رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يحيى قلاش».. الذهب يُمتحن بالنار

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

«أنت بتكلم نقيب الصحفيين مش نقيب عندك في الداخلية» رددها بلهجة حاسمة، رافضًا بشكل قاطع محاولات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية التقليل من أزمة اقتحام نقابة الصحفيين، باعتبار النقابة حصن الحريات الأخير، وقبلة المظلومين من بسطاء الوطن، يحجون إليها لاستعادة حقوقهم المهدرة.

يحيى قلاش المولود عام 1960 بمحافظة المنوفية، انُتخب نقيبا للصحفيين في مارس 2015 بعد اكتساحه لمنافسه ضياء رشوان بفارق يقترب من الألف صوت، ليصبح نقيباً متوجًا على عرش نقابة الصحفيين.

"قلاش" المنتمي مهنيا لمؤسسة دار التحرير، خاض المعترك النقابي الانتخابي منذ ثمانيات القرن الماضي، ويعد أكثر من جلس على مقعد سكرتير عام نقابة الصحفيين لمدة 8 سنوات.

لم تكن سيرته داخل النقابة حافلة بالراحة والهدوء، بل كانت أشبه بالسير على الأشواك والجمر، فقد خاض العديد من المعارك ابتغاءً لمرضاة صاحبة الجلالة ومصلحة أبناءها.

وتعد أبرز المعارك التي يحفل به سجل "قلاش" النقابي، هي معركة القانون رقم 93 لسنة 1995، الذي نص على تغليظ العقوبة على الصحفيين في قضايا النشر، أسفرت المواجهة عن خروج نقابة الصحفيين بانتصار زلزل أركان نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ويتم اعتبار هذا اليوم هو العيد السنوي لحرية الصحافة.

إعتبر " قلاش" منذ قدومه علي قمة الهرم النقابي، أن قضايا الأجور وتحسين أوضاع الصحفيين، هي أحد أولوياته الرئيسية.

لم يكف "قلاش" وأعضاء مجلس النقابة الحالي عن مطالبة وزارة الداخلية والجهات المختصة، بالإفراج عن كافة الصحفيين المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا النشر، وفي سبيل ذلك قدموا لهم كل الدعم المعنوي، كتنظيم وقفات احتحاجية على سلالم النقابة أو تنظيم حفلات إفطار لذويهم.

تدرج الصدام بين مجلس النقابة والجهات المختصة، حتي أتت قضية القبض علي الصحفيين بدر والسقا، لتسكب البنزين فوق النار المشتعل، ويجد "قلاش" نفسه متهماً بإيواء مطلوبين أمنيا.

ذهب طواعية للتحقيق، لتأتي المفأجاة التي نزلت كالصاعقة على الأسرة الصحفية، تمثلت في رفض النيابة إخلاء سبيله، دون دفع كفالة في سباقة لم تحدث بحق أي من نقباء الصحفيين السابقين، ويهب الوسط الصحفي انتفاضًا للدفاع عن يحيي قلاش.

لم تزد تلك اللكمات "قلاش" سوى صبرًا فوق صبره وعزيمة فوق عزيمته، ليستعد مرة أخرى لخوض حلقة جديدة من النضال والكفاح، ولسان حاله يقول الذهب يُمتحن بالنار.