أسباب أخرى للغش فى الامتحانات
ويصبح الطالب فى واد واسرته فى واد آخر، ناهيك عن الأساليب التعليمية العقيمة المطبقة فى مصر منذ عقود، رغم الأصوات التى ترتفع بين فترة وأخرى من وضع سياسة تعليمية جديدة ومعاصرة وتطوير المنهج التعليمى، وأساليب التدريس، ولكن هذه السياسة لا تنفذ بطريقة سليمة، فبعض المدرسين يذهب إلى المدرسة تأدية واجب، ليجد الفصول خاوية، بعد انصراف معظم الطلاب لتعاطى الدروس الخصوصية فى كل المقررات، وأثناء الأجازة الصيفية والجمع والعطلات، وفى أى وقت من اليوم، منذ الفجر وحتى ظهور فجر اليوم التالى، وللأسف لقد تحولت مراكز الدروس الخصوصية إلى فصول مكدسة بالطلاب ذكورا وأناثا، ويصل استيعاب الفصل أكثر من مائة طالب، ويؤدى المدرس هذه المهمة بجد ونشاط فى تحفيظ وتلقين الطلاب كل المقررات، حتى إن بعض الطلاب يقوم بحفظ خطوات المعادلات الرياضية، والمعروف أن العلوم الهندسية تحتاج إلى إعمال العقل والتفكير.
وهذا ما يفتقده كثير من الطلاب، فى الماضى القريب كان يذهب الطالب إلى المدرسة بنشاط وفرح وسرور، متشوقا للحصول على المعارف الجديدة والمدرس القدوة الحسنة الذى يبذل فوق طاقته لتوصيل المعلومات له، ولا يستريح حتى يتأكد من أن كل طالب قد استوعب الدرس، بعد أن يطرح الأسئلة التى توضح ذلك، ولا أبالغ إذا قلت إنه كان هناك بعض المدرسين يذهبون لبعض الطلاب عند استشعارهم بعدم استيعابهم لنقاط فى المقرر، وكان بعض المدرسين يمنح طلابه من المتفوقين هدايا مدفوعة الأجر من جيبه الخاص رغم قلة ما كان يتقاضاه من مرتب شهرى ويتحمل المشاق للذهاب لتهنئة طلابه المتفوقين، ومع ذلك لم يعطل التعليم يوما فى وقفات احتجاجية للمطالبة برفع أجره.
رغم أن أغلب هؤلاء المحتجين يمارسون اعطاء الدروس الخصوصية وما أدراك ما تكاليف الدروس الخصوصية، ولن يمل كل مخلص لمصر من القول، إننا فى حاجة ماسة إلى إصلاح المناخ التعليمى والمنظومة التعليمية ككل مدرس– منهج- أساليب تدريس متطورة - مكان دراسة جذابة وفصول ومقاعد مريحة. ويحضرنى المثل «ما فيش قطة تهرب من فرح» وقول الشاعر العلم يرفع بيتا لا عماد له.
■ عضو اتحاد المؤرخين العرب