رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وأكملوا حياتهم بسفك دمائهم


يوجد أبرار عاشوا حياتهم فى محبة لله ومحبة للآخرين، فى عبادة صادقة لله وخدمة حقيقية للآخرين، فى حياة بذل وعطاء بلا حدود للجميع دون تمييز. هؤلاء أكملوا حياتهم على الأرض بسفك دمائهم على يد مجموعة من المرتزقة وسافكى الدماء وأعداء للبشرية. قتلوا كاهناً تقياً فى العريش، واعتدوا بالقتل على فتاة فى سوهاج تبلغ من العمر 15 عاماً ابنة كاهن، وذبحوا شاباً صيدلياًفى طنطا، وقتلوا راهبة من دير القديس مارجرجس بمصر القديمة كانت فى طريقها مع اثنتين أخريين من الراهبات إلى مزرعة الدير بمنطقة الخطاطبة!! المئات من مسلمى قرية كوم اللوفى بسمالوط بالمنيا هاجموا بيوت الأقباط بحجة أن الأقباط يحاولون بناء كنيسة مما أدى إلى حرق أربعة منازل للأقباط وقاموا بعد ذلك بخطف فتاة قبطية تبلغ من العمر 18 عاماً لإجبار الأقباط على قبول الصلح العرفى!! قتل قس بالعريش!! قيام شاب مسلم بطعن سيدتين قبطيتين بالزقازيق أمام الكنيسة وصوت هتافات إسلامية أطلقها الشاب!! الهجوم على عائلة اثنين من كهنة بالمنيا ومقتل شقيق كاهن وإصابة ثلاثة آخرين بطعنات نافذة!! ماذا فعل هؤلاء سوى أنهم أقباط!! نعم أنهم أقباط. ومن المؤسف أن التقارير التى تصدر تقول إن المعتدين متخلفون عقلياً!!

أين الأمن فى الدولة؟ أين الكنيسة التى عجز أساقفتها – فى اجتماعهم الأخير فى شهر يونيه 2016 – أن يصدروا بياناً بالأحداث المؤلمة التى تحدث للأقباط؟ أين بطريرك الكنيسة الذى كان يجب أن يصطحب وفداً من المطارنة والأساقفة الذين لديهم شجاعة ويتوجهوا إلى مقر رئاسة الجمهورية لتقديم أعتراض على ما يحدث للأقباط ويطالبوا بتحقيق أمنى فيما يحدث وتقديم المقصرين من رجال الأمن للعدالة الفورية؟ لكنهم جميعاً أخفقوا فى مسئولياتهم، لذلك فدينونتهم أمام الله سوف تكون شديدة. لقد فقد الأقباط الثقة فى الحكومة والكنيسة!! حتى الكنيسة بعد أن أعلنت لا للصالح العرفى وجلسات المصاطب تراجعت عن رأيها لأسباب كلنا نعلمها مسبقاً. للأسف لا يوجد كبير للأقباط ليتكلم عنهم بشجاعة!!

فى عام 1965 حدث أن تم إغلاق كنيسة للقديس مارجرجس بمنطقة حلوان لأن صوت جرس الكنيسة كان يزعج أذن زوجة أحد رجال مجلس قيادة الثورة. فما كان من الأنبا صموئيل «أسقف الخدمات العامة والاجتماعية وأستشهد فى حادث منصة 1981» أن توجه وأقام الصلاة فى الطريق أمام الكنيسة المغلقة!! لأنه كان أسقف شجاعاً. ليس هذا فحسب بل إن البطريرك الشجاع البابا كيرلس السادس «1959 – 1971» البطريرك 116 اصطحب وفداً من المطارنة والأساقفة الأفاضل وتوجهوا إلى منزل الرئيس جمال عبد الناصر بمنشية البكرى وعرضوا عليه المشكلة. ولم يكن الرئيس يعلم بتلك الواقعة. وعلى الفور قرر فتح الكنيسة كما عرض على البابا كيرلس فكرة إقامة أكبر كاتدرائية فى الشرق تليق باسم الكنيسة القبطية. للأسف الشديد كانت الكنيسة القبطية موضع اهتمام وتقدير العالم كله. لكن الآن الأمور تغيرت!!

أتوقع من الرئيس السيسى أن يراجع بدقة – وبحاسة أحد رجال المخابرات المصرية – على الوضع الأمنى فى البلد. مصر تواجه حرباً قذرة والأقباط هم الضحية!! متى نوقف هذا المسلسل البغيض دون استخدام للكلمات الرنانة والخطب التى شبعنا منها والتى لا تثمر بأى نتائج إيجابية!! متى سنتحرك؟ متى سيلتحف أساقفة الكنيسة بالشجاعة عوضاً عن البحث عن المصالح الشخصية؟ إننا أمة فى خطر.

 عضو المجمع العلمى المصرى