رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور " تحاور أصحاب أول فرح فيسبوكي..حفل الزفاف في "إيفنت" والحضور بـ"لايك وكومنت وسيلفي"..التكلفة باقة بـ5 جنيهات..والعروسان: هنكسر العادات والتقاليد

جريدة الدستور

"بدلة وفستان وكوشة ومعازيم"..كلمات تلخص معنى حفل الزفاف في مصر، لكن "سمير" و"لمياء" كسرا هذه القاعدة، ففي تقليعة جديدة قرر الإثنان عمل حفل زفافهما على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وقاما بدعوة أصدقائهما ومعارفهما.

وتدور الفكرة حول تحديد العروسين موعد بمدة محددة على الفيس بوك لتلقي التهاني من الأصدقاء والأهل والاحتفال مع بعضهم البعض، ربما لم تحدث تلك الفكرة من قبل، وربما أثارت بعض السخرية، لكن هناك من رحب بها، وبدأ في إضافة مقترحات إليها.

حاورت "الدستور"، "سمير" و"لمياء" لمعرفة تفاصيل حفل الزفاف "الفيسبوكي"..

"تكاليف ملهاش لازمة"
قال سمير جابر، 31 عامًا: أنا ولمياء أصدقاء منذ 12 عامًا، واتفقنا على الخطبة من أسبوعين فقط، واتخذنا قرار الزواج، ولأننا نشعر بالسخط على العادات والتقاليد الخاصة بالجواز، ووجدنا أنها ستكون عائقا في زواجنا، قررنا أن نتزوج ونضرب بالعادات والتقاليد عرض الحائط، واتفقنا أن يكون كل شيء بيننا وبين أنفسنا، وأن نكتب كتابنا قبل العيد، لننفذ فكرة "الفرح" من منزلنا في ثالث أيام العيد.

وتابع "جابر"، الفكرة كانت جديدة وغريبة على كل المحيطين بنا، لكن بدأوا في تقبل الفكرة، وبدأ الأمر يبدو مقبولًا بالنسبة لهم، لافتًا إلى أنهم سيقومون بعمل حفل زفافهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وسيتحدثون ويرحبون بالتهاني من خلال "كومنتات" في ساعة أو ساعتين يتم تحديدهما للجلوس على "الفيس بوك".

وأوضح أن هذه الفكرة ستوفر تكاليف حفل الزفاف من جهة، وتكسر العادات والتقاليد من جهة أخرى، متمنيًا أن يبتعد الناس عن الأفكار المقيدة بشأن الزواج والعادات والتقاليد، والبدء في السير على نهجهم، لأن الأموال التي تُنفق على الأفراح باهظة، بالإضافة إلي الضرائب التي وضعت على الأفراح.

وأشار إلى أنهما لم يلتزما بعادات الزواج في تجهيز شقة زواجهما أيضًا، ولم يحضرا أي شيء لمجرد "المنظرة"، مثل "النيش والقايمة"، لأن الزواج يخصهما هما فقط، مضيفًا "النيش والقايمة تكاليفهم بتكون كبيرة وحاجات فارغة ملهاش لازمة، لو حصل انفصال الزوجة بتتنازل عن كل حاجة عشان ترتاح، فالحاجات بتتكتب من غير لازمة لمجرد العادات والتقاليد، وعشان الناس هتاكل وشنا، كل مشكلتهم في الحياة الناس هتقول علينا إيه ، رغم كل واحد مقتنع أنها تكاليف باهظة ".

واستطرد، "بدأنا ناخد آراء أصدقائنا، في البداية استغربوا من الفكرة، بعدين بدأوا يقترحوا علينا أفكار جديدة نضيفها، زي أن كلنا ندخل في وقت واحد ونتفق نشغل أغنية واحدة في نفس الوقت، وكل واحد يصور نفسه سيلفي في بيته ويعمل شكل مجنون، لأن الفكرة مجنونة، ويرفع لنا صورته كنوع من التغيير، ويقول لنا تنبؤاته لجوازنا وبعد 10 سنين متوقعين لينا إيه، لسه موصلناش لشكل نهائي للفكرة، بس هتبقى ذكرى حلوة لينا لما نفتح الإيفنت ونشوف الحاجات دي في أي وقت".

وأكد أن الفكرة ليست "مجرد فرح" لكن نحن نريد إيصال فكرة معينة، وقد لاقت الفكرة تجاوبا من الزملاء، بعد أن كان هناك بعض السخرية، والأسرتين تعجتا من الفكرة، مستكملًا "والدتي عرفت الفكرة من الفيس بوك، ولما لقت الفيس بيتكلم عننا اقتنعت أن الفكرة ممكن تكون حاجة كويسة وأننا ممكن ننجح وأن الموضوع بجد، وكتبتلى تعليق ربنا يوفقكوا".

