رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريوهات مستقبل العلاقات بين القاهرة وأنقرة.. تصريحات السيسى ويلدريم تمهد لبداية جديدة.. وعود السياحة التركية "عربون محبة".. وخبراء: الاقتصاد مفتاح الحل والإخوان "خارج الكدر"

جريدة الدستور

أصدرت السفارة التركية بالقاهرة، بيانًا رسميًا، اليوم الأربعاء، أعلنت فيه استئناف الرحلات الجوية بين أنقرة وشرم الشيخ بدءًا من 10 سبتمبر المقبل، وذلك بعد حظرها عقب حادث تحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء في 31 أكتوبر عام 2015.

وتأتي هذه الخطوة بعد العديد من التصريحات التي أدلى بها المسئولون من كلا الجانبين، وبدأها رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إذ قال – عند توليه منصبه – إن بلاده تتمنى تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع مصر.

وجاء الرد من الخارجية المصرية بأنها لا تمانع في ذلك، مشترطة على الجانب التركي احترام رغبة الشعب المصري في اختيار عبد الفتاح السيسي، رئيسًا للبلاد، وكذلك الاعتراف بثورة 30 يوينو، وهو الأمر الذي أعلن أردوغان – في أحد تصريحاته – أنه لن يفعله.

وتوالت التصريحات ما بين شدٍ وجذب، لحين الكلمات التي أدلى بها الرئيس السيسي، خلال حواره مع رؤساء الصحف القومية المصرية، وقال خلالها إنه لا يوجد ما يستدعي العداء بين الشعبين المصري والتركي، وهو ما نقتله عن وكالة الأنباء التركية الحكومية "الاناضول" أيضًا.

ورد الجانب التركي، متمثلا في رئيس الوزراء هناك، مؤكدًا ما قاله السيسي، ومتمنيا عودة العلاقات لطبيعتها مع مصر، وأعقبت تلك التصريحات، إعلان السفارة التركية في القاهرة لعودة الرحلات الجوية مع شرم الشيخ.

وكانت العلاقات انقطعت بين مصر وتركيا عقب اندلاع ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي من منصبه، إذ وصل توتر العلاقات لسحب تركيا سفيرها من مصر – وهو ما ردت عليه القاهرة بالمثل – وخفض مستوى التمثيل الدبلومسي لقنصلية وليس سفارة.

في هذا السياق، قال الصحفي التركي ومدير مكتب وكالة الأناضول التركية بالقاهرة عبد الله أيدوغان، إن مصر تعد دولة محورية، ولابد من أن تنتهي تلك الأزمة القائمة بين حكومة مصر وتركيا، مضيفًا أن الخلاف بين الحكومات لا يجب أن يسبب عداوة بين الشعبين المصري والتركي.

وأكد أيدوغان، في تصريحات لـ"الدستور"، أن قرار تركيا باستئناف رحلاتها إلى مصر، هو بمثابة خطوة إيجابية ملموسة جدا من الحكومة التركية، لإصلاح العلاقات بين البلدين، فهي تعتبر دعما من الحكومة التركية لاقتصاد مصر.

وبخصوص الخلافات بين تركيا ومصر حول ملف جماعة الإخوان المسلمين، قال أيدوغان: "لا نعرف إذا كان هناك مفاوضات عن الملف الاخواني أم لا، و لكن وفقًا للتصريحات السابقة التي تحترم من الحكومة المصرية بأن تدخل تركيا في شئون الإخوان المسلمين، يعد تدخلا في شئون مصر وهو أمر غير مقبول".

وأشار أيدوغان إلى أنه من المتوقع في الوقت الحالي أن يوضع ملف الإخوان جانبًا، وتتم المصالحة بين مصر وتركيا، خاصةً أن دولًا بحجم مصر و تركيا، يجب ألا توجد أي عداوات بينهما.

وأوضح أيدوغان أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يتبع نهجا جديدا في تحسين العلاقات الخارجية مع كافة الدول وليس مصر فقط، إذ بدأت الدولة التركية من قبل في تطبيع علاقاتها مع روسيا وإسرائيل، قبل محاولة الانقلاب الفاشلة.

من جانبه، قال الدكتور كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي، إن حالة القطيعة بين مصر وتركيا استثنائية، لأن كلا من أنقرة والقاهرة بحاجة إلى بعضهما البعض، ولا يمكن قطع العلاقات بينهما، مشيرًا إلى أن تركيا تحاول إصلاح العلاقات مع مصر، قبل محاولة الانقلاب العسكرية لديها، ولكنها تراجعت بعد الاحتفال الإعلامي في مصر بالانقلاب في تركيا.

وأكد سعيد، في تصريحات لـ"الدستور"، أن دعوة وزير الخارجية التركي لإفراج الحكومة المصرية عن المعتقلين السياسيين في السجون المصرية، هو نوع من الحشد الدولي للإفراج عن بعض قيادات الإخوان المتواجدين داخل السجون.

وأضاف سعيد: "عودة الرجلات الجوية التركية إلى مصر، خطوة لإصلاح العلاقات بين البلدين ، تركيا لا تتسرع في إعادة العلاقات دفعة واحدة، ولكناه اتخذت تلك الخطوة المغرية لفتح الباب مع مصر، كما نجحت في فتحه من قبل مع إيران وروسيا.

وتابع: "الخارجية التركية تريد تصفية مشاكلها مع كل الدول، لأن سوء العلاقات الخارجية التركية أضرها بصورة كبيرة، وبالتالي بدأت تركيا في تغيير سياستها مع الخارج، وتحاول التقارب أكثر وأكثر مع روسيا وإيران والولايات المتحدة أيضًا، سواء العلاقات الاستراتيجية أو السياسية، أيضا القاهرة مهمة بالنسبة لتركيا فهي تريد توطيد العلاقات معها.