رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللجنة الدينية بمجلس نواب «كى جى ون»


لا نعرف ما تداعيات تلك اللجنة من أجل كيفية تطوير الخطاب الدينى.. ولكن طفت على السطح رؤى وزير الأوقاف بخطبة الجمعة المكتوبة.. ومن هنا نقتل الإبداع الفكرى.. بل وروح الاجتهاد.. بل والمثير للدهشة أن الوزير يبرر فكرته بأن الخطب المنبرية متوافرة على شبكة الإنترنت...

... والله الأمر مضحك للغاية.. وليت الوزير تحرك فى اتجاه إعداد الدعاة فى مجال الدعوة.. والتساؤل المطروح: ما سياسات اللجنة الدينية بالمجلس؟ والإسلام اعتبر مهمة الإصلاح فريضة تعبدية على درجة من الأهمية.. قال تعالى: «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون» هود 117.. ونحن نتعيش مع حالة بلاء طالت الصالح والطالح.. إذن هل اللجنة ترى أن مسألة التغيير والإصلاح تتسم بالتعقيد كمثال؟ وهل اللجنة تفتقد الخطط والبرامج العلمية الصحيحة لتكون النتائج مثمرة وإيجابية.. قال تعالى: «قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين» يوسف 108.. بل مع وزير الأوقاف نجد أن ما ينشر بمجلة «منبر الإسلام» يتم بموافقته.. وقتل روح الإبداع الفكرى.. فى ظل التحرك بالشو الإعلامى.. برغم أن السياسة هى رعاية مصالح الناس .. والسياسة جانب من جوانب الإسلام.. وسر تخلف خطاب الدعوة الإسلامية يرجع لسياسات الوزارة .. والتى لم تتحرك جديا لكيفية نشر الدعوة بوسطية الرسالة بجميع الوسائل الممكنة لعرض مبادىء الإسلام فى العقيدة والأخلاق والعبادات والمعاملات.. والعمل على إعداد دعاة للقيام بواجب الدعوة إلى الإسلام.. والتعريف بالسيرة النبوية واستجلاء المثل العليا فى حياة الرسول «صلى الله عليه وسلم».. ومع الاهتمام بدور المسجد وهو خير مكان وأطهر بقعة.. وتقام فيه الصلوات ويقوم بتنوير أفكار الناس وغسل ادمغتهم من: التفسخ.. والفراغ الروحى والأخلاقى.. لإشباع العقول الإنسانية بالحكمة والدعوة للتوحيد.. والمسجد يمثل المحور والمنطلق لكل دعوة صالحة.. وحركة الإصلاح والتنوير والتوعية الحقيقية تنبعث من المسجد.. وكل حركة تنموية هادفة لخير المجتمع وأفراده ترتبط بالمسجد لكونه يرتبط ارتباطا وثيقا بكل مجالات الحياة فى المجتمع.. وكان المسجد فى الماضى مصدر إشعاع حضارى وفكرى انطلاقا من تركيز العقيدة الصحيحة والهوية الراسخة .. ونحن نفتقد مصلحين من نوعية: جمال الدين الأفغانى.. ومحمد عبده.. ورشيد رضا.. وابن باديس .. ومحمد إقبال.. والشعراوى.. وجاد الحق.. ومحمود شلتوت.. الخ.. والإسلام هو القادر على حل المشاكل المجتمعية .. ومن هنا تطوير الخطاب الدينى لا ننشد له الوقوف لتحقيق التقارب المذهبى.. أو السعى للم شمل بلدان الأمة .. أو الحوار بين الأديان.. أو بناء مشروع حضارى إسلامى.. بل نطلب منه خطاب دعوة ضد التخلف السياسى والمجتمعى من أجل إشاعة الثقافة السياسية الدينية التى تتفق مع ثوابت العقيدة.. واعتماد الروح العلمية والتخطيط فى العمل الدعوى.. ونحن بحاجة لسنن التغيير فى الأنفس والآفاق والمجتمع.. لمواجهة التحديات المستقبلية.. والله الموفق..