رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. "رأس البر" من "مارينا الفقراء" إلى مصيف لرجال الأعمال

جريدة الدستور

استقبل مصيف رأس البر بمحافظة دمياط، الموسم الصيفي لهذا العام- وخاصة بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة وشهر رمضان الكريم- بحالة طوارئ، واستعداد تام من حيث تنسيق الحدائق ودهان أعمدة الإنارة بالشوارع وتزيين المدينة؛ لاستقبال مصطافيها من داخل المحافظة ومن المحافظات المجاورة.

ومع بداية الموسم الصيفي يعانى سكان المصيف من أبناء محافظة دمياط، من عدم اهتمام المصطافين من خارج المحافظة بنظافة المدينة وشواطئها، فيجدون أكوام القمامة على الشواطئ سواء العامة أو الخاصة "متراكمة" وكأنها "مقلب للقمامة" وليست شواطئ للاستجمام والاستمتاع بالبحر.

ويصرخ عمال الشواطئ يوميًا من تجاهل مجلس مدينة رأس البر للاهتمام بنظافة الشواطئ.. فعمال النظافة اكتفوا برفع القمامة من الشوارع الرئيسة بالمدينة كشارع بورسعيد والنيل ومنطقتى الجربي واللسان فقط.. وتركوا مهمة رفع القمامة من على الشواطئ سواء لعمال الكافيتريات التى تطل عليها أو للأهالى أنفسهم.

رأس البر.. هي المدينة التي أطلق عليها في الماضي "عروس المصايف".. والآن "مارينا الفقراء".. يفضلها الكثيرون مصيفا أكثر منها مدينة للسكن.

وكانت رأس البر معروفة قديما بأنها مصيف الفقراء؛ لرخص أسعار الإيجار بها.. إلا أنها أبت أن تظل هكذا وأصبحت أسعارها على مدار الخمسة أعوام الماضية تفوق غيرها من المصايف.

وبعد تسريب الخريطة العمرانية لمحافظة دمياط لعام 2027؛ ارتفعت أسعار الأراضي بالمحافظة خاصة رأس البر.

واستغلت مافيا الأراضي إطلاعها على الخريطة ومعرفة المواقع الداخلة مستقبلاً إلى كردون المباني لرفع سعر متر الأرض علي حساب المواطن البسيط، وارتفع سعر المتر في امتداد طريق السوسنة الموازي لطريق رأس البر من 20 إلي 30 ألف جنيه وهي المنطقة التي حددتها الخريطة العمرانية باسم منطقة رجال الأعمال.

تقول شرين حلمى، موظفة، إن مدينة رأس البر تعد من أجمل المصايف التى يقبل عليها المصطافون من كل مكان؛ لما لها من طبيعة جميلة وفريدة، حيث اختصها الله بمعجزة التقاء البحر المتوسط بنهر النيل..
كما أن الكثيرين يفضلونها مصيفا أكثر منها مدينة للسكن.. وعلى الرغم من ذلك؛ إلا أن حال النظافة بها يرثى له.

وأضافت أن منطقه الجربي وهى من أشهر المناطق بالمدينة؛ لاحتوائها على العديد من النوادى والمحال التجارية، فتغير الحال بها وأصبحوا يبكون عليها؛ نظرا لتدهور حالها من نظافة وخدمات أساسية.

وتقول سارة عبدالرحمن، أحد أعضاء رابطة رأس البر الساحرة، إن المصيف تحول من هادئ إلى مزدحم بالمصطافين من مختلف المحافظات والذين لايلتزمون بالتعليمات اللازمة للحفاظ على نظافة المصيف فتجد القمامة تملأ الشواطئ والشوارع المجاورة دون أن يلتزموا بإلقاء القمامة في مكانها المقرر لها.

وأضافت أن جشع بعض أصحاب تأجير العشش والسماسرة أدى لعزوف الكثير من المصطافين للحجز في تلك العشش وتفضيلهم بأن يقضوا إجازتهم كيوم واحد في المصيف من كل أسبوع دون تأجير للعشش.

ويضيف محمد سلامة ،موظف ،أنه اعتاد التصييف مع أسرته برأس البر، على الرغم من ارتفاع أسعار الإيجار بها لأنه يفضلها عن باقي المصايف، كونها أقل ازدحاما من باقي المصايف الأخري.

وأضاف أنه يفضل الذهاب للمصيف لليوم واحد فقط في الأسبوع ويذهب بشكل دورى يوما كل أسبوع لكى يوفير قيمة الإيجار المرتفعة في الثمن والمبالغ فيها.. فالمصيف أصبح مصيف اليوم الواحد؛ للتحايل على جشع السماسرة في ارتفاع أسعار العشش.

