رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتوح الشاذلي يكتب رسالة حب الغلاء يضرب الكمبوند

جريدة الدستور

لا حديث للناس هذه الأيام إلا عن الغلاء .. الأسعار تقفز بمعدلات مرتفعه ولهيب الأسعار ينغص حياة المصريين .. الزياده في كل شئ وأي شئ .. السلع والخدمات علي حد سواء .. الموجه لا تستثني أي سلعه مهما كانت صغيره .. عندما تشتري من بائعة الفجل وتسألها عن سبب الزياده تقول لك أصل الدولار زاد ولا أحد يدري ما هي علاقة الدولار بالفجل .
التجار استبقوا تطبيق ضريبة القيمه المضافه التي أعلنت عنها الحكومه وضاعفوا أسعار المنتجات.. والمستوردون استغلوا حرب الدولار الدائره وضاعفوا أسعارالسلع المستورده وهي في المواني ..والحكومه لم ترحم هي الأخري وطبقت زيادات غير مسبوقه في فواتير الكهرباء والمياه والغاز وغيرها .
موجة الغلاء هذه المره لم تستثني أحد الغني والفقير علي حد سواء .. الجميع يعاني .. الطبقه الفقيره والمتوسطه والغنيه .. سكان المناطق الشعبيه وسكان الكمبوندات .. الجميع أمام الغلاء سواء ..
ركبت مع سائق تاكسي فقال لي كيف نعيش ؟ كيلو الأرز بكذا .. والمكرونه بكذا ..والفراخ واللحمه بكذا .. وأخذ الرجل يتحدث بمراره عن الموجه القاسيه .. بعدها قابلت المهندس وائل الديب نائب رئيس مجموعة طلعت مصطفي والمسئول عن إدارة المدينه التي أسكن فيها وهي مدينة الرحاب فوجدت في نفسه غصه ، وقال لي سكان الرحاب غير مقبلين علي سداد فواتير الصيانه التي تستخدم حصيلتها في الإنفاق علي خدمات المدينه من إناره وكهرباء ومياه وطرق وزراعه وغيرها .. وهذا أمر يهدد المدينه الجميله .. قلت له رسوم الصيانه ارتفعت هذا العام .. فقال لي ليس بأيدينا .. تحدث الرجل وهو يحمل هموم المدينه علي أكتافه وقال لي إذا لم تدفعوا رسوم الصيانه ستنهار مدينتكم الجميله .. نحن لا نأخذ شيئا وقمنا بنشر الميزانيات عليكم بكل شفافيه ولا يبقي إلا أن تحافظوا علي هذه المدينه وتتحملوا زيادة الفواتير .. راجعت نفسي فبعد ان توجهت إليه شاكيا أصبحت مشفقا ليس عليه وحده .. ولكن عليه وعلينا وعلي مدينتنا الجميله .
هذه رساله جديده .. رساله من الكمبوند وليست من الأحياء الشعبيه .. رساله اننا جميعا نعاني من الغلاء .. ولكن علينا أن نتحمل .. ليس من المنطقي أن نترك مدن شيدناها منذ سنوات طويله لتنهار أمامنا من اجل إرتفاع أسعار الصيانه وفواتيرالخدمات .. وليس مقبولا أن تظهر دعوات بالإمتناع عن سداد الفواتير سواء في الكمبوندات أو الأحياء الشعبيه لاننا سنكون الخاسر الأكبر .. وليس مقبولا أن ننهزم أمام موجة غلاء هبت علينا .. صحيح ان الأمر يتطلب وقفه من الحكومه لإعادة تقييم السياسات  .. لكن هذا لا يعني ان نهدم كل شئ .. علينا أن نحافظ علي ما بين أيدينا .. وعلي المجموعه الإقتصاديه إما أن تتحرك وتضع رؤيه إقتصاديه واضحه لمحاصرة الغلاء أو ترحل وتترك المسئوليه لآخرين قادرين علي مواجهة الأزمات .