رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طوبى لصانعى السلام «2-2»


ذكرت فى مقالى السابق أنه فى عام 1981، تم بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 36/67 تحديد الاحتفال باليوم العالمى للسلام ليكون متزامنًا مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة التى تُعقد كل عام فى فى ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر. وقد احتُفل بأوّل يوم للسلام فى سبتمبر 1982، وفى عام 2001، صوَّتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282، والذى يعيِّن تاريخ 21 سبتمبر يومًا للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار.

وفى هذه المناسبة، تدعو الأمم المتحدة الأمم والشعوب كافة إلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعى لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام، وموضوع فعاليات اليوم العالمى للسلام لسنة 2016 هو «أهداف التنمية المستدامة: بناء أحجار أساس من أجل السلام». السلام كلمة ما أحلاها، والسلام صناعة ما أسماها، وبغير السلام يكون عالمنا جحيماً، وفى مقال اليوم أتحدث عن أهمية نشر ثقافة السلام، لقد أصبحت كلمة السلام اليوم فى عالم الخيال، وأصبح الناس ينظرون إلى السلام كما ينظرون إلى حُلم جميل عذب صعب المنال يتراءى فى أعماق الغيب، وصار كل شخص لا يذكر هذه الكلمة، إلا وقلبه يتقطع من الحزن والأسى، فما أغزر الدموع التى تسيل مدراراً، وما أكثر الدماء التى تسفك أنهاراً، فالدول من حولنا تحارب بعضها بعضاً، والإنسان يقتل أخاه فى الإنسانية، والقوى يريد أن يفتك بالضعيف، والغنى يصم آذانه عن سماع تأوهات الفقير، لقد فقد عالمنا هدوءه وسلامه، وأصبحنا نعيش فى شبه غابة موحشة يتصارع فيها المخلب والناب، غابة صار فيها البقاء للأقوى، وأضحت الاستمرارية للعنيف، لذا هناك مسئولية على صانعى السلام فى كل مكان، على صانعى السلام أن يحاربوا الظلم، وأن ينددوا بالحروب، وأن يسعوا فى كل موقع لإيجاد السلام القائم على العدل، فالسلام ليس معناه غياب الصراعات فقط، ولكنه وجود العدالة أيضاً، إن دعوة الله لنا ليست أن نكرز بالسلام وأن نصنع السلام فحسب، بل أن نجسده أيضاً، فبغير السلام يصبح البيت عذاباً، وبغير السلام يصير القلب أتوناً، فهل لك يا أخى أن تجاهد لتصنع السلام؟! إن الجهاد الحقيقى الذى تُباركه السماء هو الجهاد الذى يكون لأجل صنع السلام وليس زرع الخصام، إن السعادة الحقيقية هى للذين يصنعون السلام مهما كلفهم الأمر، والغبطة هى لمن يشترون السلام ولو كلفهم تضحيات كثيرة، والفرحة هى لمن يُوجِدون السلام حيث توجد الكراهية، ولمن يَزرعون الحب حيث يوجد العنف، ولمن يُوجَدون الصُلح حيث يوجد الخصام.

صلى أحدهم هذه الصلاة .. يا رب اجعلنى أداة لنشر سلامك.. حيثما توجد الكراهية، اجعلنى أبذر بذار المحبة.. وحيثما توجد الإهانة، اجعلنى أبذر بذار العفو.. وحيثما يوجد الباطل، اجعلنى أبذر بذار الحق .. وحيثما يوجد الشك، اجعلنى أبذر بذار الإيمان .. وحيثما يوجد اليأس، اجعلنى أبذر بذار الرجاء.. وحيثما يوجد الظلام، اجعلنى أبذر بذار النور .. وحيثما يوجد الحزن، اجعلنى أبذر بذار الفرح.. آمين ........آمين

■ راعى الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف - شبرا