رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمريكا تنزع ثوب التطرف عن المسلمين.. بلدية نيويورك تدشن حملة لمكافحة خطاب الكراهية.. وتؤكد: لن نسمح بالتمييز ضد أشقائنا المسلمين.. وخبراء يكشفون السبب الحقيقي وراء إطلاقها

جريدة الدستور

"أنا مسلم مدينة نيويورك".. شعارًا رفعته حملة أمريكية ترنو إلى مكافحة ظاهرة"الإسلاموفوبيا" التي تفشت مؤخرًا في أنحاٍء شتى من دول أوروبا وبخاصة في الولايات المتحدة عقب توالي العمليات الإرهابية في بقاع مختلفة من هذه البلدان، وكان آخرها حادث نفذه شاب أمريكي مسلم في حي مانهاتن بمدينة نيويورك الأمريكية سبتمبر الجاري.

من رحم التطرف خرجت المبادرة الأكثر إنسانية إلي النور، بعد مرورعشرة أيام من وقوع الحادث، أعلنت بلدية نيويورك، أمس الاثنين، إطلاق حملة ضخمة لمكافحة العداء ضد المسلمين، في محاولة لعدم وصم مئات الآلاف من المسلمين القاطنين فيها بالتطرف والإرهاب.

المبادرة فور إطلاقها، أصدر "بيل دي بلازيو" رئيس بلدية نيويورك بيان قال فيه: "من الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن يتحد النيويوركيون في رفض العنف والكراهية"، مضيفًا: "لن نتسامح مع التمييز ولا مع العنف من أي نوع كان، وإنما يجب أن يُعامل كل النيويوركيين، بمن فيهم أشقاؤنا وشقيقاتنا المسلمون، بالاحترام الذي يستحقونه".

ومن المخطط للحملة أن تنطلق أولاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم "#انا مسلم مدينة نيويورك"، على أن تتضمن الحملة ورش عمل تبدأ في أكتوبرالمقبل من أجل تمكين موظفي المدينة والعاملين بها في القطاعين العام والخاص من فهم الديانة الإسلامية بشكل أفضل، لتتوج بعدها بدعاية إعلامية ضخمة في كافة وسائل الإعلام مع نهاية ربيع 2017، وذلك بالتزامن مع حملة تجديد الولاية الانتخابية لرئيس البلدية.

لكن خبراء الشأن السياسي، رأوا الهدف الرئيسي وراء الحملة لا يتعدي الحفاظ على صورة نيويورك بوصفها مدينة متعايشة مع كافة الأديان وليس من أجل الدفاع عن الإسلام، مشيرين إلي أنها تعبر عن مدى إدراك حكام الولايات المتحدة لخطورة خطاب الكراهية على نسيج المجتمع الأمريكي الذي يضم عددًا من الأقليات إسلامية.

إذ تبني السفير حسين الهريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وجه نظر تعتبر الهدف الرئيسي للحملة هو الحفاظ على صورة نيويورك أكثر منه الدفاع عن الإسلام، مشيرًا إلى أن نيويورك تعد من المدن المنفتحة على كافة الأعراق والأديان والطوائف، والتي يقيم فيها أي شخص بصرف النظر عن ديانتهم.

وأضاف في تصريحات خاصة للـ"دستور"، أن الرسالة التي تود الحملة أن تبعث بها هي الحفاظ على روح نيويورك حتى لا تتحول إلى حال مدن الشرق الأوسط التي تشهد انقسامات عدة، مؤكدًا أن نيويورك تعد المدينة الوحيدة التي يعيش فيها الجميع سواسية، نظرًا لانفتاحها على كافة الثقافات، فضلًا عن كونها النقطة الأولى لدخول المهاجرين في الولايات المتحدة.

من جانبها قالت الدكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن ظاهرة "الاسلاموفوبيا" تزايدت نتيجة تكرار الحوادث الإرهابية التي شهدتها أوروبا والولايات المتحدة، إلى جانب زيادة ضغط اللاجئين من العالم العربي، ما أدى إلى إثارة مخاوف المواطن الأمريكي وإحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر وعودة خطاب الكراهية ضد المسلمين.

وأضافت في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أن الحملة الأخيرة تعد خطوة إيجابية ضمن عدة خطوات يجب اتباعها، ومنها مخاطبة مراكز الفكر في الولايات المتحدة لنشر سماحة الدين الإسلامي وكتابة الصورة الصحيحة عنه، فضلًا عن ضرورة التوعية بالإسلام خاصة أنه لا يوجد شرح كافي لفكره الحقيقي.

وأكدت "بكر"، أن أهميتها يأتي من منطلق إدراك حكام الولايات المتحدة لمدى خطورة خطاب الكراهية على نسيج المجتمع الأمريكي الذي يحوي في طياته أقليات إسلامية، وبالتالي فإنه من غير المرغوب أن يؤدي خطاب الكراهية إلى استقطاب المجتمع الأمريكي.

وأشارت إلى وجود العديد من الحملات المشابهة ومنها؛ ومنها خطاب الرئيس الفرنسي بعد حادثة الطائرة المنكوبة لنبذ خطاب الكراهية ضد المسلمين، كذلك حديث رئيس وزراء كندا في الأمم المتحدة الذي أكد فيه أن تنوع الأديان يثري ولا يضعف، بالإضافة إلى خطاب رئيس وزراء بريطانيا في رمضان الماضي، مؤكدة أن هذه المحاولات كافة تساهم في تقريب المسافات تجاه المسلمين.