رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أصله مصري".. الحكومة خارج نطاق الخدمة في "مركب رشيد".. وممثلو "الشعب" أول الشامتين في الضحايا.. "عجينة": ميتزعلش عليهم وملهمش دية.. و"نائب الشرقية": بيروحوا يشحتوا ويفضحونا

جريدة الدستور

أمل تحول لألم.. جملة بسيطة ولكنها تحمل قصة ضحايا غرق مركب رشيد، بسطاء حاولوا الإفلات من قسوة المعيشة، ورأوا في السفر فرصة لهم للحياة حتى وإن كان بطريقة غير شرعية، ولكن كان الموت مكتوبًا عليهم.

فرحة الحلم بالمستقبل انتهت بصراخ، وطاقة الأمل قُتلت في أجساد غارقة مُلقاة، مشاهد مرعبة عاشها المصريون المهاجرون على مركب رشيد الغارق، وكابوس استيقظت عليه مصر بوفاة أكثر من 162 شخص.

وجع ودموع ذرفها الشعب، وسواد غطي تفاصيله، وعلى الرغم من كل هذا الوجع، إلا أن هناك من ينتمون إلى هذا الوطن، ولكن قست قلوبهم وأصبحت كالحجر، فلم تحرك تلك المشاهد التي أهتزت لها القلوب لهم "شعرة"، بل خرجوا لـ"الشماتة" في الضحايا.

"اعلنوا الحداد"
ولم يقتصر الأمر على هؤلاء، بل حكومة البلد ذاتها المسئولة عن تلك الأرواح تجاهلتهم، ولم تعلن الحداد على ضحايا أبنائها الذي وصل إلى هذا العدد، فلم تلتفت الحكومة للحادث إلا بعد 3 أيام من وقوعه، فقد قدم وزير الصحة التعازي في ضحايا غرق المركب أمس، كما أعلنت الحكومة عقد اجتماع طارئ أمس لبحث تطورات الحادث، على الرغم من وقوع الحادث في الأربعاء الماضي.

في حين أطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، هاشتاج "اعلنوا الحداد"، وقال أحد النشطاء، "مستخسرين يعلنوا الحداد على الغلابة اللى ماتوا يوم واحد حتى، لو الحكومة مش هتفوق نفوقهم إحنا ولازم نجبرهم على إعلان الحداد على الإنسانية اللي ماتت"، وقال آخر "اعلنوا الحداد على أكثر من 162 من شهداء مركب رشيد، طالما الحكومة عاملة من كرواتيا، دول حتى مكلفوش نفسهم بشريطة سودا، والأفلام والمسلسلات والأغاني شغالة عادي جدًا، يا عيني عليكم يا شباب مصر معلش أصلكم مش من فرنسا".

وجاء تعليق الحكومة على حادث غرق المركب، ليزيد نيران غضب النشطاء، حيث قال السفير حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن سبب هجرة الضحايا ليس بسبب البطالة أو الفقر، الأمر الذي سخر منه أحد النشطاء قائلًا "كانوا رايحين يصيفوا".

"مالوش دية وميتزعلش عليه"
وفي الوقت الذي يبكي الشعب وجعًا، هاجم النائب إلهامي عجينة، عضو مجلس النواب، الذي من المفترض أنه دخل البرلمان ليأتي بحقوق الشعب، ضحايا مركب رشيد الغارق، في تصريح له، قائلًا "لا يستحقون التعاطف معهم، الشاب اللي هاجر من ورا أهله في مركب وغرق مالوش دية وميتزعلش عليه، وإن مسئولية الضحايا تقع على أهاليهم، ويجب محاسبتهم".

"بيشحتوا ويفضحونا"
كذلك هاجم اللواء حسن السيد، عضو مجلس النواب، عن حزب حماة الوطن بالشرقية، الضحايا في تصريح له، قائلًا "اللي بيسافروا من خلال الهجرة غير الشرعية بيروحوا يفضحونا هناك لأنهم بيتسولوا ويشحتوا ويسرقوا ويشتغلوا فى أعمال متدنية للغاية".

"وفروا فلوس السفر لمشاريع"
في حين علق الإعلامي إبراهيم الجارحي، على حادث مركب رشيد قائلًا ""ناس وفروا حوالي 200,000 جنيه عشان السفر غير المشروع للخارج، وفي مشاريع كتير كان ممكن يوفرها المبلغ ده".

"هل على الدولة مساعدة الحرامي"
وقال رجل الأعمال أشرف السعد، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، هل مطلوب من الدولة أن توفر للحرامي طرق آمنة حتى يستطيع أن يسرق الناس ليوفر لنفسه حياة كريمة هو وأسرته، أليس مركب رشيد ينطبق عليه هذا المثل؟".

الوظائف عديدة
في حين قال الإعلامي أحمد موسى، إن هؤلاء الشباب استطاعوا السفر من خلال بيع قطعة أرض لديهم أو مشغولات ذهبية مملوكة لوالدتهم أو زوجاتهم، وأن هذا المبلغ كان كافيًا لإنشاء مشروع خاص بهم في مصر، والشباب الذين يلجأون للهجرة يريدون التعيين في المؤسسات الحكومية فقط، لضمان رواتبهم شهريًا، مشيرًا إلى أن هناك وظائف عديدة تعلن عنها وزارة القوى العاملة والشركات الخاصة، وهؤلاء الشباب لا يبالون بها.