الدعارة الجنسية ودعم الشرعية يُشعلان حربًا بين توكل كرمان والصحف السعودية.. إعلام المملكة يصفها بـ«الطائشة».. والناشطة اليمنية ترد: «شر البلية ما يُضحك»
حرب من التصريحات والإتهامات، نشبت بين إعلام المملكة العربية السعودية، والناشطة اليمنية توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، بعدما آثارت الأخيرة الجدل عبر حسابها على موقع التدوين المصغر "تويتر".
«الوئام تتهم كرمان»
البداية كانت عند صحيفة الوئام السعودية، من خلال تقرير لها جاء تحت عنوان: "توكل كرمان تفضل حسابات إباحية على تويتر"، ذكرت فيه إن حساب الناشطة اليمنية يتابع الكثير من الصفحات والحسابات الإباحية التي تدعو للدعارة الجنسية.
ودعمت الصحيفة تقريرها بالصور من داخل حساب اليمنية، التي تظهر تفضيلها لتغريدات بعض الحسابات الإباحية، وإعادة نشرها من جديد على حسابها الخاص، ناقلة استنكار الكثير من متابعو كرمان.
«عكاظ تدخل على خط الأزمة»
ثم دخلت على خط الأزمة صحيفة عكاظ التي تداولت الخبر من الوئام السعودية، مهاجمة إياها في تقرير لها بعنوان: "كرمان الطائشة تطعن الشرعية وتدعم الانقلابيين"؛ بسبب تغريدة للناشطة اليمنية التي انتقدت فيها أوضاع الجرحى وإهمالهم في تعز .
وأفردت التقرير للحديث عن حياة الناشطة، وتحولاتها السياسية من الشرعية في اليمن، مؤكدة أنها أثبتت دعمها للانقلاب خلال محاولتها المستمرة للنيل من الشرعية والتحالف العربي، الذي يسعى إلى إنقاذ اليمن من الحرب الدائرة به.
وأشارت إلى أن كرمان تابعت في تغريداتها المواقع الإباحية، وانتقدت الشرعية اليمنية، والتحالف العربي اللذين ساهما في إرساء الأمن في اليمن في رسالة واضحة لدعمها للحوثي والمخلوع صالح.
وتابعت الصحيفة: "توكل الطائشة التي كانت بالأمس داعمة للتحالف العربي والشرعية وسرعان ما غيرت مواقفها، وأظهرت حقيقتها لمختلف شرائح المجتمع اليمني، بدعمها للحوثي والرئيس المخلوع، بدلًا من أن تعمل علي التعريف بجرائم الحوثي، والمخلوع وتوظيف علاقاتها الدولية".
ولفتت الصحيفة إلى أن كرمان كان لها جهود داخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الميليشيات الحوثية والدول الداعمة لها بتحمل مسؤولياتها في علاج وتعويض ضحايا هجماتها العشوائية على المدنيين، ودأبت في الوقت ذاته علي توجيه خنجرها نحو الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
وأكدت أن اليمنية، توكل كرمان ترتبط مع الرئيس المخلوع والحوثيين بعلاقة وطيدة منذ سنوات، برزت في أحداث 2011 ، مشيرة إلى أنها كانت تقف وراء إدخال الحوثيين إلى صنعاء على أنهم ثوار ومنحهم مخيمات أطلقت عليها حينها بمخيمات الصمود.
وأوضحت أن هذه العلاقة ازدهرت بعد سيطرة الميليشيات الانقلابية على صنعاء، وقيام الحوثيين بإجبار أنصار المخلوع بإعادة منزل توكل، عبر الوسيط والقيادي الحوثي علي البخيتي في أواخر سبتمبر 2014.
«كرمان ترد»
وجاء الدور بعد هذا الخضم الهائل من الهجوم، على الناشطة اليمنية، التي ردت بدورها على سيل الاتهامات الذي وجهها إعلام المملكة إليها، عبر حسابها على "تويتر"، حيث نشرت تقرير عكاظ وعلقت عليه قائلة: "صنعت علي صالح في حين ثرت مع رفاقي عليه، وحاورت وتحاور الحوثي سرًا وعلانية وتتهمني بالتحالف معه، حقًا.. شر البلية مايضحك".
وآثار هجوم عكاظ على الناشطة اليمنية، حفيظة الكثيرون من الكتاب والإعلاميين اليمنيين، فقال سعيد ثابت مدير مكتب قناة الجزيرة باليمن تعليقًا على هجوم عكاظ: "سمج وأبيخ نكتة تلك التي نشرتها عكاظ أن توكل كرمان تساند الانقلابيين وتطعن الشرعية، وتدعم الدعارة الجنسية".
وعلق الكاتب والشاعر اليمني، منصور راجح، على الأمر بقوله: "توكل كرمان خط أحمر"، مؤكدًا أن قيمة كرمان في ذاتها، وأنها ثائرة يمنية بل قائدة الثورة اليمنية، وعضويتها في مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح يحسب لها لا عليها.
«توكل كرمان في سطور»
وتحسب كرمان على النشطاء اليمنيين، الذين ذاع صيتهم خلال ثورات الربيع العربي عام 2011، حيث ترأست في البداية منظمة صحفيات بلا قيود، وشاركت في الكثير من البرامج والمؤتمرات خارج اليمن حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد.
حازت على جائزة نوبل للسلام، بسبب ما سُمي بنضالها السلمي لحماية السلام، ثم غادرت بلادها واستقرت في الخارج، مُتنقلة من بلد إلى آخر؛ بسبب آرائها المتباينة، التي عُرفت بتأيدها لجماعة الإخوان، وتنديدها بأحكام الإعدام التي طالتهم خلال الفترة الماضية.