رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. "حرب افتراضية مبكرة" بين فتح وحماس.. وخبير: "منافسة شرسة"

جريدة الدستور

تحولت المنافسة بين حركتي فتح وحماس في فلسطين من أروقة السياسة والميدان إلى مواقع التواصل الاجتماعي، قبل نحو شهر ونصف من بدء الانتخابات المقررة في 8 أكتوبر، للمرة الأولى منذ 10 سنوات، بنظام القوائم "التمثيل النسبي" في قطاع غزة والضفة الغربية، حسبما نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية.

ولم ينتظر أنصار الحركتين بداية الدعاية الانتخابية المقرر لها في 24 سبتمبر المقبل، وبدأوا مبكرًا الدعاية، من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، في منافسة شرسة بين الحركتين الأقوى على الساحة الفلسطينية.

ويعتبر هذا الاستخدام الواسع لوسائل الإعلام الاجتماعي هو الأول من نوعه في الانتخابات الفلسطينية، واندلعت معركة الكلمات والصور عن طريق سلسلة من الفيديوهات على موقع "يوتيوب" والتي ركزت على غزة وهي واحدة من المدن الفلسطينية الثلاث الأكثر أهمية وكثافة سكانية.

ويضم الفيديو اثنين من العبارات الرئيسية التي أيضا تم نشرها في هاشتاج على موقعي تويتر وفيسبوك: "شكرا لك حماس" و"غزة أكثر جمالًا".


وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية، إنه بدلًا من أن يضم الفيديو الدعائي لحماس علاجًا وتصورًا لحل مشكلات في غزة كـ ارتفاع معدلات البطالة وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر والمباني التي دمرتها الحرب، جاء بعبارة "شكرًا حماس"، وواقعًا مختلفًا لما يراه العالم على شاشات التلفزيون، حيث الكورنيش والبحر ومبانٍ جديدة ومتنزهات، وجامعات مزينة بطلاء جديد، ومنقذين على الشواطئ.


وردًا على ذلك قامت فتح بتعديل فيديو يحمل نفس الهاشتاج "شكرًا حماس" ولكن بطريقة ساخرة، متضمنًا القنابل الاسرائيلية التي تنفجر على أسطح المنازل، والأحياء المتضررة بشكل كبير في الصراع الأخير في عام 2014، مثل الشجاعية، وشرطة حماس وهي تضرب النساء في الشوارع وتصرفات السلفيين في مسجد "ابن تيمية" في رفح من إعدامات خارج إطار القانون، وإدراج لقطات للأطفال الفلسطينيين القتلى في النزاعات الأخيرة.

كما تحدثت منشورات فتح على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أن العديد من الإنجازات التي تتحدث عنها حماس بنيت عندما كانت فتح في السلطة أو مولتها جهات أجنبية مثل قطر وتركيا أو مستثمرون من القطاع الخاص مثل: الطريق بين الشمال والجنوب المركزي والذي تم تشيده عند إعادة إعمار قطاع غزة.

وما أعطى الزخم لتلك الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي هو اعتراف كلا الجانبين بأن نحو 90 ألفًا من الشباب المؤهلين للتصويت للمرة الأولى، وأن أساليب الدعاية القديمة ليست كافية لجذب الانتباه وخاصة مع انعدام الثقة من قبل قسم كبير من السكان في السياسيين.

وقال خالد صافي، الخبير في وسائل الإعلام الاجتماعية، إنه نصح نشطاء حماس وفتح بضرورة استخدام الإعلام الاجتماعي وأن هذه الانتخابات ستكون أول مرة تشهد منافسة شرسة على الإنترنت.

ووفقًا لبعض الإحصائيات من 2015 والتي نقلتها الصحيفة، أن هناك نحو 1.7 ملايين فلسطيني يستخدمون "فيسبوك" ونصفهم يعتبر مصدرهم الأول للحصول على الأخبار والمعرفة

وتابع الصافي قائلًا، إن شراسة الحملات الإعلامية الاجتماعية تعكس الاستقطاب في المجتمع الفلسطيني، وتؤدي إلى تفاقم المزيد من الانقسام.

وشدد على أن هناك عدم ثقة داخل الأحزاب نفسها، سواء كان فتح أو حماس في إقناع الناخبين بالتصويت لهم مرة أخرى، مضيفًا "مع مستوى البؤس الذي نعيشه الآن، أشعر بأن وسائل الاعلام الاجتماعية هي الحل السحري للوصول إلى عدد أكبر من الناس، بثمن بخس".