صلاح السيد، سمسار عقارات، أوضح أن الزيادة في أسعار ناتجة عن الارتفاع المذهل في الأسعار بشكل عام، مضيفا أن السمسار عليه أن يُسلِّم المصطافين العشش بشكل يليق بهم، ومجهزة بالفرش والأجهزة الكهربائية.. وتلك الأشياء تزيد من سعر الإيجار.

وأضاف ،أنه تم عقد اجتماع مع كافة أصحاب مكاتب السمسرة وتأجير العشش برأس البر وبين مسؤولى مجلس مدينة رأس البر؛ للالتزام بسعر محدد دون زيادته.. ولكن هناك من لم يلتزموا به، وهم السبب في الارتفاع الملحوظ للايجار.

وأوضح أن الاجتماع انتهى إلى أن يبدأ سعر إيجار العشة لليوم الواحد من 150 ه، وتزداد مع قرب العشة للشاطئ، وفرشها.. ولكن الحقيقة أن إيجار اليوم الواحد لايقل عن 250 جنيها ويصل الى 1300 جنيه في بعض المناطق.

ويشير المهندس حسنى السيد ، أحد سكان رأس البر إلى أن تأجير الكازينوهات وصل الي نصف مليون جنيه في بعض المناطق و190 ألف جنيه ثمنا لأقل موقع في رأس البر.. كما أن ضيق الحيز الذى تقع عليه رأس البر والمحدود بالنيل والبحر الأبيض المتوسط مع الإقبال المتزايد من الناس على المدينة فى موسم الصيف؛ زاد من ارتفاع القيمة الايجارية للمدينة.

وأضاف بأن رأس البر تتجه نحو الأسوأ.. ةلم تعد الشغل الشاغل لمسؤولى مجلس المدينة، علاوة على توقف كل مشروعات التطوير بها، وهذا لا يعيب المحافظ الحالى؛ نظرا لتراكم اليومية، ولكنها مشكلة القيادات الحالية التى تفتقد إلى الرؤية القادرة على مواصله النهضة.

كما حمل مجلس مدينهة رأس البر مسوؤلية هجرة البسطاء لمصيف رأس البر بعد أن زادت الأسعار فيه عن نظيرتها في مارينا والساحل الشمال لدرجة أن البعض أصبح يفضل قضاء الصيف في الإسكندريه التى تنخفض إيجاراتها عن رأس البر.

وارجع السبب في ارتفاع ألارتفاع القيمة التى يحددها مجلس المدينة كحد أدنى للمزاد، مما يرفع من أسعار الايجارات للمطاعم والكافتيريات التى يضطر من يستأجرها إلى رفع أسعار الخدمة بها حتى يستطيع تعويض المبلغ الهائل الذى قام بدفعه.

ومن جانبه أكد المهندس محسن عزيز رئيس مجلس مدينة رأس البر، أنه تم تجهيز الشواطئ علي أكمل وجه ودعمه برجال الإنقاذ والمعدات البحرية وسيارات الإسعاف وتجهيز مخيمات تجميع الأطفال التائهين وإعداد اللافتات الإرشادية والتعليمات التي تتعلق بسلامة رواد رأس البر وذلك بعدد 100 من رجال الإنقاذ المدربين و6 لانشات سريعة و2 موتوسيكل مائي و4 سيارات إسعاف و5 خيام لتجميع الأطفال التائهين.

وأضاف بأنه يصعب السيطرة على سعر محدد للإيجار لأن هناك نفوسا مريضة من أصحاب مكاتب تأجير العشش يقومون برفع سعر الإيجار، لافتا إلى أن وجود تفتيش دورى على تلك المكاتب من جانب الجهات المعنية بالامر.

ومن جانبه، أكد الدكتور اسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط ،أن المحافظة تولى مصيف رأس البر اهتماما كبيرا وان مبادرة حلوة يابلدى برأس البر شارك فيها الأطفال والمصطافون من خارج المدينة إلا أن عدد رواد المصيف يزداد بشكل يومى ومشكلة وجود القمامة بالشواطئ نتيجة للأعداد الكبيرة للمصطافين الذين يزورون رأس البر بشكل يومى.

وأوضح أن المحافظة لجأت إلى رفع تعريفة دخول السيارات والأتوبيسات إلى بوابة رأس البر من خارج المحافظة لاستغلال الفارق في نظافة المصيف والاهتمام الحضاري والتنسيقي للمصيف.