رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبو الغيط: ضرورة تكثيف العمل العربي لتصويب الأوضاع

ابو الغيط
ابو الغيط

أكد الأمين العام لجامعة الدولة العربية - في كلمته خلال افتتاح القمة العربية بدورتها الـ 27 - على أن اليقظة لما يجري في منطقتنا واجب علينا جميعا، لأننا نحن المعنين بمصيرنا وبمستقبل أوطننا قبل أي طرف آخر وبالتالي فإن العمل على وقف التدهور والتفكك الحاصل في عدد من البلدان العربية يجب ألا يترك مصيره لغيرنا ، مشددا على ضرورة تكثيف العمل العربي لتصويب الأوضاع واستعادة المبادرة والفعل في القرار العربي .

وأضاف أن هناك حاجة لإعادة النظر في أساليب معالجة بعض الأزمات العربية بعد أن نتج عن تطورات عديدة خلال السنوات الماضية تقليص دور الجامعة في معاجلة تلك الأزمات .

ولفت أبو الغيط إلى أن الأمة العربية تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب ، وهو الآفة اللعينة التى انتشرت بشكل غير مسبوق وتضرب بلا هوادة في داخل مجتمعاتنا ، معربا عن ثقته بأن الانتصار في الحرب على الإرهاب والتطرف يتطلب وضع الآليات والأساليب الكفيلة بتنفيذ القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة في سبتمبر 2014 وهو ما يتطلب تطوير الاتفاقيات والالتزامات الخاصة بالتعاون العربي وتعبئة الجهود العربية لقيادة تحرك إقليمي ودولي للقضاء على الإرهاب الذي اتخذ من عالمنا العربي أساسا ومسرحا لعمليته التدميرية والإجرامية حيث يهدد المقومات الوطنية ويشوه عقيدة الإسلام السمحة .

وتابع أن تسوية الأزمات سياسيا وإعادة الاستقرار للمناطق المضطربة سيساهم لا محالة في تجفيف منابع الإرهاب ومستنقعاته ومصادر تفريغ تنظيماته الهدامة لكل مظاهر الحياة واستقرار المجتمعات العربية .

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والأراضي العربية الأخرى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، ستبقى في صدر أولويات العمل العربي السياسي الجامعي.

وأشار إلى أن الأوضاع التى شهدتها القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة والمواقف الإسرائيلية شديدة التعنت والصلف .. لافتا إلى أنها تتطلب مناهج سياسية جديدة خلاقة وجادة تحقق لنا تعديل المعادلة الدولية المختلة في التعامل مع مقتضيات تحقيق السلام الدائم والعادل .

وأشار إلى أن الاتجاه نحو بلورة مشروع عربي متكامل يكون للجامعة دور رائد في تجميع الإيرادات العربية حوله يتطلب الاستمرار في كل ما من شأنه بناء مجتمع عربي متماسك ومواكبة العصر ...مجتمعات تعز بماضيها دون أن تدعه يكبل حاضرها أو مستقبلها وتنظر للأمام بثقة لتبني مستقبلا واعدا لشبابها .

وأوضح أن استقرار الدول العربية وتعبئة قدراتها والحفاظ على أمنها يمثل الركيزة لإطلاق مشاريع التنمية ، كما يرتبط بذلك السعي لإيجاد مناخ استقرار إقليمى يقوم على أساس من احترام مبادىء حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والتفاعل مع المتغيرات بما يحفظ المصالح العربية في المقام الأول .

ونوه بأنه يجب مراجعة المشاريع الاقتصادية العربية التكاملية المتعثرة حاليا ، بدءا بكيفية انتهاء المنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيدا للدخول في مرحلة الاتحاد الجمركي العربي ، ووصولا إلى تنفيذ بقية المشاريع الحيوية بين الدول العربية في مجال النقل البري والبحري والربط الكهربائي ، واستراتيجية تشجيع الاستثمارات في المنطقة العربية ومشروع الأمن الغذائي العربي وكذلك السياسيات الاجتماعية التى تتصدرها قضايا خفض الفقر وتمكين المرأة والشباب وحماية الطفولة وصيانة حقوق الإنسان وغيرها من القضايا التى أقرتها القمم المتوالية .

ودعا الدول العربية إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2000 / 15 ، 2000 / 30 وتقديم تقرير دورية عن التقدم المحرز حولها ، مقترحا وضع آلية عربية تنسقية لمتابعة هذا الموضع الهام .

وأعرب الأمين العام لجامعة الدولة العربية عن تمنيه بالتوفيق لأعضاء الجامعة العربية في الأعمال القادمة وتلك المرحلة الحرجة ، وأن يحيل شعار الأمل الذي تعقد هذه القمة تحت مظلته إلى واقع حقيقي ملموس تستطيع جماهير أمتنا ، أن تعيشه وتتفاءل به .