رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الصيد في الماء العكر".. أقباط المهجر يصعدون ضد مصر أمام البيت الأبيض.. ونواب يحذرون من محاولة الاستقواء بالخارج

جريدة الدستور

لم تمض سوي أيام قليلة على الأحداث الطائفية التي شهدتها محافظة المنيا حتي ترددت أصدائها دوليًا، إثر دعوة مشبوهه أطلقتها أحد المنظمات القبطية للتظاهر أمام البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية.

ودفعت أحداث اعنف بين أقباط ومسلمين بقرية أبو يعقوب، التابعة لمركز المنيا، منظمة التضامن القبطي لإطلاق دعوتها أقباط المهجر بالولايات المتحدة للتظاهر أمام مقر البيت الأبيض الثلاثاء المقبل، للتنديد بما وصفته بالتواطؤ الحكومة في الإعتداءات اليومية والإضطهاد الواقع علي الأقباط في مصر.

وقال مجدي خليل، عضو منظمة التضامن القبطى: "إن مسئولية الدولة الرئيسية هى حماية مواطنيها، خاصة الاقليات غير المسلمة، التى تحتاج إلى حماية ورعاية خاصة، نظرا لتوحش التطرف الإسلامى فى مصر والشرق الأوسط فى الوقت الراهن".

وأثارت الدعوة تحفظات وانتقادات عديدة، جاء على رأسها الكنيسة المصرية، والتي رفضت التصعيد الدولي للأحداث المحلية إلى جانب هجوم أعضاء مجلس النواب والشخصيات العامة على الداعين لهذه التظاهرة.

فمن جانبه، قال النائب ثروت بخيت عيسى تعلب، إن كافة الأوضاع والتجاوزات التي تحدث بين أبناء الوطن شأن مصري داخلي وستحل من خلال بيت العائلة، محذرًا من تداعيات الإستقواء بالخارج من فرض حصار إقتصادي علي مصر قد يضر بمسيرة الوطن والحكومة نحو التنمية".

وأضاف تعلب، في تصريح لـ"الدستور"،:" يجب التريث قليلًا لأن المشاكل في طريقها للحل والمسئولين عن التجاوزات الطائفية يحاكمون بالقانون ولا رجوع للجلسات العرفية، وكل من يخطئ سيحاكم ".

وتابع: "نقدر دور الجاليات المصرية في الخارج، الذين ساهموا في توضيح صورة مصر بعد ثورة 30 يونيو لدى الحكومات الغربية، بعد أن حرر الجيش الشعب من حكم الجماعات الإرهابية، لكن التصعيد ضد الدولة الآن يضر بالقضية ويساهم في تقويض الاقتصاد المصري".

وتوقع عضو مجلس النواب، أن يحد إصدار قانون بناء الكنائس من الأزمة الطائفية وخاصة في محافظات الصعيد حيث يستغل الإخوان والسلفيين أي حدث لإثارة الفتنة، قائلًا: "الأمور زادت عن حدها ولو كان حوكم الذين قاموا بتعرية سيدة الكرم بالمنيا لما تكاثرت الأحداث المتلاحقة حتى الآن ولكن نتعشم خيرًا في علاج الدولة للأزمة".

واتفق معه النائب مجدي ملك مكسموس عبد الملاك، قائلًا:"ما يحدث في مصر هو شأن داخلى وإذا كانت الولايات المتحدة داعمة للأقباط فعلينا أن ننظر ماذا فعلت لمسيحيي العراق وموقفها عندما أحرقت الكنائس عقب فض رابعة والتشدق بهم يضر مصر ولا يفيدها".

وأضاف النائب، في تصريحات خاصة،:" الداعين للتظاهر أمام البيت الأبيض لا يمثلون رأي الكنيسة، حيث سبق وأكد البابا تواضروس أن مصر قادرة على حل مشاكلها الداخلية ويجب أن تقوم الدولة بمسئوليتها، محذرا من مغبة ذلك بما يضر بمصر اقتصاديًا ويتيح الفرصة للولايات المتحدة والغرب فرض عقوبات اقتصادية على بلادنا وهو ما لا يقبله اي وطني".

وأكدت النائبة ميرفت كسان، أنه من غير المقبول تدخل أي دولة في شئوننا الداخلية، قائلة : الاقباط لن يستقووا بالخارج، فلدينا رئيس محل تقدير واحترام من الجميع وقادر علي حل مشكلاتنا".

وأضافت كسان في تصريحات لها، موجهةً رسالة لمنظمة التضامن القبطي،:" أنتم تشعلون نار الفتنة ونحن لا نريد مزايدات من أحد، ولو أنتوا بتحبوا البلد تدخلوا لمساعدتها اقتصاديًا وليس لإشعال الفتنة بها".

وبدوره، أرجع جورج قلادة، رئيس جمعية المصريين فى إيطاليا، تكرار الحوادث الطائفية مؤخرًا إلي ما وصفه بالتساهل في معاقبة المتجاوزين في تلك الأحداث، ما دفعهم إلى ارتكاب المزيد، مشددًا في الوقت ذاته علي رفض التحركات الدولية التي تضر بالقضية .

وطالب الدولة باتخاذ إجراءات فاعلة وعدم دفن الرؤوس بالرمال والتصدي بحزم لمحاولات إثارة الفتنة الطائفية في البلاد، كما يتعين عليها محاسبة المتجاوزين وعدم الاكتفاء بجلسات الصلح العرفية والتي أثبتت فشلها خلال الفترة الماضية ولم توقف سلسال الفتن بالبلاد".

ورفض فادى يوسف، منسق ائتلاف "أقباط مصر"، دعوات التظاهر أمام البيت الابيض، قائلًا:"التدخل الخارجي فى الشئون المصرية مرفوض وتظاهرات البيت الأبيض هي بمثابة محاولة للاستقواء بالخارج".