وأشار إلى أن ميزة "الفرح الفيسبوكي"، أن التعامل مع العالم الافتراضي جعل لهما أصدقاء من جميع الدول، وبهذا سيستطيع أصدقاؤهما من كل أنحاء العالم حضور حفل زفافهما من أماكنهم، مضيفًا "بنوفر للناس وقتهم وجهدهم وفلوسهم، كل واحد وهو قاعد في مكانه هيشاركنا فرحتنا، ويقدر يحضر بكل سهولة، مفيش تكاليف علينا ولا عليهم"، وتابع ساخرًا "الفرح كده من غير تكاليف، ومش عاوزين الموضوع يوصل لمارك لينزل عليه اشتراك".

وذكر أن الأزمة الاقتصادية الحالية ستجبر المقبلين على الزواج إلى ما نفعله بشكل تلقائي، متمنيًا نجاح الفكرة وانتشارها، مستكملًا "كل واحد حر ما دام لا يضر، وأنا بدعم أي شخص يفكر في أفكار غريبة ومجنونة تتجاوز اللي إحنا فيه، ودي ثورة من وجهة نظري، لازم نغير الجذور عشان يبقى سهل نغير، ثورة يناير جت من فوق لكن نفس العادات والتقاليد هي هي مفيش جديد".

"ثورة على العادات والتقاليد"
وقالت لمياء حنفي محمد، 30 عامًا، إن فكرة الفرح ثورة على العادات والتقاليد التي نعيش فيها، ونحن نكره عادات المجتمع التي ليس لها قدسية ، التكاليف والوقت الذي نأخذه في كل إجراءات الزواج من فستان وقاعة لا لزوم لها، الأهم أننا نشعر بالسعادة، فلماذا نقوم بعمل كل ذلك؟، لكي نرضي المجتمع فقط.

ولفتت "حنفي"، إلى أن الحب والعشرة أهم من كل هذه المظاهر، لذلك قررا كسر القاعدة، وأضافت "الأفكار المتخلفة هي التي تعيدنا إلى الوراء، فهناك أشخاص كثيرين يوقفون زواجهم على أشياء ليس لها قيمة، لكن أنا وسمير قررنا الزواج في أسبوع".

وتابعت "مش مهم الناس هتبصلنا إزاي، أهم حاجة أننا نبقى حابين الفكرة وأكيد هتنجح وهتنتشر، والأهل تفهموا الموضوع، لأن أهم حاجة عندهم أننا نبقى سعدا، وده بيرجع للعريس والعروسة، مادام مقتنعين يقدروا يوصلوا فكرتهم ويقنعوا أهلهم، وأهم حاجة أكون مبسوطة بالشخص اللي هتجوزه من غير ما اضغط عليه، عشان كده لغيت القايمة والشبكة والفرح والفستان والمؤخر، في سبيل إني أعيش معاه لأن أنا مش ببيع نفسي، ويوم ما بيحصل حاجة بين الاتنين البنت بتتنازل عن كل حاجة في سبيل أنها تخلص من الشخص".

واستكملت "النيش ملوش لازمة" والأفضل لدي أن أضع مكتبة بدلًا منه أو منظر طبيعي، ولأننا كسرنا العادات والتقاليد في كل شيء، سنكسر فكرة "الناس تيجي تتفرج علينا"، وأضافت "الناس مش هتعيش معانا، واللي مش عاجبه ميجيش، واللي يجيلنا يجي بقوانينا، النيش ده بيدفعوا فيه آلاف الجنيهات عشان الناس تتفرج عليه مرة في السنة ويمشوا، إحنا احرار ومبنضرش حد، وهنربي أولادنا على كده وهيقتنعوا بالفكرة ويطبقوها".

وأوضحت أنه سيتم تحديد وقت على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وسيتم عمل "إيفينت" لدعوة الناس، وستكون التهاني من خلاله، وكل شخص سيقول تنبؤاته لهما في المستقبل، ويقوم بعمل "حاجة مجنونة"، ويقوم بتصوير نفسه في مكان يحبه أو لنا ذكرى فيه، والكل سيشارك كل في منزله أو مكان عمله، من خلال "لايك"، والتهنئة لم تكلفهم شيئًا سوى باقة بـ5 جنيهات، بدلًا من شراء ملابس لحضور الفرح بـ200 و300 جنيه.

وأنهت كلامها قائلة، "بتمنى الفكرة تنجح، وفعلا حصل تفاعل والناس اتجننت معانا وحبت الفكرة، وياريت اللي عاجبهم الفكرة يعملوا زينا، والمجتمع وقتها هيتغير، والحياة هتكون أبسط، إحنا اللي بنشجع الحكومة تغلي علينا عشان مش قادرين نستغني عن حاجة معينة، والعيشة البسيطة بالحب والتفاهم أرقى وأصدق".