وأكملوا حياتهم بسفك دمائهم
أين الأمن فى الدولة؟ أين الكنيسة التى عجز أساقفتها – فى اجتماعهم الأخير فى شهر يونيه 2016 – أن يصدروا بياناً بالأحداث المؤلمة التى تحدث للأقباط؟ أين بطريرك الكنيسة الذى كان يجب أن يصطحب وفداً من المطارنة والأساقفة الذين لديهم شجاعة ويتوجهوا إلى مقر رئاسة الجمهورية لتقديم أعتراض على ما يحدث للأقباط ويطالبوا بتحقيق أمنى فيما يحدث وتقديم المقصرين من رجال الأمن للعدالة الفورية؟ لكنهم جميعاً أخفقوا فى مسئولياتهم، لذلك فدينونتهم أمام الله سوف تكون شديدة. لقد فقد الأقباط الثقة فى الحكومة والكنيسة!! حتى الكنيسة بعد أن أعلنت لا للصالح العرفى وجلسات المصاطب تراجعت عن رأيها لأسباب كلنا نعلمها مسبقاً. للأسف لا يوجد كبير للأقباط ليتكلم عنهم بشجاعة!!
فى عام 1965 حدث أن تم إغلاق كنيسة للقديس مارجرجس بمنطقة حلوان لأن صوت جرس الكنيسة كان يزعج أذن زوجة أحد رجال مجلس قيادة الثورة. فما كان من الأنبا صموئيل «أسقف الخدمات العامة والاجتماعية وأستشهد فى حادث منصة 1981» أن توجه وأقام الصلاة فى الطريق أمام الكنيسة المغلقة!! لأنه كان أسقف شجاعاً. ليس هذا فحسب بل إن البطريرك الشجاع البابا كيرلس السادس «1959 – 1971» البطريرك 116 اصطحب وفداً من المطارنة والأساقفة الأفاضل وتوجهوا إلى منزل الرئيس جمال عبد الناصر بمنشية البكرى وعرضوا عليه المشكلة. ولم يكن الرئيس يعلم بتلك الواقعة. وعلى الفور قرر فتح الكنيسة كما عرض على البابا كيرلس فكرة إقامة أكبر كاتدرائية فى الشرق تليق باسم الكنيسة القبطية. للأسف الشديد كانت الكنيسة القبطية موضع اهتمام وتقدير العالم كله. لكن الآن الأمور تغيرت!!
أتوقع من الرئيس السيسى أن يراجع بدقة – وبحاسة أحد رجال المخابرات المصرية – على الوضع الأمنى فى البلد. مصر تواجه حرباً قذرة والأقباط هم الضحية!! متى نوقف هذا المسلسل البغيض دون استخدام للكلمات الرنانة والخطب التى شبعنا منها والتى لا تثمر بأى نتائج إيجابية!! متى سنتحرك؟ متى سيلتحف أساقفة الكنيسة بالشجاعة عوضاً عن البحث عن المصالح الشخصية؟ إننا أمة فى خطر.
■ عضو المجمع العلمى المصرى