رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة والأزهر.. "يوم عسل ويوم بصل".. فاروق حسني أشعل الأزمة بالحجاب.. و"عصفور" وصفه بالجهل.. والنبوي أعاد الود.. والنمنم اتهمه بدعم الإرهاب

جريدة الدستور

5 أعوام مضت على ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بنظام مبارك ورجاله، الذين كان من بينهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، والذي استمر في الوزارة قرابة الـ23 عامًا، دون أن يدخل في صراع مع الأزهر، أو يثير أزمة وحيدة.

إلا أنه بعد الثورة، لم يستمر وزير ثقافة عام كامل في منصبه، حيث تولى المنصب 7 وزراء، واشتبك بعضهم مع الأزهر في العديد من القضايا والأمور التي أثارت جدلًا واسعًا، في حين البعض الأخر تجنب الصراع وكانت علاقتهم في ود ومحبه بينهم.

فاروق حسني
استمر الفنان فاروق حسني في وزارة الثقافة 23 عامًا، لم يشتبك خلالها مع الأزهر في أي الأمور، سواء موقفه من الحجاب، والذي اعتبره رأي شخصي، حيث كان قد أكد "أن ارتداء الحجاب هو عودة إلى الوراء وجهل"، وهو ما أثار جدلًا واسعا بينه وبين الأزهر، وبعض رجال الأخوان الذي كانوا في البرلمان حينها، وقاموا بشن حمله كبيرة ضده، مطالبين بإقالته وتحويله، للتحقيق، إلا أنه سرعان ما خرج ليؤكد أن ما قاله رأيه الشخصية ولا يعبر عن رأي الوزارة.

جابر عصفور ..
يعتبر الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، أبرز الشخصيات التي تولت حقيبة الوزارة، ودخل في صراع شديد مع الأزهر خلال الخمسة أعوام الماضية، فدائما ما كان يخرج الوزير بتصريحات نارية ضد الأزهر ومشايخه.

بدأ أزمة "عصفور" مع الأزهر، عندما صرح، علي فضائية "صدي البلد"، بأنه لن يخضع لقرار الأزهر بشأن رفض عرض فيلم" نوح" الذي أثار جدلاً واسعاً، والذي كان الأخير اتخذ قرارا بعدم عرضه.

وانتقد "عصفور"، القرار، مؤكدًا أنه سيعرض الفيلم، وليس من حق مشيخة الأزهر أن ترفض أو تقبل فلسنا في دولة دينية. حسب ما قال.

وواصل عصفور حديث التحدي قائلاً : لا يوجد نص قرآني يمنع عرض أفلام للأنبياء!.

لم تكن تلك التصريحات الوحيدة لجابر عصفور التي أثارت أزمة بينه وبين الأزهر، حيث قال في أحد اللقاءات أن "الحجاب" ليس فريضة، وأنه عادة، وليس بعبادة، موضحًا أنه على استعداد أن يقدم حججا تؤكد صحة هذا الرأي، متابعًا: وهناك مشايخ كبار في الأزهر يرون ذلك وأولهم رفاعة الطهطاوى، والمستشار سعيد العشماوي.

وأضاف وزير الثقافة الأسبق في حوار، سابق مع برنامج "الحياة اليوم"، مع الإعلامية لبنى عسل، أن الدين الإسلامي لا يوجد به ما يسمى "سنة أو شيعة"، ولكن كل هذه صراعات سياسية، متهما شيخ الأزهر بأنه كان يوجه إشارات سلبية إزاء الشيعة، معتبرا ذلك خطأ يمس وحدة المسلمين.

كما قال الدكتور جابر عصفور، إن بنية الأزهر معارضة لتجديد الخاطب الديني، مشيرا إلى أن "الغالب على دراسات الأزهر وعلى العقليات الأزهرية القديمة والمستمرة حتى الآن هي العقلية السلفية، وليس بمعنى الانتساب للجماعات السلفية وإنما تقديس كل ما هو قديم، وتقديس كل ما هو مطبوع في كتب صفراء".

وطالب الدكتور جابر عصفور، بحذف الآيات القرآنية من مناهج الأزهر التي تدعو للجهاد، حتى لا تكون مبررا للتنظيمات الإرهابية أمثال داعش يستقطبون من خلالها المجاهدين ويستهدفون المدنيين والأبرياء بحجة الجهاد في سبيل الله، مضيفا أنه على الأزهر ألا يعتبر نفسه سلطة دينية يسلط سيفه على رقاب المواطنين، خصوصا الذين يخالفونه ويعارضونه.

حلمي النمنم
لم يكن جابر عصفور الوزير الوحيد الذي هاجم الأزهر، فعلمانية حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي، دفعته لحمل الراية من أستاذه جابر عصفور، ليبدأ في هجومه على الأزهر، وذلك خلال تصريحاته أمس، بمؤتمر السلام المجتمعي الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية.

وقال "النمنم": المجتمع المصري يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، لأنه يعاني من قصور بكافة النواحي الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع لعدة أسباب منها توغل التعليم الأزهري في مصر، لأنه يشكل نسبة كبيرة في مصر، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس في المعاهد الأزهرية.

محمد عبد المنعم الصاوي..
تولى محمد عبد المنعم الصاوي منصب وزير الثقافة، في حكومة تصريف الأعمال التي كان يرأسها أحمد شفيق، عقب ثورة يناير، ولم يستمر في منصب أكثر من أسبوع، ولم يدخل تلك الفترة في صراعات.

علاء عبد العزيز و عماد أبو غازي..
رغم أن الدكتور شاكر عبد الحميد، والدكتور علاء عبد العزيز، وزراء الثقافة السابقين، أبناء أكاديمية الفنون إلا أنهم لم يدخلا في أزمة مع الأزهر، وتجنبوا الصدام معه، سواء أثناء تواجدهم من الوزارة أو عقب إقالتهم.

عماد أبو غازي
تجنب أيضا الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق الدخول في صدام مع الأزهر، وكان دائما ما يتخذ جانبًا بعيدًا عن صراعاتهم.

عبد الواحد النبوي وصابر عرب..
المعروف أن الدكتور عبد الواحد النبوي، والدكتور صابر عرب وزراء الثقافة السابقين، هم أبناء الأزهر وخريجي الجامعات الأزهرية، وكانوا أكثر قربا وودا من الأزهر، وكانوا دائما ما يحاولون في تصحيح العلاقة بين الأزهر والثقافة، بعدما كان يتسبب غيرهم في إشعالها.