رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ العريفى.. والخطبة المكتوبة


من الخطب المنبرية الجامعة. لا يمكن أن ننسى خطبة الشيخ محمد العريفى والتى ألقاها على أحد منابر عاصمة المعز عقب ثورة يناير 2011 وكانت بعنوان «فضائل المصريين ومناقبهم». وفى الخطبة جمع الخطيب بالأدلة الثوابت ما قدمه المصريون على مر الزمان وكيف أنهم تبوأوا الريادة والصدارة فى كل مناحى الحياة وفى شتى فروع المعرفة. وكيف أن الله عز وجل تجلى على أرضها مخاطباً نبيه موسى عليه السلام أن أخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى. وسائل الإعلام المصرية والعربية على اختلافها المرئى والمسموع والمكتوب وشبكات التواصل الاجتماعى تبارت فى نقل الخطبة العصماء وانتهوا جميعاً إلى الإشادة بها. وزادوا أنها توجت بقوة الإلقاء وسرعة البديهة. بل منا من حرص على تنقيحها والاستعانة بما ورد فيها وإلقائها بعد ذلك. مع أنها كانت مكتوبة من الألف إلى الياء كما يقولون.وصاغها الخطيب بطريقته وتوجها بالأحداث المتسارعة والمتتالية. والتى ربما غابت على كثير منا. وإن قيل بعد ذلك إنها منتج مصرى لأحد طلاب العلم فى بلاد الحرمين الشريفين. وهذا لا يعنينا فالخطيب أو الداعية مطالب بالبحث والتنقيب والتخديم على فكرته وإن استعان بأفكار من يسكنون فى بلاد الواق واق. ومازال الناس كل الناس العوام والخواص يتحاكون عن خطبة الشيخ العريفى انتقده البعض لمواقفه السياسية التى تقف ضد إرادة المصريين. وهذا أمر يخصه شخصياً فكل منا يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. ستظل أطروحة الخطبة المكتوبة مثاراً للجدل بين فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض. وتلك سنة الله فى الخلق. وفى النهاية يبقى الخلاف المتوج بالأدب وعدم التحقير هو الطريق الأمثل للوقوف على الحقيقة. طواعية حرصت أن أكون فى مقدمة من يؤدون الخطبة المكتوبة بعد أن أعددتها بنفسى وأشهد الله أننى بذلت فى تحضيرها مجهوداً لا يقل عن المرتجلة. وأن جنيت ثمار الوقوف على البدايات والنهايات. والتسلسل فى عرض الأفكار والعناصر. فجاء الموضوع مكتملاً للأركان. وقد شهد بذلك الحضور من أثق فى صراحتهم وإخلاصهم. وعلى الله قصد السبيل.