«ذراع المرشد على خطى زعماء القاعدة».. محمود عزت يخرج بتسجيل صوتي بعد صمت طويل: «أقوم بأعمال المرشد من داخل مصر».. باحث إسلامي يؤكد: «حيلة جديدة لتشتيت الأجهزة الأمنية»
أين يختبىء "محمود عزت" الرجل الأول في جماعة الإخوان؟.. سؤال حائر ظل يتردد في أوساط الجماعات الإسلامية، منذ عزل الرئيس محمد مرسي حتى الآن، والذي يُعد بمثابة صيد ثمين تبحث عنه أجهزة الأمن الوطني في مصر، بعدما تعمدت جماعة الإخوان إخفاؤه منذ ذلك الحين.
ظهر القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، خلال فترة اختفائه عدة مرات، لعل آخرها، أمس الأربعاء، بعدما بث "عزت" أول رسالة صوتية له، حسم خلالها الجدل حول مكان إقامته، مؤكدًا أنه متواجد داخل مصر، ويباشر مهامه التنظيمية بصفته القائم بأعمال المرشد العام للجماعة.
ودعا في رسالته الصوتية، بمناسبة شهر رمضان عناصر الإخوان إلى الالتزام بثوابت الجماعة، وقرارات مجالسها الشورية، وخياراتها الفقهية، في إطار السياسة الشرعية، الموجودة في وثائق الجماعة، وبياناتها الرسمية.
وقال "عزت": "لا تعتدوا إلا بالتصريحات الرسمية الصادرة عن قيادة الجماعة المتمثلة في المرشد العام والقائم بأعماله في الداخل والأمين العام في الخارج".
وأشار إلى أن هيئات الجماعة تتمثل في مجلس الشورى العام، واللجنة الإدارية المنتخبة المؤقتة برئاسة محمد عبدالرحمن، ثم رابطة الإخوان في الخارج والمتحدثين الرسميين المعتمدين في الداخل والخارج.
وذكر عزت أن المعركة الحالية تمثل حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل، وأنها معركة مستمرة متصلة الحلقات، وإن كانت الحلقة الراهنة من أشدها ضراوة.
"بداية الاختفاء"
منذ اختفاء محمود عزت قبل ثلاث سنوات، سعى التنظيم كل فترة، لإرسال رسائل متضاربة حول مكان تواجده، حيث روجوا في البداية بأن القائم بأعمال المرشد، يتواجد في غزة، ثم لم يلبث التنظيم وزعم أنه هرب بعد فض اعتصام رابعة إلى اليمن ويختبئ هناك.
وفي عام 2014، بدأت جماعة الإخوان وقياداتها في تركيا، التأكيد بأنه هرب عبر منافذ حدودية إلى إسطنبول، وحضر اجتماعات مجلس الشورى الإخوان، وخرج الكثير من قيادات الجماعة يؤكدون أنهم وجدوه يسير في شوارع تركيا.
وفي نفس التوقيت، أكدت قيادات أخرى بالجماعة أن عزت موجود في مصر، ولم يهرب منذ عزل مرسي، وأنه يعقد اجتماعات أسبوعية مع أعضاء مكتب الإرشاد.
"الإخوان تكشف تحركات عزت"
وفي مطلع عام 2015، عاد الحديث مجددًا عن محمود عزت واختفائه، حيث كشفت لجنة توثيق الأحداث داخل الجماعة، تفاصيل تحركات القائم بأعمال المرشد وتواريخ الانتقالات التي قام بها منذ عزل مرسي وحتى الآن.
وكشفت اللجنة، أنه منذ فض إعتصام رابعة، قام"عزت" بالانتقال إلى مكان آمن بمساعدة عناصر الإخوان حفاظًا عليه، ولم يتواصل مع أحد من قيادات الجماعة، مضيفه: "لم نجد أي رد من كل الأطراف حول أسباب رفض محمود عزت مقابلة أعضاء اللجنة الإدارية العليا أو بعض القيادات التي تسعى لحل المشكلة الداخلية".
"عزت يعود للظهور بمقال جديد"
وفي آواخر عام 2015، عاد "عزت" للظهور، عبر مقال له تضمن رسائل لأعضاء الجماعة بثها من خلال موقع "علامات أون لاين" التابع للجماعة، حرض فيها قيادات الجماعة الاستمرار في التظاهر.
وقال عزت في مقاله: "قد يتأخر النصر حتى يتوحد الصف على الأهداف المشتركة، ويدرك الكل قيمة وخطورة جهاده العظيم"، مؤكدًا أن معارضين الجماعة ما هم ألا أعداء، ولا تنازل عن الشرعية.
ودعا قيادات الجماعة إلى محاولة استقطاب بعض الفئات والقوى السياسية قائلًا: "نسعى لاستيعاب كافة الطاقات والكفاءات ونمارس الشراكة الحقيقية فىي العمل الوطنى مع الجميع، ونوسع دائرة التحالف، لاستعادة وحماية الثورة والمسار الديمقراطي".
"عزت.. الناب الأزرق للجماعة"
و"محمود عزت"، هو أحد أخطر الشخصيات الغامضة داخل جماعة الإخوان، حيث وصفته تل أبيب قبل ذلك على لسان موقع "ديبكا" الذي يعد مُقرب من الموساد الإسرائيلي بأنه "مستر إكس الإخوان"، مؤكدًا أنه متواجد في حماية سلطة حماس بقطاع غزة التي هرب إليها بعد عزل مرسي، وذلك في مطلع العام الحالي.
ويحمل "عزت" عددًا من الألقاب في الإعلام الغربي والمحلي، حيث يوصف بأنه: "الناب الأزرق، وثعلب الإخوان، وصقر الإخوان، والمرشد الحقيقي".
شخصية غامضة تجيد التخفي
وعلق هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية على هذه الشخصية الغامضة، مؤكدًا أن عزت مناور جيد، ويجيد تكتيكات الهروب والتخفي، مشيرًا إلى أن رسالته الأخيرة هي إحدى الحيل المعروفة لتشتيت الأجهزة الأمنية وإجهادها، من خلال هدم جزء من تصوراتها السابقة.
وأوضح أنه تأكيد عزت تواجده في مصر، محاولة لرفع الحرج عن حماس وتركيا، بعدما خرجت أنباء عديدة تؤكد تواجده هناك، موضحًا أن هذا الأمر يحول يحول دون مشاريع التقرب مع الدولة المصرية.
وأشار إلى أن إعلان تواجده في مصر، يبعث رسالة بأنه في موضع قوة ومتحكم في إدارة الصراع من داخل ساحته وليس من خارج مصر، ورفع الروح المعنوية لأتباعه، وحثهم على الصمود خاصة أنه يحتاج لذرائع مقنعة للحشد خلال ذكرى ثورة 30 يونيو القادمة.