رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدب الروسي في ملعب القضية الفلسطينية.. "بوتين" يدعو لاستضافة "أبو مازن" ونتنياهو في موسكو.. القاهرة ترعى.. والأمريكان على دكة الاحتياطي

جريدة الدستور

طيلة أكثر من ستة عقود مضت، انحصر أطراف القضية الفلسطينية في مربع واحد ضمت زواياه فلسطين، مصر، أمريكا، الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا المربع اتسع رويدًا رويدًا، ليحتضن أطرافًا أخرى، كان آخرها الدب الروسي.

الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، أبدى استعداده لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في العاصمة الروسية موسكو، لإجراء محادثات مباشرة.

وفي حواره مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية يوم الأحد الماضي، قال الرئيس السيسي، إن علاقات مصر مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لها أن تلعب دورًا محورًيا لإيجاد مخرج، داعيًا الأطراف الفلسطينية المختلفة إلى المصالحة الوطنية في سبيل الدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها.

ووصف الرئيس "السيسي"، جهود حل القضية الفلسطينية، بأنها "مياه راكدة" ولابد من بذل جهود لتحريكها بشرط توافر الإرادات، سواء من جانب فلسطين أو إسرائيل أو من جانب المجتمع الدولي أيضًا.

وأكد السيسي، أن مصر لا تريد الاستئثار بدور في حل القضية الفلسطينية بقدر ما تريد أن تشكل قناعة لدى الآخرين بأن السلام هو "الضوء المبهر" الذي يمكن أن يغير من شكل المنطقة لو تحقق، لافتًا إلى إن هناك قناعة تتزايد في أوساط الإسرائيليين بأهمية السلام وهو مؤشر إيجابي.

وفي منتصف مايو الماضي، طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبادرة إحياء عملية السلام لحل القضية الفلسطينية، وتمثلت رؤيته على مستويين، الأول؛ رأب الصدع الفلسطيني بتوحيد الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتي فتح وحماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتفعيل الاتفاقات الموقعة بين الحركتين وأبرزها اتفاق القاهرة الموقع مايو 2011.

والمستوى الثاني، يتمثل في فتح قنوات الاتصال مع الجانب الإسرائيلي والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا الاتحادية، وفرنسا، والأردن، لتنسيق المواقف المشتركة نحو الدفع بإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويأتي التدخل الروسي على خطى القضية الفلسطينية، عقب 5 سنوات من تدخلها في مسار الأزمة السورية، الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة حول الهدف الروسي من التدخل في صمام الصراع العربي الإسرائيلي، في ظل توغلها داخل الحرب السورية مع الإرهاب، بالإضافة إلى مظاهر انعكاس تدخلها على كيفية إيجاد حل دولي لإنهاء ذلك الصراع.

وأكد خبراء الشأن السياسي، الدور الروسي في عملية السلام ليس بجديد، إذ كانت ضمن الدول الراعية لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991م، مؤكدين أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تعني بالقضية الفلسطينية بسبب سباق البيت الأبيض، وبالتالي فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يعد يملك قرارًا بشأن عمليات السلام.

الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أكد أن مصر هي من منحت الفرصة لروسيا كي تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لها أول مرة، ما أفسح لها المجال لتلعب دورًا في المنطقة من خلال تدخلها في الأزمة السورية ومن ثم القضية الفلسطينية.

وأضاف أن موسكو تسعى للتدخل في القضية الفلسطينية بوصفها إحدى الدول الراعية للسلام، خاصة وأنه لا يوجد على الساحة الفلسطينية سوى مبادرتي فرنسا ومصر، لذلك عزمت روسيا على التدخل في مسار الصراع العربي الإسرائيلي من خلال إفساح مجال للحوار بين كل من، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والحكومة الإسرائيلية.

وعن تأثير التدخل الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح اللاوندي، أن الولايات المتحدة حاليًا أشبه بالبطة العرجاء، نظرًا للمرحلة الانتخابية التي تمر بها الآن، وبالتالي فإن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، لايملك قرارًا في يده حيال القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، يسعى إلى تأكيد وجود القطب الروسي في منطقة الشرق الأوسط بعد أن كان منسيًا.

من جانبه قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدور الروسي في عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن روسيا كانت من الدول الراعية لمؤتمر مدريد للسلام في عام 1991م، بالإضافة إلى كونها عضوًا في الرباعية الدولية، وبالتالي فإن الدور الروسي لإحياء عملية السلام مرحب به دوليًا.

وأكد، أن عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ليست من أولويات الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا في ظل انتخابات البيت الأبيض، وبالتالي ليس من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بأي تحركات دولية لتسوية القضية الفلسطينية حاليًا أو خلال الفترة المقبلة.

وشدد هريدي، على الترحيب المصري بكافة الجهود الدولية الرامية لاستئناف مفاوضات عمليات السلام، لافتًا إلى عقد مؤتمر آخر قبل نهاية الحالي يجمع الطرفين الفلسطيني والاسرائلي في إطار جهود إحياء عمليات السلام.