رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موروثات بالية ومفاهيم خاطئة

جريدة الدستور

بداية لن أكتب كصحفي يبرز مواهبه في الكتابة، بقدر ما سأكتب كطالب ثانوية عامة مضى على تخرجه منها عقد من الزمان أو أكثر، وأصدقكم القول حين أقول لكم إنني لا أستطيع أن أكظم غيظي لما أراه اليوم من مذابح وصلت حد الانتحار للطلاب بسبب نتيجة الثانوية العامة، والتي قد أثارت حزني على أجيال كاملة تموت بسبب "موروثات بالية ومفاهيم خاطئة"، تربى عليها الجميع، إلا من رحم ربي، لقد تم اختزال النجاح والتفوق في كون الطالب طبيبًا أو مهندسًا وفقط... وما دون ذلك فهو الفشل بعينه.
أجيال كاملة قتلت مواهبها، وقتلت طموحاتها، ولم يعرف الحلم طريقًا إليها، ولم يعرفوا أيضًا كيف يكون الحلم، أو الطريق إليه، بسبب التنشئة الخاطئة، من خلال ترسيخ تلك المفاهيم البالية، والتي تحتاج إلى ثورة تسحقها سحقًا، كما سحقت وقتلت معظمنا قبل أن نبدأ الحياة، فشل الكثير دون أن يفشل، أو بمعنى أدق تم إفشاله.
الحق والحق أقول لكم إننا نعيش أزهى عصور التخلف الفكري والثقافي في شتى مناحي الحياة، حتى أننا وصلنا إلى القاع وبالرغم من ذلك ما زلنا نحفر.
والآن وبعد فوات أيام البعض منا... أدرك أن النجاح في شتى مناحي الحياة، وغير مرتبط بدخول كلية بعينها، ويعيش البعض منا الآن مرحلة "البين بين" وصراع مستعر مع الحياة، فبعد أن تعرف على مواهبه وقدراته الكامنة ويريد تحقيقها، وما بين صراعات الحياة التي لا تهدأ أو تنتهي.
فهل نستوعب الدرس؟؟؟ ونحمي أبناءنا وإخواننا من الطلبة، وغيرهم، من هذه الموروثات البالية والمفاهيم الخاطئة، أم أننا سنظل في غيابات الجب نسير دون وعي أو فهم منا؟!!!
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء...