رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهوية .. لا شرقية ولا غربية .. بقلم محمد مطر

محمد مطر
محمد مطر

مصري الهوية، أدعي أني أجاهد بقلمي في سبيل الحق والحرية وعودة الهوية، مهما أفسد خلافي معك... يبقى للود قضية، ولن أرفع البندقية، فثورتي كانت ولا زالت وستظل تهتف إلى الأبد سلمية، من أجل "عودة الهوية"، وستبقى كلماتي هي سلاحي الأخير، في دولة يعيش الأحياء فيها جثة على الأرض المصرية.

وهكذا صارت حياتي مع كلماتي في حرب مستمرة، محاولات إصلاح تزيد الطين بلة، ثم أمَّل من كل شيء حولي، لأعلن رأيي بأن كل ما يدور حولي هو سخف بالهوية، ثم أختبئ في حضن الصمت، عندما أدرك أن كلماتي لن تُفهم مطلقًا، مهما أطلت الشرح بالأبجدية العربية، ثم أبدأ من جديد في محاولة أخرى لإصلاح محاولات الإصلاح، ثم سؤال يلقى بوجهي عبثًا... كيف أتجرأ وأعلن تمردي وأقول إن كل ما يلتف حولي هو سخف بالهوية؟!!

مظلومة هي تلك الكلمات التي ألقيها على أسماع الموتى، وهي التي أدفع بها كطلقات البندقية، صّوْب إحياء الهوية، وإذا أخطأت، ظُن أن بها عطب ما، دون إدراك أن كلماتي جزء منا، إنها مفردات تحمل أحزاننا وأفراحنا، ألمنا ويأسنا، فهي تعبير عن مقدار الروح فينا، ولأننا موتى الآن، فقد أصبحت كلماتي بلا روح أو أي مشاعر، أقتطعها من قاموس مفرداتنا، لأرصفها بجوار غيرها من الكلمات الميتة، لأخلق منها جسرًا أستخدمه للوصول إلى الآخرين، كي يعلموا معنى الهوية!

هل تعرف ما معنى الهوية؟!