رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معنى فرحة مصر ببناتنا فى ريو


افرحى يا مصر لدينا بنات نفتخر بهن .. افرحى يا مصر، فالبنات المصريات رفعت رأسنا فى الدوره الأوليمبية بـ «ريو دى جانيرو» .افرحى يا مصر لأن معنى فرحتنا الغامرة أن لدينا جيلاً جديداً يرفض التطرّف والانغلاق والتشدد وتهميش دورهن، إنها علامة فارقة واضحة على أن البنت المصرية تُقبل على الرياضة وعلى الفنون وعلى الحياة الطبيعية مثل بنات العالم المتحضر، فوداعاً للتطرف ومحاولات إعادة مصر إلى عصور الظلام والتخلف والفكر المنغلق.

افرحوا يا نساء مصر.. فالبنت المصرية تحرص على تحقيق ذاتها، وعلى التفوق وعلى أن تشرف بلدها .بناتنا المصريات أمهات المستقبل يقدمن للعالم صورة متحضرة لمصر بنات يرتدين الملابس الرياضية، ويقبلن على الحياة ويرفضن كل محاولات تقزيم المرأة المصرية أو تهميش مكانتها أو عزلها عن تطورات الحياة أو الدعوات المتطرفة لتحقير شأنها وأداء دورها وإخفاء وجهها وراء نقاب وكأنها عورة أو كأنها شىء بلا ملامح أو دور وليست إنسانة لها حقوق فى التعليم واختيار شريك الحياة ولا رغبة فى إثبات ذاتها والتفوق فى مجال تحبه.

لابد ان أحيى كل أسرة من أسر هؤلاء البطلات على حدة من شاركت وفازت ومن شاركت ومن لم يحالفها الحظ بالفوز بميدالية فى ريو . لأن من فازت معناها أن وراءها أسرة آمنت بقدرتها على خوض المنافسة على مستوى العالم فى كبرى مباريات دولية فى تاريخ العالم وهى الدورات الأوليمبية وراءها أم وأب حرصا على دعمها والإنفاق على تدريباتها الشاقة التى مكنتها لهذا الفوزالمشرف لمصر فى قلب العالم . معناها أيضا أن ورائها أسرة تقف ضد الأفكار الظلامية وتؤمن بحق الفتاة فى أن تكون لها مكانه اجتماعيه مرموقة ومكانة رياضية مرموقة بل مكانة دولية مرموقة وهذا هو الأصعب لأنها منافسة على المجهول لأنها لا تعلم من ستنافس وعلى من ستفوز ؟ لكن أيضا معناها أن معها مدربين آمنوا بقدرتها وبكفاءتها واستطاعوا أن يجهزوها للفوز وأن يشجعوها على خوض غمار المنافسة. إن فوز البنات المصريات قد أثبت أننا نسير على الطرق الصحيح وأن علينا أن نرعى بطلاتنا ولا نتركهن وأن لدينا لآلئ هن خير سفراء لمصر الجديدة المتحضرة التى تريد الانطلاق إلى مستقبل دولة مستنيرة ومتقدمة وإننا نزيد أن نشطب من ذاكرة مصر هذا العام الأسود الذى حكم فيه الظلاميون وكانوا يتباهون بتحقير شأن البنات وكأنهن سلعة ينبغى أن تنعزل وأن تخفى وجهها وملامحها وكل هذا من خلال دعاة يطلقون علينا وابلاً من التفسيرات المتطرفة والعنيفة ضد البنات وضد سيدات مصر من الأمهات والجدات والأرامل والمعيلات اللاتى ينفقن على أبنائهن وأسرهن فى حالة عدم وجود عائل رجل وهؤلاء يمثلن ثلث الأسر المصرية. . إننى أقدم تصحيحاً تقديراً لكل من رفعت علم مصر فى الدورة الأوليمبية من شاباتنا ولكل من دعمهن وشجعهن على المشاركة المشرفة . تحيه تقدير لسارة سمير وأسرتها ولهداية ملاك وأسرتها ولفريق الباليه المائى الذى تفوق بعروض رائعة لابد أن تسلط الأضواء عليهن لأنهن نموذج مشرف لمصر، ما أجمل مشهد العلم المصرى حين يرتفع بالفوز فى ريو ؟ إن الدولة مطالبة برعاية التفوق الرياضى وإعادته إلى مدارسنا افتحوا أبواب المدارس نحو النور ونحو الرياضة ونحو الفنون لتحيا مصر مستنيرة ومتقدمة بعيداً عن العقليات المتحجرة والتطرف.. فنحن شعب عُرف بالوسطية والاعتدال .ويا أى مسئول فى الدولة أوقفوا موجات التخلف والأفكار الهدامة والمدمرة لنصف المجتمع حتى نحس بالامان فى بلدنا وتعيشى يا مصر ببناتك ونسائك المستنيرات.