رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزهر يرفض أي عملٍ أو فكر يُؤدِّي إلى إقصاء المسلمين عن الإسلام

جريدة الدستور

أعرب الدكتور أحمد الطيب - فى كلمته باسْم الأزهر الشَّريف ومَجْلِس حُكَمَاء المُسْلِمين - عن شكره لاستضافة ملك البحرين اجتماع المَجْلِس فى بلده التى تتمتَّع بتاريخ حضاري عريق، إذ كانت منذ آلاف السِّنين مركزًا لالتِقاءِ الثقافات وحوار الحضارات، وبما ميَّزه الله بها من موقع جُغرافي فَريد، وشعب أكسبه امتزاج الثقافات خبرة واسعة، ودُربة على التوحُّد والتجمع، والاعتلاء فوق الاختلافات والفُروق المذهبيَّة والدينيَّة والعِرقيَّة، وهي ميزة تتميز بها هذا البلد الطَّيِّب من بين سائر البُلدان والأمصار الإسلاميَّة في شرق البلاد وغربها، مضيفا نرى دائمًا والحمد لله أن أهل البحرين تسري في دمائهم هذه الروح التي تجمع بين الأصالة، والمعاصرة المنضبطة بهدي الدين وحكمة الشرق .

كما أشاد بسياسة ملك البحرين الحكيمة التي ترعى حقوق المواطنة وتحقِن دماء الناس وتحفظ وحدة الصَّف، وتوفِّر الأمن والسَّلَام لشعبها على نهج التآخي والإصلاح في هذا المنعطف الذي تمر به المنطقة العربية والشرق الإسلامي.

وتابع الطيب أن ما يُقلق كل مخلص من أبناء هذه الأمة ممَّا ألَمَّ ببلاد العروبة في السنوات الأخيرة، من إصرار أعدائها على تمزيق هذه المنطقة وتفكيكها وإبقائها في مرحلة ما بين الحياة والموت، يشعلون نار الفتنة وحرائق الحروب، لتبقى هذه الأمة رهن السيطرة والهيمنة، حتى يأتي يوم تجد الأمة نفسها فيه وجهًا لوجه أمام تقسيم جديد، لا يَبقي معه عَرَبٌ ولا عروبة .

وأضاف الطيب أن الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لن يتوقفا عن التذكير الدائم والنداء المُتكرِّر لعلماء المسلمين -أولاً - وقبل الجميع أن يتَّقوا الله في شعوبهم وأن يكونوا على قدر المسؤولية أمام الله تعالى وأمام ضمائرهم في القيام بواجبهم في إنهاء بث خطاب الفتنة والكراهية، وإعادة الثقة والأمل في نفوس الناس، وليعلم كل منا أننا سنُسأل أمام الله تعالى عن هذه الأمة الجريحة وعن شعوبها المرهقة بالدِّماء والقنابل والهدم والفرار على وجوهها في الفيافي في غير ما ذنب اقترفته، وفي معارك ليس لها فيها ناقة ولا جمل .

وكان شيخ الأزهر والوفد المرافق قد وصل أمس إلى البحرين فى زيارة تستمر يومين.