رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقول البترول وبوابة تدفق الإرهابيين إلى أوروبا..

أسرار خطيرة وراء إصرار الجيش الليبي على تحرير «سرت»

الجيش الليبي
الجيش الليبي

لا صوت يعلو فوق الحديث عن تحرير مدينة سرت الليبية، من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، إذ تجرى التجهيزات العسكرية، وعمليات رسم الخطط على قدم وساق، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول أهمية المدينة، خصوصًا وأن التنظيم يتواجد في مدنٍ أخرى، فما سر الإصرار الشديد على سرت بالذات.

الأهمية التاريخية
سِرت، لمن لا يعلم، واحدة من أهم المدن الليبية، بحسب التاريخ، حيث كانت محطة مهمة على طريق القوافل بين برقة وطرابلس وبين أفريقيا، ولها مكانة خاصة على الخريطة الليبية، حتى أن القذافي، خلال العقود الأربعة من حكمه، تحدث عن تحويلها إلى عاصمة، بل وحدث ذلك بالفعل، إبان قيام الثورة ضده، في 17 فبراير 2011، حيث لجأ إليها، واعتبرها عاصمة ليبيا، بعد فقدانه السيطرة على طرابلس، وتقع في منتصف الساحل الليبي بين طرابلس وبنغازي، وتبعد عن العاصمة طرابلس 450 كم شرقا.

الأهمية الاستراتيجية
تعتبر مدينة سرت الواقعة على البحر الأبيض المتوسط رابطًا رئيسًا لخطوط المواصلات بين شمال البلاد وجنوبها، وتضم «مجمع الأمانات» سابقًا وهو مركب إداري يشمل قصر المؤتمرات الضخم ومقار بعض الوزارات، والمقر الرئيسي لمؤتمر الشعب العام «البرلمان السابق».

وتعد سرت موطن حماية الجيش الليبي، فعلى بعد 16 كيلومترا جنوب سرت، يوجد مطار جردابيا الذي يحوي القاعدة الرئيسية للقوة الجوية الليبية، كما توجد قاعدة هون العسكرية على مسافة 240 كيلومتر جنوبا، وهي ترتبط بسرت عبر طريق بري وآخر جوي.

وتشمل القاعدة الجوية نحو 50 حظيرة طائرات من الخرسانة المسلحة التي تستخدم عادة لحماية الطائرات المقاتلة، وفقا لما بيّنت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة رويترز للأنباء.

ويلتقي عند مدينة سرت أنبوبي النهر الصناعي القادم من واحات السرير والكفرة والآخر القادم من جبل الحساونة ليشكلا أطول وأضخم شبكة لنقل المياه في العالم من صنع الإنسان عرفها التاريخ، كما اكتسب ميناء سرت أهمية أكبر مع تطور استخراج النفط البحري.

حقول الذهب الأسود
وتحتل مدينة سرت أهمية خاصة لدى تنظيم داعش نظرًا لقربها من حقول نفطية رئيسية، ومصافٍ شرق ليبيا، وهو ما يعتبر مصدر تمويل هام، للجماعات الإرهابية، فضلاً عن موقعها على ساحل البحر المتوسط بالقرب من السواحل الإيطالية، وهو ما يمكنها كذلك من التحكم في العبور والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، الأمر الذي يقلق دول الجنوب في القارة العجوز، حيث من الوارد أن يصدّر التنظيم عبر «سرت» عددا كبيرا من الإرهابيين، بحرًا.

وجدير بالذكر أن تنظيم داعش، أعلن في يونيو 2015 سيطرته الكاملة على سرت ومحيطها بعد مقاومة من أهالي المدينة، بما في ذلك سيطرته على مطار المدينة ومشروع النهر العظيم، ولاحقا المحطة البخارية غربي المدينة طاردا من كان بالمحطة من عناصر فجر ليبيا، وقد قصفت طائرات حربية ليبية مواقع داعش مرات عدة في المدينة.

وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة  فائز السراج، بالتنسيق مع وزير الدفاع في حكومة الوفاق العقيد المهدي البرغثي، بدأ الاتصالات بجميع قيادات الأركان والقيادة العامة للجيش، لوضع الترتيبات اللازمة لمباشرة عملية تحرير سرت من «داعش».

وذكرت وكالة الأنباء الليبية، أن هناك بعض العائلات النازحة من مدينة سرت وصلت إلى مدينة أجدابيا، حيث أكد النازحون أن الأوضاع فى المدينة محتقنة وأن عناصر التنظيم فى حالة تخبط كبير بعد ورود أخبار باقتحام المدينة من قبل قوات الجيش.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية قد أطلقت عملية عسكرية واسعة باسم "القرضابية 2" لتحرير مدينة سرت من تنظيم داعش الإرهابى بمشاركة قطاعات عسكرية برية وجوية وبحرية.