رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناس السيد الرئيس


فى مصر نحو مائة وسبعين من مناجم الذهب خلاف منجم السكرى والمناجم الفرعونية المسروقة، ولكن الدولة المحترمة لاتحاول استغلال هذه الثروات ولا ترد أيضاً على الناس الذين يكتبون فى هذا الموضوع وينشرون التحقيقات المدعمة بالصور والمستندات حول هذه الثروة المهدرة.

فى أسبوع واحد نشرت الصحف اليومية والأسبوعية تفاصيل فساد واسع فى قطاع البترول ومناجم الذهب. قالت إحدى الصحف إن شركة «إنبى» أهدت ابن وزير القوى العاملة الحالى سيارة بسائقها !! يعنى مش السيارة بس ولكن السائق أيضاً الذى يعمل موظفاً بالشركة ذهب هو الآخر ضمن الهدية التى منحتها الشركة لابن السيد الوزير، وخللى بال حضرتك أن الوزير الأب يعمل حالياً فى وزارة أخرى، أمال بقى لو كان وزير البترول كانت الشركة حتهاديه هو وابنه بإيه؟ جايز يقدموله حقل بترول كامل زى إخواننا العرب الأمراء والملوك!! وقالت الصحيفة أيضاً إن ما حصل عليه نجل الوزير من الشركة المذكورة ليس جديداً، ولكنه حدث من قبل ومازال يحدث حتى الآن، وذكرت أشخاصاً آخرين حصلوا على نفس هذا النوع من الهدايا، سيارات بسائقيها، ويظل السائق موظفاً بالشركة ويتقاضى منها الراتب والأرباح والحوافز ويترقى فى المواعيد المقررة رغم أنه يعمل خارج الشركة سائقاً وخادماً للهدية وصاحب الهدية! وقالت الصحيفة إن كبار موظفى هذه الشركة وشركات بترولية أخرى يحصلون على سيارات الشركة كهدايا بعد إحالتهم للمعاش، وتستمر السيارة المخصصة للمنصب فى حوزة صاحب المنصب إلى الأبد ويرثها أولاده من بعده! كما قالت الصحيفة– وغيرها– إن شركات البترول بصفة عامة وليس شركة إنبى فقط تسمح لكبار السادة الموظفين باستيراد السيارات من الخارج مع تحميل الشركة كل المصروفات والجمارك رغم أن السيارة خاصة بصاحبها وليست من السيارات التابعة للشركة، هذا إلى جانب التعيينات العائلية – وضمنها زوجة السيد رئيس الوزراء وأقاربه أو أقاربها– والتعييناتالسلطوية ووظائف المجاملات والترقيات العشوائية للمحاسيب وغيرها وغيرها.

وفى صحيفة أخرى موضوع على صفحتين كاملتين بالصور والأسماء والمستندات حول سرقة مناجم الذهب التى تتم تحت سمع وبصر الحكومة منذ أعوام طويلة وحتى الآن، والتى تخصص فى سرقتها مجموعات من البدو والأعراب اسمهم «الدهابة» يقومون بسرقة الذهب كل يوم من مناجم أو مقابر فرعونية معروفة، ويستولون على الإنتاج بالكامل دون أدنى محاولة للتدخل من سلطات الدولة أو الوزارة المسئولة، ويقول السادة أصحاب الشأن من الشرطة ووزارة التعدين إن هذه المناجم يصعب استعادتها من الأخوة البدو، ولايمكن فى الوقت الراهن التصدى لهم أو تشغيل المناجم لصالح الدولة اللى بتستلف فلوس من طوب الأرض!! ويقول الخبراء إن فى مصر نحو مائة وسبعين من مناجم الذهب خلاف منجم السكرى والمناجم الفرعونية المسروقة، ولكن الدولة المحترمة لاتحاول استغلال هذه الثروات ولا ترد أيضاً على الناس الذين يكتبون فى هذا الموضوع وينشرون التحقيقات المدعمة بالصور والمستندات حول هذه الثروة المهدرة. السيد الرئيس معجب جداً بأداء المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة، والسيد شريف إسماعيل مسئول عن قطاع البترول الذى كان يعمل فيه ومسئول عن المناجم التى تتبع الوزارة ومسئول عن شركات البترول التى تنشر الصحف كل يوم أخبار فسادها، فلماذا لا يتفضل السيد الرئيس بسؤال السيد رئيس الوزراء عن هذه المفاسد؟

ولماذا لا يقول للناس حقيقة الكلام الذى نسمعه ونقرؤه عن فساد قطاع البترول والمناجم؟ لماذا لا يتحدث الرئيس أو ناس الرئيس إلى باقى الناس الذين يكتوون بالفقر والتخاذل الحكومى أمام الفساد الذى يرتع فى كل شبر من هذا البلد؟ وهل ينتظر السيسى استكمال مشروعاته الكبرى حتى يبتلعها الفاسدون والمحاسيب مثلما ابتلعوا كل شىء؟ العدل أساس الملك يا سيادة الرئيس، وينبغى أن تضعه على رأس أولوياتك إن شئت الخير لنفسك ولهذا الوطن.