رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

82 شمعة في عمر الإذاعة المصرية.. من "هنا القاهرة" أعلنت الجمهورية وتنحي ناصر.. والبث انقطع 3 مرات في تاريخها

جريدة الدستور

"هنا القاهرة" .. كانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر أثير الإذاعة المصرية في افتتاحها قبل 82 عاما، بصوت الإذاعي أحمد سالم، ليلتف على إثرها المصريون حول "الراديو" في المقاهي والبيوت يتابعون بشغف اللحظات الأولي لميلاد إذاعتهم الوطنية.

بدأت مراسم الاحتفال فى السادسة مساء يوم 31 مايو 1934 حين انطلق صوت المذيع أحمد سالم ليقول هنا القاهرة، ليعقبه الشيخ محمد رفعت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم أطربت كوكب الشرق أم كلثوم جمهورها بمقطع غنائي عبر أثير الإذاعة.

انطلقت الإذاعة في بدايتها بالاتفاق مع شركة ماركوني، إلى أن تم تمصيرها في عام 1947 وإلغاء العقد مع شركة ماركوني، وكان عدد المحطات المنبثقة عنها في بدايتها أربع محطات حتى وصلت الآن إلى عشر محطات.

وكان سعيد باشا لطفي أول من تولى رئاسة الإذاعة في 31 مايو 1934، واستمر في منصبه حتى 22 ديسمبر 1947، ثم تعاقب على المنصب نحو 20 شخصا، آخرهم عبد الرحمن رشاد الذي تولى مهام منصبه في 20 يوليو 2013.

وارتبط المصريون بالإذاعة لدورها في الارتقاء بالذوق العام الذى كان يعاني هبوطا حادا بسبب الإذاعات الأهلية، التي كان يستخدمها البعض لبث رسائل الغرام، والبعض الآخر في الإعلان عن البضائع، حيث تابع من خلال المستعمون أغنيات العمالقة وكذلك الدراما الإذاعية التى أثرت فى وجدان المصريين ونمَّت روح الخيال لدى المستمع، منها على سبيل المثال ريا وسكينة وشىء من العذاب وأنف وثلاث عيون وأرجوك لا تفهمنى بسرعة وأفواه وأرانب وصابرين.

وحظي الإذاعيون أحمد سالم، وأحمد سعيد، و محمد فتحي بشهرة واسعة بين مستمعي الإذاعة في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، كما ارتبطت في الأذهان العديد من البرامج الإذاعية منها: على الناصية، كلمتين وبس، أغرب القضايا.

وفي إشارة رمزية لاهتمام الدولة بالإعلام‮، أقيم أول احتفال بعيد الإذاعة،‮ في‮ 31‮ مايو عام‮ 1991‮ بالقصر الجمهوري بمنطقة مصر الجديدة‮، وشهد أول احتفال بالإذاعة تكريم أربعة من رواد هذا القطاع لتكريمهم،‮ ومنحهم أوسمة،‮ وشمل التكريم بعضاً‮ من رواد قطاع التليفزيون هم‮: سعد لبيب،‮ رئيس برامج التليفزيون،‮ وصلاح زكي،‮ رئيس إدارة الأخبار بالتليفزيون،‮ وجلال معوض،‮ كبير المذيعين بالإذاعة،‮ والسيد الغضبان،‮ مراقب البرامج الثقافية والخاصة بالإذاعة‮.‬

وتحتفظ ذاكرة الإذاعة المصرية بالكثير من الخطابات التاريخية الفاصلة في تاريخ الأمة، والتي أرخت للحظات فارقة في عمر الوطن، من بينها: البيان الأول لثورة 23 يوليو لإلغاء الملكية و إعلان الجمهورية الذي قام بإذاعته البكباشي محمد أنور السادات.

وفي 5 أكتوبر 1961 وجه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر خطاباً‮ إلى الأمة ليعترف بانفصال سوريا وتوجه بأمر مباشر إلى القوات المصرية التي كانت متوجهة إلى اللاذقية بالعودة،‮ كما أمر قوات المظلات المصرية التي هبطت لمنع الانفصال بالاستسلام دون قتال‮.‬

وفي 9 يونيو 1967، ألقى الرئيس عبد الناصر الخطاب الذي هز وجدان المصريين، فيما عرف بخطاب التنحي، قال فيه جملته الشهيرة: "‬لقد قررت أن أتنحى نهائياً‮ عن أي منصب"‮،‮ معلنًا مسئوليته عن النكسة.

يوم‮ 6‮ أكتوبر 3791 بثت الإذاعة المصرية بياناً‮ صادراً‮ عن القوات المسلحة ليعلن بدء حرب أكتوبر مع إسرائيل وتابعت الإذاعة الحرب حتي بثت البيانات العسكرية وانتصارات الجيش المصري‮.‬

وإبان العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف المصرية طوال يومي 2 و 3 نوفمبر، ونجحت إحدى الغارات في تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة صحراء أبي زعبل شمال القاهرة قبل أن يلقي الرئيس المصري عبد الناصر خطبته من فوق منبر الجامع، فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال، و خلال ساعات افتتح راديو دمشق برامجه بعبارة "هنا القاهرة" كرمز للوحدة والوقوف بجانب مصر الشقيقة.

وفي مايو 2015، توقفت بث المحطات الإذاعية المصرية حوالي 20 دقيقة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، ثم انتظم العمل سريعا عقب عودة التيار الكهربائى.

وشهدت الإذاعة واقعة مشابهة في يناير الماضي، إثر انقطاع التيار الكهربائي لمدة 8 ساعات كاملة، إلا أن العمل استمر داخل الإستوديوهات طوال هذه المدة على مولدات الكهرباء، التي أضاءت لمبة واحدة في كل إستوديو، دون أن يؤثر هذا الانقطاع على البث.