رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نيويورك تايمز" ترصد آثار وتداعيات تدخل روسيا في سوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الصادرة اليوم الأحد، آثار وتداعيات تدخل روسيا في سوريا ومساعيها هناك لتحقيق مصالحها وقالت إن التدخل الروسي في سوريا نجح حتى الآن في تجميد مصالح موسكو .

وأضافت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - أن مئات الغارات الجوية ووقوع عشرات القتلى والجرحى ومرور أشهر على سلك النهج الدبلوماسي لم يفعل شيئا يذكر حيال تطوير هذه المصالح.
وتابعت الصحيفة : فالحرب في سوريا مازالت تمثل معضلة بالنسبة إلى موسكو، لاسيما مع استمرار خضوع مناطق رئيسية في البلاد تحت سيطرة المعارضين وعجز القوات الموالية للحكومة السورية على استعادتها .

ومع ذلك، أردفت الصحيفة تقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح في أن يحجز لموسكو مقعدا دائما على أي طاولة مفاوضات تتناول بحث مستقبل سوريا، لكنه فشل في تقريب سوريا من الحكومات الغربية التي مازالت تنأى بنفسها عنها وتفرض العقوبات الاقتصادية، كما أن سياسة بوتين في منطقة الشرق الأوسط لم تفلح في كسب رضا الرأي العام الروسي .

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن الأمريكيين يعتبرون أحيانا أن بوتين لا يزال يمضى في مسيرة نصر متواصلة في الشرق الأوسط، حتى أنه يملى شروطه على الحلفاء والخصوم على حد سواء، يرى محللون أن الواقع أكثر تواضعا بكثير من هذه الرؤية.

وقالت الصحيفة: إنه من السهل جدا معرفة أوجه القصور في السياسة الروسية. فقد بدا بوتين مؤخرا آملا في استغلال الأزمة السورية لإثبات أن بلاده لازالت تعد قوة عظمى:وهي رسالة يود أن يوجهها بوتين إلى القوى الغربية وحلفاء روسيا في أوروبا الشرقية ووسط آسيا،وهي دول الاتحاد السوفيتي السابق، لاسيما بعد أن اهتزت صورة موسكو بسبب غزوها الأخير لأوكرانيا وضم أراضي تابعة لها .

وأردفت تقول إن الجيش الروسي لم يحرز أي انتصارات قابلة للدوام لحليفة الجيش السوري، والذي لايزال معتمدا إلى حد كبير على الضباط الإيرانيين والميليشيات الموالية للحكومة

واستطردت: حتى القوى الغربية لم تنجح في حسم الأزمة السورية..فقد دعا الرئيس بوتن العام الماضي في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ نحو عقد من الزمان دول العالم إلى الإنضمام له في تشكيل إئتلاف دولي موسع لمحاربة المتطرفين. ويقول محللون إن بوتن يسعى من خلال ذلك إلى عقد صفقة موسعة تتيح للولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن يسقطوا عقوباتهم ضده ومنحه بعض التنازلات في أوكرانيا، في مقابل مساعدته لهم في سوريا .

وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الاعلام المحلية في روسيا تصف التدخل في سوريا بأنه دلالة على عظمة الدولة الروسية ولكن وعلى العكس من تدخل روسيا في أوكرانيا عام 2014، والذي حشد دعما كبيرا لبوتن، بدت جهود موسكو في سوريا تحظى بإهتمام أقل بين أوساط العامة هناك. ففي مطلع هذا الشهر،شهدت الانتخابات التشريعية الروسية إقبالا متدنيا، في اشارة إلى تعميق اللامبالاة.

ولفتت الصحيفة إلى أن بوتن استقر فيما يبدو على تحقيق هدفين صغيرين -والأثنان مهمان بالنسبة لسوريا، ولكنهما يعكسان الهوة الكبيرة بين طموحات بوتن وقدرته على تحقيقها. أولا، أدى التدخل الروسي في سوريا إلى انقاذ الرئيس السوري بشار الأسد من اخفاقات عسكرية في المستقبل لاسيما بعد أن فقد العام الماضي العديد من الأراضي لصالح تنظيم داعش الارهابي والمعارضين الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

ثانيا، تسبب تدخل بوتن في سوريا فى اجبار الولايات المتحدة على ضم روسيا في أي مفاوضات. فعلى الرغم من أن بوتن لايستطيع إملاء شروطه أكثر مما يستطيعه الأمريكيون، بيد أنه أصبح الأن واحدا من العديد من القادة الذين لهم حق النقض الفعال في أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو أي اتفاق سلام.