بالسويس، تهدف إلى استعادة ما يسمى روح ثورة يناير، وترحب ‏بانضمام مختلف الأطياف السياسية وتدعو للثورة في 25 يناير 2014. ‏

ورغم تبنيها للكثير من العمليات الإرهابية، إلا أنها زعمت في بيانها أيضًا أنها سلمية، ولن تتبع مسار ‏العنف أو التخطيط للعمليات الإرهابية، وسريعًا ما انهارت مزاعمها على صخرة رغبة الثأر والانتقام من ‏الخصوم السياسية، بتخصصها في استهداف الشخصيات العامة.‏

كما أن منهجها يعتمد على استراتيجية "الذئاب المنفردة" في عملياتها الإرهابية، بتدريب أشخاص على ‏القيام بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، وهي هجمات فردية تنفذها ‏مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى‎.‎

‏"عمليات إرهابية"‏
آخر ظهور لتلك الحركة الإرهابية كان وقت محاولة اغتيال المستشار عبدالعزيز زكريا مساعد النائب ‏العام، في التجمع الخامس، حيث نشرت الحركة صور استهداف موكبه وخطة التنفيذ من خلال سيارة ‏مفخخة، وأعلنت مسئوليتها عن محاولة اغتياله.‏

خلال العام الحالي استطاعت الحركة تنفيذ 5 عمليات نوعية متقنة، اتبعت فيها نفس ‏الأسلوب والنهج، الذي تسعى من خلال إلى تصفية واستهداف المسؤولين بمختلف انتماءاتهم سواء كانوا ‏عسكريين أو قضاة أو رجال دين أو شخصيات عامة، كان ‏آخرها مساعد النائب العام بالأمس.‏‎

لكن أولى العمليات التي تبنتها الحركة هي حادث قتل رئيس مباحث طامية بالفيوم الرائد محمود عبدالحميد وإصابة مرافقيه، خلال ‏‏16 يوليو الماضي، ، بعدما استهدفهم مجهولون ملثمون كانوا يستقلون دراجة ‏بخارية، وأطلقوا عليهم وابلًا من الأعيرة النارية، قتلوا 4 من مساعديه.‏‎

وعقب الحادث، أعلنت الحركة مسؤوليتها عنه، بدعوى الانتقام من رجال الشرطة وفقًا للبيان الذي نشرته ‏بعد ذلك، مهددة: "نعاهد الله ونعاهد الشعب المصري العظيم ألا نلقي السلاح عن كواهلنا".‏

وحين تعرض الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق لمحاولة اغتيال بقيام مجهولين بإطلاق ‏الرصاص عليه وإصابة حراسه الشخصي، نشرت الحركة صورة لمحاولة اغتياله، يظهر فيها مسلحون ‏أمام المسجد.

وأكدت وقتها أن عملية الاغتيال كانت تستهدف المفتي السابق وطاقم حراسته، إلا أن ظهور ‏مدنيين في المشهد، واتجاهه الدكتور نحو المسجد لمنع عملية الاغتيال سبب فشل العملية.‏

وفي سبتمبر الماضي، وقع انفجار استهدف نادي شرطة دمياط، بعدما تم زرع متفجرات وعبوات ناسفة ‏في أماكن تم اختيارها بدقة فائقة، وتم تفجيرها أثناء محاولة فرقة المتفجرات التابعة للداخلية تفكيكها، ما ‏أدى إلى إصابة ستة أفراد على رأسهم العقيد معتز سلامة رئيس إدارة المفرقعات، وقتل أمين الشرطة محمد ‏إبراهيم، وأصيب أربعة شرطيين آخرين، وتبنت الحركة هذا التفجير أيضًا.‏

وفي نفس الشهر، قتل أمين شرطة بقسم شرطة أول أكتوبرعقب إطلاق مسلحين الرصاص عليه أثناء ‏عودته من عمله لمنزله، وأعلنت "حسم" مسوؤليتها عن الحادث متوعدة بمزيد من العمليات الإرهابية ‏خلال الفترة المقبلة.‏