رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توابع "البنيان المرصوص" تهدد مصر.. تقرير سري بمجلس الأمن يحذر من كارثة إرهابية بالقاهرة.. الأمم المتحدة تكشف تمويل "أنصار بيت المقدس" من ليبيا

جريدة الدستور

*مخاوف من تمدد داعش واختراقه للدول المجاورة بعد طرده من مدينة سرت
* 3 دول إقليمية تمد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح هي قطر وتركيا والسودان
***
تحرير مدينة سرت الليبية، من قبضة "داعش"، بات قريبًا، لكن هذا قد يدفع كثير من المقاتلين إلى الفرار جنوبًا وغربًا وإلى تونس، وينذر بحالة قلق في عدد من الدول المجاورة في المستقبل القريب.

هكذا حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، خلال تقريره السري الذي أرسله إلى مجلس الأمن، من خطر حقيقي يهدد الأمن القومي لدول شمال أفريقيا وفي مقدمتها مصر، كما حذر من تكرار ما حدث في الفلوجة، حيث تمدد التنظيم ونفذ تفجيرات في الدول المحيطة، مثل الأردن ولبنان.

إعادة الانتشار
وسجّل "بان" مخاوفه من أن تؤدي الضغوط التي تُمارَس على تنظيم داعش في ليبيا، ونجاح عملية "البنيان المرصوص"، التي تشنها القوات الليبية على التنظيم الإرهابي، إلى نقل مواقعه وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارًا جغرافيًا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة، وشن المزيد من الهجمات الإرهابية على نطاق واسع في تونس والقاهرة وأماكن أخرى.

وبحسب التقرير فإن هناك بين ألفين و 5 آلاف مسلح من داعش، ينحدرون من ليبيا وتونس والجزائر ومصر، وكذلك من مالي والمغرب وموريتانيا، مشيرًا إلى أن عشرات المقاتلين التونسيين عادوا إلى بلادهم وفي نيتهم تنفيذ اعتداءات، كما أكد أن أموالا من ليبيا يتم إرسالها إلى جماعة "أنصار بيت المقدس" الناشطة في سيناء والتي أعلنت ولاءها للتنظيم.

الاتجاه للجنوب
ويؤكد كامل عبد الله، المتخصص بالشأن الليبي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن خروج الجماعات المسلحة من سرت لا يقتصر على الدول العربية المجاورة، بل قد تذهب هذه الجماعات إلى جنوب ليبيا حيث لا توجد أي قوى عسكرية ليبية، كما أن الفراغ الأمني هناك يجعلها مرشحة بقوة لاستقبال المزيد من الجماعات الإرهابية.

وتابع عبد الله في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك مخاوف، ليس فقط من خروج العناصر المسلحة إلى البلاد المجاورة لليبيا، بل هناك مخاوف دولية من نفاد مخزون السلاح الذي مونت به القوى الدولية القوات في ليبيا، لافتا إلى أن التنظيم بدأ في إعداد نفسه للانتقال للجنوب، في ظل الغياب التام للدولة الليبية بالجنوب، حيث إن الجهات الحاكمة مهتمة بالصراع في الشمال بصورة أكبر.

فيما قال عبد الباسط بن هامل، المحلل السياسي المختص بالشأن الليبي، إن انتقال عناصر داعش من سرت، يعنى أنها لو انتقلت سوف تذهب إلى مكان أكثر فوضى، مؤكدا أن هناك دولا ترعى الإرهاب لا يمكن أن ينتقل التنظيم إليها.

30 مليون قطعة سلاح
وأكد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه نتيجة عدم وجود قوة عسكرية موحدة في ليبيا، وعدم وجود دعم دولي حقيقي للتخلص من عناصر التنظيم في ليبيا، جعل من ليبيا بيئة حاضنة للإرهاب، فإن خرج التنظيم من ليبيا سيتجه إلى دول أخرى لكن من المرجح أن ينتقل إلى الداخل الليبي، حيث يتواجد في ليبيا أكثر من 30 مليون قطعة سلاح، إضافة إلى تشكيلة جماعات إرهابية متنوعة منها من تعلن عن نفسها ومنها من هي متخفية في الداخل الليبي.

ومن جانبه قال الخبير في الشأن الليبي دكتور محمد الزبيدي، إن من جاء بالتنظيمات الإرهابية إلى ليبيا، على المستوى الدولى هو تدخل حلف الشمال الأطلسي في ليبيا مخالفا جميع المعاير الدولية لاستخدام القوى العسكرية في البلاد، وعلى المستوى الإقليمي 3 دول إقليمية هي تركيا التى تمد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح وقطر والسودان من خلال المعابر.

الأمن القومي المصري
وتابع الزبيدي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن أكبر متضرر من خروج الجماعات الإرهابية من ليبيا هي مصر حيث إنه لابد وأن يتأثر الأمن القومي المصري بالجماعات الإرهابية، حيث أنها باتت محط أنظار الجماعات الإرهابية ، وذلك لان تركيا تريد ضرب الدولة المصرية من خلال الجماعات المسلحة فى ليبيا، أو من خلال الجماعات الموجودة في سيناء التى يمولها داعش.

وأضاف أن ليبيا لم يكن بها أى شكل من أشكال الدولة الحديثة، فلا بها أجهزة أمنية ولا قضائية، لذلك خروج الجامعات المسلحة منها إلى يتجه إلى تونس خاصة أن جميع الحوادث الإرهابية التى وقعت فى تونس كانت من خلال عبور جماعات مسلحة من حدود ليبيا إليها، أهمها معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس.

وأوضح أن الجزائري مختار بن مختار زعيم جماعة "المرابطون" الإرهابية المتواجدة في منطقة الساحل ينتقل بسهولة إلى ليبيا، كما أن "إياد آغ غالي"، زعيم جماعة "أنصار الشريعة"، الإرهابية المالية يمتلك قاعدة في جنوب ليبيا، مضيفا أن هناك تنسيقًا بين جماعة بوكوحرام في مالي، وبين الجماعات الإرهابية في ليبيا.

واختتم بأن "سرت" نقطة في بحر، فإن حُررت سرت من خطر الإرهاب، فما بال بقية الدولة، إذ مازلت المجاميع الإرهابية تتوغل بشكل كبير في ليبيا واستولت على قرى غرب بنغازى، وستفرض نفسها على الدول المجاورة.