رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدعارة الجنسية ودعم الشرعية يُشعلان حربًا بين توكل كرمان والصحف السعودية.. إعلام المملكة يصفها ‏بـ«الطائشة».. والناشطة اليمنية ترد: «شر البلية ما يُضحك»

جريدة الدستور

حرب من التصريحات والإتهامات، نشبت بين إعلام المملكة العربية السعودية، والناشطة اليمنية توكل ‏كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، بعدما آثارت الأخيرة الجدل عبر حسابها على موقع التدوين المصغر "تويتر".‏

‏«الوئام تتهم كرمان»‏

البداية كانت عند صحيفة الوئام السعودية، من خلال تقرير لها جاء تحت عنوان: "توكل كرمان تفضل ‏حسابات إباحية على تويتر"، ذكرت فيه إن حساب الناشطة اليمنية يتابع الكثير من الصفحات والحسابات ‏الإباحية التي تدعو للدعارة الجنسية.‏

ودعمت الصحيفة تقريرها بالصور من داخل حساب اليمنية، التي تظهر تفضيلها لتغريدات بعض ‏الحسابات الإباحية، وإعادة نشرها من جديد على حسابها الخاص، ناقلة استنكار الكثير من متابعو كرمان.‏

‏«عكاظ تدخل على خط الأزمة»‏

ثم دخلت على خط الأزمة صحيفة عكاظ التي تداولت الخبر من الوئام السعودية، مهاجمة إياها في تقرير ‏لها بعنوان: "كرمان الطائشة تطعن الشرعية وتدعم الانقلابيين"؛ بسبب تغريدة للناشطة اليمنية التي ‏انتقدت فيها أوضاع الجرحى وإهمالهم في تعز‎ .‎

‏وأفردت التقرير للحديث عن حياة الناشطة، وتحولاتها السياسية من الشرعية في اليمن، مؤكدة أنها ‏أثبتت دعمها للانقلاب خلال محاولتها المستمرة للنيل من الشرعية والتحالف العربي، الذي يسعى إلى إنقاذ ‏اليمن من الحرب الدائرة به.‏

وأشارت إلى أن كرمان تابعت في تغريداتها المواقع الإباحية، وانتقدت الشرعية اليمنية، والتحالف العربي ‏اللذين ساهما في إرساء الأمن في اليمن في رسالة واضحة لدعمها للحوثي والمخلوع صالح.‏

وتابعت الصحيفة: "توكل الطائشة التي كانت بالأمس داعمة للتحالف العربي والشرعية وسرعان ما ‏غيرت مواقفها، وأظهرت حقيقتها لمختلف شرائح المجتمع اليمني، بدعمها للحوثي والرئيس المخلوع، ‏بدلًا من أن تعمل علي التعريف بجرائم الحوثي، والمخلوع وتوظيف علاقاتها الدولية".‏

ولفتت الصحيفة إلى أن كرمان كان لها جهود داخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على ‏الميليشيات الحوثية والدول الداعمة لها بتحمل مسؤولياتها في علاج وتعويض ضحايا هجماتها العشوائية ‏على المدنيين، ودأبت في الوقت ذاته علي توجيه خنجرها نحو الحكومة الشرعية والتحالف العربي.‏

وأكدت أن اليمنية، توكل كرمان ترتبط مع الرئيس المخلوع والحوثيين بعلاقة وطيدة منذ سنوات، برزت ‏في أحداث 2011 ، مشيرة إلى أنها كانت تقف وراء إدخال الحوثيين إلى صنعاء على أنهم ثوار ومنحهم ‏مخيمات أطلقت عليها حينها بمخيمات الصمود.‏

وأوضحت أن هذه العلاقة ازدهرت بعد سيطرة الميليشيات الانقلابية على صنعاء، وقيام الحوثيين بإجبار ‏أنصار المخلوع بإعادة منزل توكل، عبر الوسيط والقيادي الحوثي علي البخيتي في أواخر سبتمبر 2014.‏

«كرمان ترد»‏

وجاء الدور بعد هذا الخضم الهائل من الهجوم، على الناشطة اليمنية، التي ردت بدورها على سيل ‏الاتهامات الذي وجهها إعلام المملكة إليها، عبر حسابها على "تويتر"، حيث نشرت تقرير عكاظ وعلقت ‏عليه قائلة: "صنعت علي صالح في حين ثرت مع رفاقي عليه، وحاورت وتحاور الحوثي سرًا وعلانية ‏وتتهمني بالتحالف معه، حقًا.. شر البلية مايضحك".‏

وآثار هجوم عكاظ على الناشطة اليمنية، حفيظة الكثيرون من الكتاب والإعلاميين اليمنيين، فقال سعيد ‏ثابت مدير مكتب قناة الجزيرة باليمن تعليقًا على هجوم عكاظ: "سمج وأبيخ نكتة تلك التي نشرتها عكاظ ‏أن توكل كرمان تساند الانقلابيين وتطعن الشرعية، وتدعم الدعارة الجنسية". ‏

وعلق الكاتب والشاعر اليمني، منصور راجح، على الأمر بقوله: "توكل كرمان خط أحمر"، مؤكدًا أن ‏قيمة كرمان في ذاتها، وأنها ثائرة يمنية بل قائدة الثورة اليمنية، وعضويتها في مجلس شورى حزب ‏التجمع اليمني للإصلاح يحسب لها لا عليها.‏

«توكل كرمان في سطور»

وتحسب كرمان على النشطاء اليمنيين، الذين ذاع صيتهم خلال ثورات الربيع العربي عام 2011، حيث ‏ترأست في البداية منظمة صحفيات بلا قيود، وشاركت في الكثير من البرامج والمؤتمرات خارج اليمن ‏حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد.‏

حازت على جائزة نوبل للسلام، بسبب ما سُمي بنضالها السلمي لحماية السلام، ثم غادرت بلادها واستقرت ‏في الخارج، مُتنقلة من بلد إلى آخر؛ بسبب آرائها المتباينة، التي عُرفت بتأيدها لجماعة الإخوان، وتنديدها ‏بأحكام الإعدام التي طالتهم خلال الفترة الماضية.‏