سحر نصر.. وزيرة الفقراء
إن ما أقدمت عليه سحر نصر وزيارتها لشمال سيناء تحديداً وفى وقت يهدد فيه الإرهاب أبناء المحافظة فى كل لحظة لهو بحق رسالة مهمة تستحق التفكير وتستحق الإعجاب والإشادة وتستوجب على بعض المسئولين أن يهموا من مرقدهم وأن يلحقوا بالركب وأن يستوعبوا جيداً أن مصر بحاجة شديدة إلى وزراء للفقراء.
هكذا انتابنى الإحساس وأنا أتابع الزيارة غير المسبوقة لوزيرة التعاون الدولى الدكتورة سحر نصر التى زارت مؤخراً شمال سيناء فى الوقت الذى تزامنت فيه زيارتها مع ضربات الإرهاب الغادر لضباطنا وجنودنا البواسل فى العريش وفى نفس نطاق المحافظة وكأنها رسالة من الإرهاب الجبان لوقف هذه الزيارة وغيرها من الزيارات التى تستهدف مواجهة مشكلات الفقراء والبدووالبسطاء والبحث عن حلول عاجلة جذرية لكثير من التحديات التى تواجه آثار سيناء التى عانوا منها سنوات طويلة واستفحلت قضايا وهموم المواطنين فى هذا الجزء العزيز من أرض الوطن إلى الحد الذى أصبح عنصراً أساسياً من العناصر التى تغذى الإرهاب وتؤدى إلى تضخمه وانتشاره بين أهالى سيناء وجعل من شمال سيناء وأرضها أرضاً مستهدفة لجماعات الإرهاب والظلام وحركات الإرهاب المسماه الإسلامية والتى ارتدت عباءه الدين لتزيد من قوتها واستغلال مشاعر أبناء سيناء الطيبين وتحاول إحكام قبضتها على بعض مناطق وقرى سيناء وتحت وطأة الفقر والجهل بثوابت الدين وسماحته وقد زاد من تفاقم تلك الأزمة غياب الدور المحلى التنموى للدولة وانشغالها فى العديد من القضايا الأخرى التى ابتلى بها الله شعب مصر والدولة المصرية مؤخراً هذا الغياب الحكومى الذى أصبح يهدد الامن القومى المصرى فى هذه المنطقة الحيوية من أرض مصر لذا اسعدنى جداً وكان بمثابة المفاجأة لى والفخر أيضا لكل امرأة مصرية أو أى وزيرة مصرية أن أرى وزيرة فى عمق أرض سيناء فى منطقة العريش ومدنها وقراها، وزيرة- وليس وزير تقدم المنح والمعونات المجانية الدولية هدية لأهالى شمال سيناء من الفقراء والبسطاء فى الوقت الذى لم يقدم فيه العديد من الوزراء والمسؤلين على زيارة شمال سيناء ولقاء أهاليها ومعايشة مشاكل وهموم المواطن السيناوى عن قرب ان منطقة سيناء وغيرها من المناطق والمحافظات والمدن تحتاج إلى الزيارات المتكررة من مسئولى الحكومة للوقوف على مطالب ومشكلات المواطنين والبسطاء والفقراء الذين لا يستطيعوا الوصول بمشكلاتهم ومعاناتهم إلى القاهرة العامرة أو البرلمان أو مجلس الوزراء.
هذه الزيارة جاءت كبارقة أمل وحافز لباقى أعضاء الحكومة أن يغيروا من طبيعة العمل التقليدى وأن يتصدروا المشهد فى سيناء بجانب المواطنين وخاصة الفقراء وأن توفر الحكومة لأهالى سيناء السلع والاحتياجات المختلفة والخدمات بشكل أفضل مما نقدمه لبعض المدن التى اكتظت بالأغنياء كالساحل الشمالى وأكتوبر والعبور والتجمع الخامس وغيرها من المحافظات والمدن التى حظت باهتمام الدولة على مدار عشرات السنين الماضية، إن ما أقدمت عليه سحر نصر وزيارتها لشمال سيناء تحديداً وفى وقت يهدد فيه الإرهاب أبناء المحافظة فى كل لحظة لهو بحق رسالة مهمة تستحق التفكير وتستحق الإعجاب والإشادة وتستوجب على بعض المسئولين أن يهموا من مرقدهم وأن يلحقوا بالركب وأن يستوعبوا جيداً أن مصر بحاجة شديدة إلى وزراء للفقراء.
