رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‏"التاتش المصري" في أولمبياد البرازيل.. 5 وقائع مُثيرة لا تنسى للبعثة المصرية.. "الغباشي" تتورط في ‏‏"سيلفي" إسرائيل.. و"حمادة" يرفع علم السعودية

جريدة الدستور

رغم انتهاء دورة الألعاب الأولمبية للعام الحالي في "ريو دي جانيرو" البرازيلية، إلا أن الجدل الذي آثارته ‏البعثة المصرية منذ حفل الإفتتاح لازال حاضرًا، فـ"التاتش" المصري بات واضحًا في وقائع عدة ومادة ‏خصبة للهجوم والسخرية، بعدما أصبحت أسماء المصريين المشاركين في الأولمبياد حديث وسائل الإعلام ‏العالمية حتى اللحظة، دونًا عن باقي البعثات الأخرى المُشاركة.‏

"سيلفي إسرائيل"‏
كان تورطها - كما زعمت – في التقاط صورة "سيلفي" مع فتاة إسرائيلية تحمل علم قوات الاحتلال ‏الإسرائيلي، مثارًا للجدل، ومنفذًا لهجوم جم عليها، بعدما نشرت السفارة الإسرائيلية في القاهرة، عبر ‏صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي تحمل عنوان "إسرائيل في مصر"، ‏صورة "سلفي" تجمع لاعبة فريق الكرة الشاطئية "دعاء الغباشي" مع فتاة ترتدي العلم الإسرائيلي‎.‎

كان تعليق السفارة الإسرائيلية الساخن كفيلًا بإن يفتح أبواب الانتقاد عليها، بعدمات تعمدت فيه مدح ‏اللاعبة المصرية؛ بدعوى قبولها التقاط صورة مع إسرائيلية، فكتبت: "دعاء صافحت وبابتسامة صافية ‏التقطت سيلفي مع من يعاديهم إسلام الشهابي، كما أن نور البدر لا يظهر إلا وسط الظلام، رفض إسلام ‏الشهابي مصافحة خصمه أظهر عقول نيرة مثل دعاء تكسر قيود الكراهية بقلوبها الصافية".‏

وفي رد فعل طبيعي أخذت الكثير من الصحف والصفحات الإسرائيلية إعادة نشر الصورة وتعليق السفارة، ‏وحصدت "الغباشي" على عدة تعليقات غاضبة من نشطاء عرب ومصريين، ذكروا فيها موقف اللاعبين ‏العرب الرافضة لأي مشهد تطبيعي مع إسرائيل، وعلى الجانب الآخر نفت اللاعبة علاقتها بالصورة سواء ‏كانت حقيقة أو "فوتو شوب".‏

"حجاب على الشاطىء"‏
وكان للاعبة المصرية واقعة أخرى خلال مشاركتها في فاعليات دورة الألعاب الأولمبية، جعلتها حديث ‏وسائل الإعلام، حيث سبق ولفتت "الغباشي" الأنظار لها، بسبب ملابسها خلال المنافسات، والتي ارتدت ‏فيها الحجاب والملابس الطويلة ذات الأكمام، للعب الكرة الشاطئية، التي دومًا ما تتطلب ارتداء "مايوه" ‏البحر‎.‎

وسلطت الأضواء عليها منذ تلك الواقعة، فاعتبر البعض أن ممارستها للرياضة بتلك الملابس إهانة ‏لحجابها، والبعض الأخر رأى أنه تمسك منها بمبادئ الإسلام وتعاليمه التي لا تتعارض مع ممارسة كل ‏أنواع الرياضات كافة‎.‎

أما عن موقف اللاعبة من ذلك الهجوم، فقد أكدت وقتها في حديث إلى صحيفة "التليجراف" البريطانية، ‏إنها لم تلتفت أو تبالي للملابس التي ترتديها، خاصة أن الحجاب لم يمنعها عن ممارسة الرياضة التي ‏تحبها، مشيرة إلى أن يكفي أنها أول مرة تشارك فيها الطائرة الشاطئية المصرية بالأوليمبياد.‏

