رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهاب يضرب البحرين.. انفجار في منطقة العكر الشرقي واحتمالات لتورط إيران.. ومراقبون: الخلاف الإيراني السعودي وراء الحادث

جريدة الدستور


توترات سياسية واضطرابات أمنية تحيط بمملكة البحرين عقب الانفجارات المدوية التي شهدتها أمس، وسط تكهنات كبيرة إلى احتمالية تورط الجانب الإيراني فيما شهدته المملكة أمس، عقب الأحكام القضائية الصادرة من القضاء البحريني مؤخرًا بحق عدد من رموز الشيعة ، لتنتقل بؤرة الإرهاب وتتحول بصلة العنف إلى دول الخليج، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لباقي دول المنطقة.

وشهدت مملكة البحرين أمس، انفجارًا أودى بحياة مواطنة وأدى إلى إصابة ثلاثة أطفال كانوا برفقتها فى السيارة إثر تعرضهم أثناء مرورهم لشظايا التفجير الإرهابي.

وقالت الشرطة البحرينية فى بيان لها، أن عملًا إرهابيًا وقع مساء أمس الخميس، في منطقة العكر الشرقي، كما أعلنت فتح باب التحقيق فى التفجير لتحديد هوية المتورطين فى ارتكابه والقبض عليهم، مؤكدة أن يد العدالة ستطال المتسببين فى هذا العمل الإجرامى الآثم.

ويأتى ذلك فى أجواء من التوتر الشديد فى البحرين حيث عززت السلطات حملتها ضد مرتكبي أعمال العنف التى تنسبها باستمرار إلى "ارهابين" مدعومين من ايران.

كما شهدت الأسابيع الأخيرة، اجراءات مكثفة من القضاء البحريني بحق متهمين بتنفيذ اعتداءات إرهابية استهدفت الشرطة، وأصدر القضاء البحريني في بداية الأسبوع أحكامًا بالسجن تراوح بين ثلاثة اعوام و15 عاما، وإسقاط الجنسية عن خمسة شيعة متهمين بصلاتهم مع تنظيمات إرهابية علي رأسهم المرجع الشيعي أية الله عيسي قاسم ، بحسب ما أفادت مصادر قضائية.

وأكد الخبراء، تورط الجانب الإيراني إلى حد كبير فيما شهدته البحرين أمس، نظرًا للأطماع الإيرانية بالمملكة فضلًا عن الخلافات الناشبة بينها وبين المملكة العربية السعودية حول البحرين، وأشاروا إلى احتمالية وقوع أحداث مشابهة في دول الخليج.

الدكتور محمد محسن أبو النور، الخبير في الشأن الإيراني، أكد أنه في ظل التشاحن الكبير بين كل من؛ البحرين وإيران والخلاف الناشب بينهما حول حقوق الشيعة فإنه يمكن الإشارة إلى حد كبير بتورط الجانب الإيراني في التفجيرات الأخيرة التي شهدتها مملكة البحرين أمس.

وأشار إلى أن المملكة البحرينية نجحت منذ أسابيع في إحباط محاولات إيرانية لجلب متفجرات إلى المملكة، وبالتالي فإن إشارة أصابع الاتهام إلى إيران تحمل وجاهة كبيرة، لافتًا إلى أن كافة دول الخليج بلا استثناء سوف تشهد سلسلة من تصاعد أعمال العنف من قبل إيران أو تنظيم داعش خاصة في أعقاب إعدام الشيخ نمر النمر في يناير الماضي بالسعودية .

من جانبه قال الدكتور محمد سعيد ادريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الأزمة السياسية بين كل من؛ المملكة البحرينية وإيران بسبب إسقاط الجنسية عن مواطنين شيعة، هي أزمة متصاعدة ومتعددة الأطراف، خاصة بعد إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم أبرز المراجع الدينية الشيعية في المملكة.

وأضاف، أن هناك خلاف سياسي بين البلدين، نظرًا لاعتبار إيران أن نظام الحكم في البحرين نظام غير عادل، مشيرًا إلى أن ثلثي الشعب البحريني شيعة وليسوا قلة، وبالتالي هناك خلافات عديدة داخل النظام البحريني، مشددًا على أنه لن تستقر الأمور في البحرين إلا من خلال تحقيق الوفاق الوطني.

وأوضح إدريس، أن إيران تعمل على إستغلال الوضع في البحرين، وتدعم المعارضة الشيعية هناك، نظرًا لوجود منافسة بينها وبين المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن هذا التنافس هو السبب الرئيسي وراء ما تشهده البحرين اليوم، لافتًا إلى أنه كلما زاد الصراع بينهما زاد الاحتقان داخل المملكة البحرينية.

فيما أكد مصطفى حمزة، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، تورط إيران فيما شهدته البحرين أمس، نظرًا لمطامع القيادات الإيرانية التي تعتبر البحرين جزءًا منها، وبالتالي فإن إنفصال البحرين عن إيران غير شرعي من وجهة نظر الجانب الإيراني.

وتابع، أن تفجيرات البحرين الأخيرة جاءت بوصفها رد فعل إيراني على قمع النظام البحريني لمظاهرات الشيعة بالمملكة، مضيفًا أن القيادات الإيرانية أعلنت دعمها للمعارضة الشيعية، وتعتبر أنه لا يصلح لحكم البحرين إلا الولي الفقيه وبالتالي فإنها لا تعترف بأحكام القضاء البحريني.