رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بريطانيا تمنح السياحة المصرية قبلة الحياة.. وعود بعودة الرحلات الجوية مع بدء موسم الشتاء.. وخبراء: "أفلح إن صدق"

جريدة الدستور

انفراجة مرتقبة ومحاولات للتعافي تنتظرها السياحة المصرية بعد أن تعرضت لهبوط حاد في دورة رحلاتها الجوية دامت قرابة عام، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء نوفمبر الماضي، والذي كان بمثابة الجلطة التي أوقفت مد الرحلات السياحية في شريان مطارتها، لاسيما عقب قرارت تعليق الرحلات الجوية إليها، الأمر الذي كاد يقطع النفس الأخير لعودتها.

وبعد تسعة أشهر من رقوض السياحة المصرية في فراش الاجراءات التأمينية، جاء وفد مجلس العموم البريطاني ليمنحها قبلة الحياة، ويبعث في جسدها الشائخ آمال الشفاء.

وكان "جيرالد هاورث"، رئيس وفد العموم البريطاني، ورئيس لجنة العلاقات البريطانية المصرية بالبرلمان البريطاني، أكد أن الوفد يبحث حاليًا ملف عودة الطائرات من وإلى شرم الشيخ، خاصة في ظل وجود رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة "تريزا ماري"، والتى تتعامل بصورة مختلفة مع ملف الإرهاب، الأمر الذي يشير إلى إمكانية حدوث تغييرات طارئة فى قرار تعليق السياحة البريطانية لمصر قريبًا.

وأشار "هاروث"، في تصريحات صحفية أمس، إلى أن هناك رغبة قوية لدى الوفد البريطاني في عودة السياحة البريطانية لمصر قبل موسم الشتاء المقبل، الذي يعد الوقت الأمثل لدى الأوروبيين، للهروب من طقس أوروبا البارد، والتمتع بجو شرم الشيخ المشمس.

وأضاف هاورث، خلال لقاء وفد مجلس العموم البريطانى بجمعية شباب الأعمال، مساء أمس الأربعاء، أن مصر تمتلك رئيسًا فى الوقت الحالى يسعى لمحاربة الإرهاب، قائلًا: "رأينا الحوادث الإرهابية الأخيرة خلال الأسبوعين الماضيين، والتى وقعت فى ألمانيا وفرنسا مما يدل على أن الإرهاب موجود بالعالم كله".

من جانبه أكد السفير محمد العرابي رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات صحفية اليوم، أن اللقاءات التى عقدها وفد مجلس العموم البريطانى أعطت انطباعات جيدة عن مصر، مشيرًا إلى أنهم مبهورين بلقائهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسعداء بجمعية الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية.

ومن المقرر أن يتوجه الوفد غدًا، إلى شرم الشيخ، بهدف دعم قرارعودة السياحة البريطانية لمصر، خاصةً وأن هناك تقارير أمنية بريطانية تؤكد على سلامة الأوضاع فى المطارات المصرية.

وتباينت آراء الخبراء، حول جدية الجانب البريطاني في بحث إمكانية استئناف الرحلات الجوية لمصر مرة أخرى، حيث رأى البعض أن الموقف البريطاني جاء عقب اطمئنانه بوجود شركة انجليزية تتولى مهام تدريب العناصر المصرية، فيما أشار آخرون إلى أنها مجرد تصريحات سياسية تكررت عدة مرات دون أية نتائج، خاصة وأن القرار الأخير في يد الحكومة البريطانية.

مجدي البنودي، خبير السياحة الدولي، صرح بأن موقف مجلس العموم البريطاني تجاه عودة السياحة البريطانية لشرم الشيخ، جاء بعد اطمئنان انجلترا بوجود شركة انجليزية مثل شركة "رستراتا" تعمل على تدريب عناصر شركة "فالكون" المصرية، الأمر الذي منح الجانب البريطاني مزيد من الثقة.

وأضاف، أن الجانب البريطاني ليس متزمتًا في قرارته و شروطه مثل نظيره الروسي، الذي يفرض العديد من الاشتراطات لعودة السياح الروس، فبالرغم من تطوير المطارات المصرية، خاصة في شرم الشيخ، مثل أجهزة المراقبة والكاميرات، كذلك تدريب الموظفين، إلا أن الجانب الروسي لم يقتنع، وأصر على تخصيص صالة للسياح الروس فقط، وهو ما لم تفعله انجلترا.

وأشار البنودي، إلى أن عودة السياحة الروسية أهم من عودة السياحة البريطانية، نظرًا لأن عائد الأولى أكبر، موضحًا أن روسيا تدر أكثر من 3 مليون سائح في مقابل مليون سائح فقط من بريطانيا، لافتًا إلى مصر لديها الوقت الكافي لعودة السياحة الروسية قبل بدء موسم الشتاء.

وتسائل عن سبل ضمان نظم التدريب الحديثة التي ستقوم شركة "رسراتا" الإنجليزية بتدريب عناصر "فالكون" عليها، مشددًا على ضرورة المتابعة المستمرة من جانب أحد مندوبي الشركة البريطانية، لضمان الحفاظ على مستوى العناصر المصرية.

فيما قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن الفترة الماضية شهدت العديد من زيارات المتابعة البريطانية للتأكد من سلامة الاجراءات الأمنية وفقًا للمعايير الدولية، وصدرت العديد من الوعود بعودة السياحة الانجليزية لمصر، إلا أنها كانت مجرد تصريحات سياسية فقط.

وأضاف، أنه لا يجب إساءة الظن، معربًا عن أمله في أن تثمر زيارة وفد مجلس العموم البريطاني عن عودة رحلات الطيران لمصر من جديد، إلا أن المجلس ليس من صلاحياته أن يعطي مثل هذه الوعود وإنما القرار الأخير في يد الحكومة البريطانية.

وأكد حلقة، أن صدق نوايا الجانب البريطاني تستلزم ضرورة استدعاء الوفد البريطاني لرئيسة وزراء بريطانيا "تريزا ماي" داخل مجلس العموم، ليصدر قرارًا ملزمًا بعودة الرحلات الجوية لمصر.

وشدد، على أن الكرة في ملعب الجانب البريطاني، خاصة وأن مصر قامت بتنفيذ كافة مطالب بريطانيا المرتبطة باجراءات التأمين، مؤكدًا أن انجلترا من أهم الدول الكبرى التي سوف تعطي مؤشرًا إيجابيًا لباقي دول العالم كي تحذو حذوها حال استئناف رحلاتها الجوية لشرم الشيخ.