رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حلب مازالت تنزف" .. فشل الهدنة يضعها تحت براميل "الأسد" وطيران "الروس" .. و"الصحة العالمية" تطالب بإجلاء طبي .. و"الشبكة السورية" .. 171 قتيلا منذ بدء الحملة الأخيرة

جريدة الدستور

حلب مازالت تحترق .. نعم هذا هو ما يحدث الآن في حلب الشرقية، فبعد أن أعلن الجانب السوري في 19 سبتمبر الجاري، انتهاء العمل بإتفاق وقف اطلاق النار الذي بدأ في مطلع الشهر نفسه، بدأ نظام الأسد هجوم عسكري موسع علي مناطق حلب الشرقية بمعاونة الطيران الروسي، وهو ما دفع منمة الصحة العالمية اليوم، للمطالبه علي لسان فضيلة شايب الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية بـ"التأسيس الفوري لطرق اجلاء انسانية من اخلاء المرضى والجرحى من الجزء الشرقي من المدينة".

واضافت شايب، أن 7 مستشفيات فقط ما زالت تعمل في حلب الشرقية، بعض منها تعمل جزئيا بينما يعلق في المدينة المحاصرة مئات الجرحى، وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الاطباء المتبقين في حلب الشرقية لا يتجاوز الـ 35 طبيبي، في حين أنهم مطالبون بتوفير العناية الطبية لأكثر من ربع مليون انسان.

وقال طارق يشاريفيتش، احد المتحدثين بإسم المنظمة، أن "منظمة الصحة العالمية رفعت طلب الموافقة على عملية الاخلاء الطبي من خلال وزارة الصحة السورية الى وزارة الخارجية في دمشق، وتجري الآن دراسة الخطط الخاصة بوجهة الاخلاء اما الى حلب الغربية او الى مستشفى باب الهوى في محافظة ادلب".

ومنا جانيها أكدت كريستا آرمسترونغ الناطقة باسم الصليب الاحمر، مؤكدةً أنه "ثمة حاجة ماسة لعمليات الإخلاء الطبية، فالمستشفيات في حلب الشرقية تعاني من شح كبير في المعدات والمواد الضرورية لجراحات الاصابات وللدم الذي يحتاجه الجرحى."

وفي نفس السياق، أصدر الشبكة السوري لحقوق الانسان تقريرًا أصدرته، الاثنين،، حمل عنوان "أحياء حلب الشرقية تتمزق بنيران القوات الروسية والسورية.. حصيلة أسبوع بعد بيان وقف الأعمال العدائية الثاني"، أكد أن الشبكة وثقت مقتل نحو 171 مدنياً، بينهم 26 طفلاً، و19 سيدة، فيما قتلت القوات الحكومية نحو 57 مدنياً، بينهم 11 طفلاً، و7 سيدات، منذ إعلان قوات نظام بشار الأسد، انتهاء العمل باتفاق وقف الأعمال العدائية في 19 سبتمبر الجاري وحتى مساء يوم أمس.

و سجل التقرير” ارتكاب القوات الروسية 7 مجازر، و 10 حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، فيما ارتكبت القوات الحكومية مجزرتين وحادثتي اعتداء على مراكز حيوية مدنية”.

وركز التقرير في صدره علي ما رصدته منظمة الصحة العالمية، والصليب الاحمر، من أن هناك حالة تدهور شديدة في مستشفيات حلب الشرقية، موضحًا أن الوضع الطبي يشهد ترديا في ظل نقص الإمكانات الطبية وعجز المشافي والنقاط الطبية عن استقبال أعداد كبيرة من المصابين، إضافة إلى أنّ النظام السوري وحلفاءه يقومون بمنع دخول المساعدات، وأية عملية خروج أو دخول للأهالي.

ووثق التقرير 4 هجمات بأسلحة حارقة استخدمتها قوات يُعتقد أنها روسية، و94 برميلاً متفجراً ألقاها الطيران المروحي الحكومي التابع لنظام الأسد على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، إضافة إلى ما لا يقل عن 112 صاروخاً قصفتها القوات الحكومية، فيما استخدمت قوات يعتقد أنها روسية ما لا يقل عن 282 صاروخاً.

وكانت قد انتهي اجتماع مجلس الامن الطاري بشأن مناقشة الاوضاع في سوريا، قبل عدة ايام، بإشتباكات وفشل في التوصل لحل للأزمة.

وتبادل الأطراف الشاركون في الاتفاق الاتهامات بشأن تأزم الوضع في سوريا؛ حيث القوى الغربية "الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا" باللوم على موسكو؛ لدعمها هجوما يشنه حليفها المقرب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعد الأكثر دموية خلال الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ونصف.

ووصفت الولايات المتحدة ما تفعله روسيا في سوريا بأنه "وحشية" وليست محاربة للإرهاب، بينما قال مبعوث روسيا في الأمم المتحدة إن إنهاء الحرب "بات مهمة شبه مستحيلة الآن".