رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ابن الخارجية المغضوب عليه.. خطب ود السادات ومبارك بدوره في مفاوضات السلام.. تقاربه مع الصهاينة أثار الرأي العام ضده.. وأزمة القدس أجبرته على الاستقالة.. "أحمد ماهر" 6 سنوات على الرحيل

جريدة الدستور

دبلوماسي من طراز خاص، ارتبط اسمه في أذهان الكثيرين بمفاوضات السلام مع الكيان الصهيوني، ولعب دورًا محوريًا في مفاوضات كامب ديفيد، والتى انتهت إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وعرف عنه الدقة في صياغة المذكرات والخطب والكلمات.

هو أحمد ماهر وزير الخارجية السابق، الذي تحل اليوم الذكري السادسة لوفاته.. ولد في 14 سبتمبر من عام 1935، وتلقى تعليمه حتي تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1956، ليعين فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بدرجة "ملحق دبلوماسي".

تنقل الوزير الراحل في مشوار عمله الدبلوماسي بين السفارات المصرية بالخارج في كينشاسا وباريس، والقنصلية العامة بزيوريخ والبرتغال ثم بلجيكا، وبعدها اعتمد "ماهر" ممثلا لمصر لدى دول السوق الأوروبية المشتركة، وعمل سفيرا لمصر في موسكو ثم واشنطن.

التحق بالعمل في مكتب مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي عام 1971 حتى عام 1974، ومديرا لمكتب وزير الخارجية من عام 1978 حتى عام 1980 .

وتولى ماهر، منصب مدير صندوق المعونة العربي في إفريقيا التابع للجامعة العربية ومقره القاهرة، كما عمل مستشارا بوكالة أنباء الشرق الأوسط، وبعدها أصبح وزيرا للخارجية خلال الفترة من عام 2001 وحتى العام 2004.

عرف عنه دقته في صياغة المذكرات والخطب والكلمات، حيث عهد إلى ماهر بكتابة العديد من تقديرات الموقف أثناء مفاوضات كامب ديفيد، وكان مسئولاً عن تدوين كل ما يحدث في هذه المفاوضات.

"مسيرته المهنية"

بزغ نجم أحمد ماهر في سماء الخارجية؛ نظرًا لاهتمام الرئيس السادات به وتحديداً في مباحثات جزيرة الفرسان بمحافظة الإسماعيلية، حيث تبين للسادات مدى توافق أحمد ماهر مع أعضاء الأمن القومي المصري حول المباحثات.

أثار اختيار ماهر لوزارة الخارجية، لبساً، بعد أن أذاع التليفزيون المصري وقتها خبر تعيين سفير مصر في باريس علي ماهر وزيراً للخارجية، لكنه عاد وصحح النبأ ليعلن تولى أحمد ماهر المنصب، وهو ما قوبل بانتقادات واسعة نظرًا لكبر سنه.

خاض خلال رحلة عمله في الوزارة عدة معارك.. أهمها، مباحثات السلام بين مصر مع إسرائيل والتي انتهت بتوقيع معاهدة السلام عام 1979، وما أعقبها من مفاوضات جمعت البلدين بين عامي 1987- 1988، لتأكيد سيادة مصر على طابا، حيث شغل ماهر وقتها منصب مدير الإدارة القانونية بوزارة الخارجية وأشرف على الجانب القانوني في قضية التحكيم الشهيرة التي انتهت باسترداد مصر للسيادة الكاملة على طابا.

"مواقف واجهته"

تعرض ماهر خلال توليه الوزارة للاعتداء عليه بالحذاء في ساحة الحرم القدسي الشريف خلال زيارته له عام 2003 لإجراء محادثات مع كبار المسئولين الإسرائيلين أنذاك، وأصيب بإصابات طفيفة، بعد أن ألقى عشرات الفلسطينيين الأحذية في وجهه، واصفين إياه بـ"الخائن"، وعلى إثرها تم نقله للمستشفى .

وتسبب الحادث في تقدم ماهر باستقالته، وطالب القيادة السياسية بإعفائه من المنصب؛ لأسباب صحية باعتباره أول مسئول مصري يتقدم بمثل هذا الطلب.

"تبرئته للإخوان"

برأ ماهر جماعة الإخوان المسلمين من قتل جده، أحمد ماهر باشا، خلال حواره لبرنامج القاهرة اليوم، وذلك ردًا على مسلسل "الجماعة" الذي نسب للجماعة أعمالاً لم يكن لها يد فيها.

وأكد أن حادث اغتيال جده أحمد ماهر نفذه شاب من الحزب الوطني الجديد، يدعى محمود العيسوي، إلا أن المسلسل قدم الشاب على أنه عضو بالجماعة.

"أوسمة"

حصل أحمد ماهر على 6 أوسمة منهم 4 من مصر، والخامس من فرنسا؛ نظراً لعمله سفيراً لمصر بفرنسا، والأخير من البرتغال، وذلك على أثر عمله سفيراً هناك.

"وفاته"

توفي وزير الخارجية المصري السابق، 27 سبتمبر عام 2010، عن عمر ناهز 75 عامًا، إثر إصابته بأزمة صحية مفاجئة، ونقل على إثرها إلى مستشفى قصر العيني "الفرنساوي".

وشيعت الجنازة من مسجد آل رشدان بمدينة نصر، بحضور الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.