رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام المصرى... وتجاهل أمير قطر


بعد أن هاجم أمير دولة قطر مصر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب مساعدتها لدولة ليبيا الشقيقة، هاجم الإعلاميون الأمير فى كل وسائل الإعلام تقريباً، وكأنهم كانوا يتوقعون أن يقول كلاما إيجابيا...

... ونحن جميعاً نعرف توجهات الإمارة القطرية منذ ثورة 25 يناير وحتى بعد ثورة 30 يونيه، الكل يعرف توجهاتها ضد مصر سواء من قناة الجزيرة أو من تصريحات مسئوليها، وكذلك موقفها ضد سوريا وليبيا، وحتى السعودية لم تسلم من لسانه، ودعمها للإرهاب والإرهابيين معروف للجميع، وبعد كلمته تلك، هاجمه الإعلام المصرى بضراوة، وله الحق فى الهجوم عليه، ولكنهم فى المقابل أعطوا له قيمة فوق قيمته، ولكلمته أثرا أعلى من حروفها القليلة، ويكفيه أنه هاجم الأمم المتحدة ذاتها لأنها لم تستمع لنصائحه البليدة، ولاحظنا أنه تردد وهو يومئ إلى مصر لمساعدتها المشير خليفة حفتر الذى استرد حقول النفط الليبية من الإرهابيين المدعومين من الغرب وأمريكا، لذلك كنت أريد من الإعلام المصرى تجاهل هذا الأمير وكلمته التى لا تزيد عن الحبر التى كُتبت له به، ونذكرهم بموقف وزارة الخارجية المصرية، عندما ردت على الإدعاءات والبيانات القطرية المهاجمة للقضاء المصرى عند الحكم على تجسس المعزول محمد مرسى وجماعته، فأصدرت بيانا رائعا جاء فيه «إن صدور مثل تلك البيانات ليس مستغرباً ممن كرس الموارد والجهود على مدار السنوات الماضية لتجنيد أبواقه الإعلامية لمعاداة الشعب المصرى ودولته ومؤسساته وإن القضاء المصرى الشامخ لا يضيره إطلاق مثل تلك الادعاءات المرسلة التى تكشف عن نوايا من يبوح به، وجهله بتاريخ ونزاهة ومهنية القضاء المصرى الذى يمتد تاريخه لعقود طويلة»، ذلك هو الرد الرسمى العلمى الموزون، وربما تصدر الخارجية المصرية مثله إن رأت داعيا إليه، وهو رد ليس مثل الردود الإعلامية التى تعطى قيمة لمن لا قيمة له، هل نصدق ما فعله أحد الإعلاميين وعلى الهواء عندما أهدى الأمير القطرى خياراً فى إيحاء ردئ.

لقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قائداً وهو فى الأمم المتحدة، كلماته مؤثرة، واجتماعاته إيجابية، حديثه عن الإرهاب وموقف مصر منه، وموقف مصر من القضايا العالمية، هو الذى جعل رؤساء العالم يجتمعون به، وتسابق المرشحان الأمريكيان كلينتون وترامب للقائه، وحديثه عن القضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا والمواقف السياسية جعلته يلفت أنظار الجميع، فأعطى لمصر قيمتها وشموخها، ومن ثم فإن كلمة الأمير القطرى لا هى مؤثرة ولا لها قيمة ولم يعطها أحد أى أهمية، مثلها مثل كلمة سلطان تركيا العثماني، الذى كان يتحدث للمقاعد الخالية، وهو ما دعا وسائل الإعلام التركية للسخرية منه، وفى كل الأحوال ننصح الإعلام المصرى أن يكف عن مهاجمة أمير دولة قطر، فلا يعطوه قيمة لا يستحقها، حفظ الله مصر وجيشها ورئيسها..