واختتمت حديثها قائلة: "فخورة بحملي العلم المصري ضمن مهرجان من الأمم المشاركة في أوليمبياد ريو ‏الصيفية"، وعلى الفور تعاطف مع اللاعبة عدد كبير من لاعبي الدول الأخرى، وساروا على دربها، كما ‏تضامن معها لاعبو المنتخب الهولندي وقمن بتقليدها وارتداء ملابس طويلة تشبه ملابس المحجبات تحت ‏البكيني خلال المنافسات.‏

"علم السعودية"‏
أما عن وقائع إثارة البعثة المصرية للجدل منذ بداية دورة الألعاب، فقد كانت على يد لاعب الرماية ‏المصري "حماده طلعت"، ففي يوم الافتتاح وبينما كان طابور عرض البعثة المصرية يمر رافعًا العلم ‏المصري لتمثيل الدولة المصرية، قام اللاعب برفع العلم المصري بيد، بينما رفع العلم السعودي بيده ‏الأخرى.‏

مما أثار حالة من الاستهجان بين الجماهير المصرية، وتعرض "حمادة" الذي يمثل مصر في لعبة الرماية ‏لانتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب البعض بترحيله، ودشنوا هاشتاج "رجعوا حماده" ‏على موقع "تويتر".‏

وبدعوى الحفاظ على لفظ الجلالة من الدهس بالأقدام، دافع "حماده" عن نفسه، قائلًا: "لو كان ‏هناك‎ ‎لاعب‎ ‎غيري ورأى‎ ‎علم السعودية‎ ‎كان سيرفعه حفاظًا على لفظ الجلالة، وقُمت بوضع 13 علمًا آخر ‏في جيوبي، ولا أقصد برفع العلم السعودي أي شيء"، مشيرًا إلى أنه يرفض الزج باسمه في أي قضية ‏سياسية لأن تصرفه أمر طبيعي.‏

وودع اللاعب منافسات الدورة الأوليمبية سريعًا، بعد خروجه من الثمانية الأوائل في تصفيات 10م بندقية ‏هواء، حيث حصل على المركز الـ39 برصيد 619.2 نقطة‎.‎

"علم مصر"‏
وكان للأعلام واقعة جدلية أخرى، بعدما دخل اللاعب أحمد عبدالرحمن، لاعب منتخب الجودو، الذي ودع ‏منافسات الأولمبياد من البداية، إحدى المباريات بزي خالي من العلم المصري، مما آثار استهجان الرأي ‏العام، بسبب مخالفته لمواصفات الزي وتمثيل علم بلاده.‏

إلا أن البعثة المصرية عالجت الموقف سريعًا بتبديل البدلة بأخرى تحمل علم مصر، لكن اللجنة المنظمة ‏قررت استبعاد مدربه فخسر المباراة، وبينما اعتبر البعض الخطأ الذي وقع به "عبدالرحمن" خطأ إداريًا ‏ليس مسئوليته، وانتقده البعض الآخر ورأى أنه السبب في خسارة مصر داخل الدورة.‏

"مصافحة إسرائيلي"‏
واستطاع لاعب الجودو المصري "إسلام الشهابي" أن يحتل موضعًا في الإعلام الإسرائيلي، بعد قبوله ‏مواجهة غريم إسرائيلي يدعى "أوري ساسون" الذي استطاع الفوز عليه والحصول على ميدالية برونزية، ‏خلال المباراة، وعقب خسارته رفض "الشهابي" مصافحته منافسه الإسرائيلي، بدعوى أنه يمثل الكيان ‏الصهيوني.‏

ووصف "أوفير جندلمان"، المتحدث باسم رئاسة وزراء الاحتلال، اللاعب المصري بـ"العنصري"، كما ‏أكد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، إن السبب وراء ذلك هي الدعايا الإعلامية الوحشية التي تمارس ضد ‏إسرائيل، مشيرًا إلى أن هناك عشرات السنوات من أجل القضاء عليها، وسيأتي اليوم الذي يتم فيه تحقيق ‏ذلك‎ .‎

‏فيما أعلت اللجنة الأوليمبية المصرية أن ما حدث من اللاعب مجرد تصرف شخصي، وأنه تم التنبيه قبل ‏المباراة على اللاعب بالتحلي بالروح الرياضية‎.‎